ملفات وتقارير

دعوات "مشبوهة" لمنع تدريس الدين في مصر بحجة "الإرهاب"

دعا عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جمال فهمي إلى إلغاء التعليم الأزهري- أرشيفية
دعا عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جمال فهمي إلى إلغاء التعليم الأزهري- أرشيفية
استغل سياسيون وبرلمانيون مؤيدون للانقلاب في مصر حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، الذي وقع الأسبوع الماضي، لشن هجوم قوي على كل مظاهر التدين الإسلامي، حيث طالبوا بمنع تدريس الدين في المدارس، وإلغاء التعليم الأزهري؛ بحجة محاربة التطرف والإرهاب.

وانتقدت مؤسسات حقوقية حكومية ومنظمات مدنية "التعليم الأزهري"، وطالبت بإلغائه، متهمة الأزهر بتخريج متطرفين وإرهابيين للمجتمع.

وقال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جمال فهمي، في تصريحات صحفية، إن "المجلس ناقش اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة الإرهاب، على رأسها إلغاء التعليم الأزهري، ودمج طلابه في التعليم العام، وتنقية المناهج التعليمية من الفكر المتطرف"، مشيرا إلى أن "التعليم الديني ظاهرة خطيرة تصنع بيئة خصبة للأفكار المتطرفة والمنحرفة".

كما طالبت جمعية "مصريون ضد التمييز الديني" بإلغاء التعليم الأزهري في مرحلة التعليم الأساسي، وقصره على التعليم الجامعي فقط.

دمج الديانتين

وكان العديد من النواب والأكاديميين المؤيدين للنظام طالبوا بدمج مادتي التربية الدينية الإسلامية والتربية الدينية المسيحية في مادة واحدة، وتعميمها على الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي.

وقال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، بولس حليم، إن المناهج الدراسية وبعض المنابر الدينية هي التي أدت إلى ذلك العمل الإرهابي (تفجير الكنيسة البطرسية)، مطالبا باستخدام قوة الفكر إلى جانب المعالجة الأمنية للقضاء على "الإرهاب".

وانتقد بولس عدم معرفة الطلبة المسلمين بالدين المسيحي، كما يدرس زملاؤهم المسيحيون بعض آيات القرآن الكريم في مادة اللغة العربية، ذاهبا إلى القول بأن مقترح دمج الديانتين الإسلامية والمسيحية في مادة واحدة "أمر جيد".

منع ظهور الشيوخ في الإعلام دون رخصة

وفي السياق ذاته، أعلن عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، محمد شعبان، تقدمه بمشروع قانون الأسبوع المقبل، يجرّم اعتلاء غير المتخصصين منابر المساجد، أو الظهور بوسائل الإعلام دون "رخصة إجازة" تجدد كل ثلاث سنوات، بعد خضوعهم لاختبارات متعددة.

كما طالب وزير أوقاف الانقلاب، محمد مختار جمعة، مجلس النواب بسن قانون ينظم الفتوى والإعلام الديني، وتجريم إصدار الفتاوى الدينية من غير المتخصصين.

تفسير "الفاتحة" والإرهاب

وانتقد سياسيون مناهج التعليم، قائلين إن الأطفال في المدارس يدرسون تفسيرا لسورة الفاتحة يتضمن تكفير الأقباط وازدراءهم.

لكن وزارة التعليم الانقلابية نفت احتواء المناهج على عبارات مسيئة للمسيحيين، وأكدت في بيان لها، يوم الجمعة الماضي، أن ما يتم تداوله على المواقع الإلكترونية بشأن تفسير سورة الفاتحة ورد في كتاب دراسي بإحدى الدول العربية، وليس في مصر.

وشددت الوزارة على أن كتب التربية الدينية خالية تماما من كل ما يثير الفتنة أو التعصب، معتبرة أن هذه المحاولات تهدف لإثارة البلبلة بين المواطنين، وتشكيكهم في مؤسسات الدولة.

"الإرهاب" يزرع خارج المدرسة

وتعليقا على هذه المطالبات، قال الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، كمال مغيث، إنها "دعوات طائشة وغير مسؤولة"، مؤكدا أنه "من غير المعقول أن يقول البعض إن هناك مشكلة في مادة الدين بسبب وقوع حادث إرهابي، ويتناسى أننا نعيش منذ عقود طويلة في سلام وتسامح مع المسيحيين دون تعصب".

وأضاف مغيث لـ"عربي21" أن "هناك أيادي تلعب من بعيد، وتريد أن تثير فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وللأسف فإن الإعلام المصري وقع في الخطأ، وبدأ يتحدث عن هذه الفتنة المزعومة، ويطالب بمعالجة أسبابها"، مشيرا إلى أن التعصب في المجتمع يتم زرعه بين بعض الأطفال خارج المدرسة، من خلال خطاب ديني متطرف في بعض الأماكن، أو من خلال التربية داخل المنزل.

وأوضح أن المناهج الدراسية "فيها خلل كبير بالفعل، ولا ينكر ذلك أحد، لكن هذا الخلل ليس مصدره مادة الدين؛ لأنها مادة اختيارية، ولا تضاف للمجموع في نهاية العام"، مشددا على ضرورة الإبقاء عليها، "حتى نربي أجيالا تعرف المبادئ الأساسية لدينها، دون تعصب أو أفكار رجعية".

دعوات متهورة

من جانبه، قال أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، سعيد إسماعيل، إن مشكلة المناهج التعليمية ليست في مادة الدين، ولكنها في المواد الأخرى التاريخية والعلمية والأدبية التي تخلق أجيالا ليس لديهم وعي فكري أو اجتماعي.

وأضاف لـ"عربي21" أن "هناك تفسيرات كثيرة متشابكة للقرآن الكريم، وليس لسورة الفاتحة فقط، لكن هناك من يركز فقط على آية تكفر المسيحيين، وينسى آيات كثيرة تحض على حسن معاملتهم والتسامح معهم، وهذا ما يجب تدريسه وتقويته في المناهج التعليمية؛ لأن الإسلام دين متسامح ومتعايش مع الأديان والرسالات جميعها".

وأعرب عن رفضه للدعوات الخاصة بإلغاء مادة الدين، مؤكدا أنها "دعوات متهورة، لا يملك أصحابها أي فكر علمي أو أكاديمي، ويخلقون التعصب بآرائهم العشوائية".

وأضاف أن من يطلقون هذه الدعوات يجب أن يعوا أن مشكلة التعصب الديني لها علاقة أساسية بالمجتمع كله، وبطريقة تفكيره وحياته، "فالمجتمع هو الذي يسمح بوجود الأفكار المتطرفة بين الشباب، خاصة في مرحلة المراهقة؛ من خلال لقاءات وتعايش مع أفراد متطرفين".
التعليقات (3)
نسمه الشريف
الأربعاء، 21-12-2016 08:43 ص
يقول عيسى فى الانجيل انى ما اتيت الا لخراف بنى اسراشيل الضاله هل فعل اليهود ما فعله النصارى مع الاسلام ام انهم فعلوا هذا لوجدو ديوثين ولاننا فى عصر الديوث صدق الصعيده لما قالوا دول لو جت لهم الفرصه حيفجروا ومش حتعرف تلمهم تانى
مصري
الأربعاء، 21-12-2016 08:06 ص
هذه ليست مجرد دعوات ، إن الأمر جد خطير ، وهذا واحد من الأهداف الخبيثه التي تنفذها إسرائيل بزرعها لليهودي المتخفي السيسي وعساكرة المحتلين لمصر ، إنها خطة شيطنة مصر التي ينفذها كل أركان الإنقلاب المشئوم وعملاء الموساد من شيخ الأزهر للكنيسه للإعلاميين الموتورين للقضاء الشاخخ وغيرهم وغيرهم من الخائنين و العملاء ، فلينتظر المصريين ما هو أفدح من ذلك ثم لينتظروا عاقبة كل ذلك يوم لاينفع الندم فليظلوا هكذا في تغافلهم وتقاعسهم و تلاهيهم عن نصرة دينهم وإنصرافهم عن أخرتهم ولا تفعلوا كما قال أحد العرب لو قال لكم السيسي أنا ربكم الأعلي لسجدتم له ، فهل هذا حق ؟
محمود
الأربعاء، 21-12-2016 06:42 ص
لاشك أن بعض الاعلاميون والنواب ينهبون بمالايعلمون ظنا منهم بأنهم يرضون الساسيون .مازال عن أبنائهم يرضون بهذا.مش ناقص الا أن يخرروجو علينا بدين جديد .كفاكم عبثا