سياسة عربية

العالم يتسول هدنة في حلب.. والنظام يرفض ويتحدث عن انتصار

جدد بان كيمون دعوته إلى هدنة- أ ف ب
جدد بان كيمون دعوته إلى هدنة- أ ف ب
في الوقت الذي دعت فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا إلى جانب الأمم المتحدة، الأربعاء، لوقف إطلاق نار فوري في مدينة حلب شمالي سوريا، يتحدث نظام الأسد عن انتصار ويرفض الهدنة، فيما يتساقط المزيد من القتلى في المدينة.

دعوات للهدنة

دعت كل من بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وكندا، إلى جانب الولايات المتحدة، في بيان مشترك، إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، وحثت إيران وروسيا على الضغط على النظام السوري للتوصل إلى ذلك، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية

وطالبت الدول الست النظام السوري بمعالجة الأزمة الإنسانية، من خلال السماح بإيصال المساعدات الأممية إلى الأحياء الشرقية في حلب.

واتهم الزعماء روسيا بعرقلة صدور قرار من مجلس الأمن لوقف الأعمال العدائية في حلب، والمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين، وذكر البيان أن "روسيا وإيران تزعمان أنهما تريدان العمل للتوصل إلى حل سياسي، إلا أنهما غير راغبتين بذلك".

وطالب الزعماء، في البيان، الأمم المتحدة بإجراء تحقيق في تقارير تفيد بأن هناك جرائم حرب تُرتكب في سوريا. ويأتي هذا البيان بعد دعوة فصائل المعارضة السورية شرقي حلب، في وقت سابق اليوم، إلى إعلان "هدنة إنسانية فورية"، من خمسة أيام.

وتابع البيان بأن "الأولوية الملحة القصوى هي لوقف إطلاق نار فوري يسمح للأمم المتحدة بتسليم المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب الشرقية ومساعدة الذين فروا" منها.

وأضاف النداء الصادر باسم قادة الدول الست: "ندين أعمال النظام السوري وحلفائه الأجانب، لا سيما روسيا؛ لعرقلتهم المساعدة الإنسانية. وندين بحزم هجمات النظام السوري التي دمرت المنشآت المدنية والطبية، وندين استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية".

ودعا الموقعون "كل الأطراف في سوريا إلى احترام القانون الدولي، بما فيه معاهدة جنيف"، وأعلنوا استعدادهم "للبحث في تدابير عقابية إضافية ضد الأفراد والكيانات التي تعمل لصالح النظام السوري أو باسمه".

وأكدت الدول الست أن "وحده الحل السياسي يمكن أن يحمل السلام للناس في سوريا".

ودعت الفصائل المعارضة في حلب اليوم إلى إعلان "هدنة إنسانية فورية" من خمسة أيام في حلب؛ من أجل إجلاء المدنيين والجرحى من الإحياء الشرقية.

وتحدثت الدول الست عن "الكارثة الإنسانية" في حلب، مشيرة إلى أن "مئتي ألف مدني، بينهم العديد من الأطفال، محرمون من الغذاء والأدوية" في مناطق في حلب "معرضة باستمرار للقصف والهجمات المدفعية من جانب النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران".

وقال البيان: "لم يتم تحييد المستشفيات والمدارس. على العكس، تم استهدافها للتأثير على معنويات السكان".

كي مون يجدد دعوته


من جهته، كرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، دعوته إلى وقف إطلاق نار في حلب، معتبرا أن وضع السكان المدنيين في هذا المدينة الواقعة شمال سوريا "مفجع".

وقال خلال مؤتمر صحافي في فيينا: "ما شهدناه في الآونة الأخيرة في حلب مفجع".

وأضاف: "أطالب السلطات السورية وفصائل المعارضة السورية باستمرار، وكذلك التحالف، بالوفاء بوعودهم بشكل يخولنا القيام بمهمتنا الإنسانية".

وتابع بان كي مون بأن "غالبية البنى التحتية، من مستشفيات وعيادات وشبكات مياه وتوزيع مواد غذائية، مدمرة أو مقطوعة".

وكان بان كي مون يتحدث إلى جانب وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز في مناسبة أخر جولة له إلى الخارج، بصفته أمينا عاما للأمم المتحدة.

النظام: تقدمنا نصر استراتيجي


في المقابل، قال وزير المصالحة السوري علي حيدر للصحفيين في العاصمة دمشق، الأربعاء، إن تقدم الجيش السوري ضد مقاتلي المعارضة في حلب هو نصر استراتيجي سيمنع التدخل الأجنبي ويغير العملية السياسية.

وقال إن من يؤمنون بالنصر السوري يعلمون أن الروح المعنوية للمعارضة في أدنى مستوياتها.

ومنصب وزير المصالحة يجعل حيدر مسؤولا عن المساعي السياسية لوضع أوزار الحرب، بما في ذلك إبرام اتفاقات بخصوص المناطق التي تسيطر عليها المعارضة؛ للاستسلام للحكومة، والسماح لمقاتلي المعارضة بالمرور إلى مناطق أخرى يسيطر عليها معارضون في سوريا.

القتلى المدنيون في تزايد

ارتفع عدد قتلى المدنيين في حلب منذ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى 845 قتيلا، نتيجة الهجمات التي تنفذها قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الداعمة لها.

وبحسب معلومات حصل عليها مراسل "الأناضول"، من نجيب أنصاري مدير الدفاع المدني بحلب(معارضة)، فإنّ النظام السوري والمليشيات الداعمة له تشن منذ مساء أمس هجمات جوية وبرية على أحياء الكلاسة وبستان القصر والفردوس وسيف الدولة الواقعة شرقي مدينة حلب.

وأضاف أنصاري أنّ هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 17 مدنيا وجرح 38 آخرين، وبذلك ارتفع عدد القتلى، منذ 15 نوفمبر الماضي حتى اليوم، إلى 845 قتيلا.

ومنذ نحو 3 أسابيع، تتعرض حلب لقصف مكثف للغاية، أودى بحياة مئات من المدنيين، وجرح آلاف آخرين، ضمن مساعي نظام الأسد، المدعوم من قبل روسيا والمليشيات التابعة لإيران والموالية له، للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة، بعد 4 سنوات من فقدان السيطرة عليها.

وانقسمت حلب عام 2012 إلى: أحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة، وأخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام. 
التعليقات (0)