سياسة دولية

ما مخطط تركيا من زيارة يلدريم لروسيا وعودة العلاقات لطبيعتها؟

يلدريم توجه لموسكو بزيارة رسمية لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية للبلدين- الأناضول
يلدريم توجه لموسكو بزيارة رسمية لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية للبلدين- الأناضول
يقوم رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بزيارة رسمية إلى روسيا يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره ديميتري ميديفيدف، لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وأعلى يلدريم من سقف أهداف زيارته هذه، إذ أعلن أنه سيعمل على تسخيرها في حل مشاكل الإقليم ابتداء من الشأن السوري، إلى جانب ملفات أخرى ذات اهتمام مشترك، وفق ما صرح به في مؤتمر عقد بموسكو.

ووصف يلدريم العلاقة بين بلاده وروسيا بأنها "تهم منطقتنا بشكل كبير"، مضيفا: "علينا أن نمتلك زمام المبادرة، وأن نقرر مستقبل هذه المنطقة". 

وقال إن لدى تركيا وروسيا مسؤوليات كبيرة، بسبب خصوصية الأقليم الساخن، مؤكدا أن زيارته ستسهم في حل المشاكل الإقليمية والدولية التي تنتظر حلولا عاجلة، وهي التصريحات التي من المتوقع أن ترصدها جميع أطراف الأزمة في كل من الجارتين سوريا والعراق، لبحث ما يمكن أن يتفق عليه البلدان، بعد عودة العلاقات بينهما، والتحسن الملحوظ الذي طرأ عليها.

ولفت يلدريم إلى أن العلاقات بين البلدين مرت خلال العام الماضي بأيام "صعبة"، موضحا أن "تلك الأيام أصبحت من الماضي"، على حد قوله.

وعلق المحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، على تصريحات يلدريم، التي رأى بأنها "دبلوماسية"، ولكن أشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن تركيا تعي بأن روسيا من اللاعبين الكبار في المنطقة، لذلك فهي مهتمة بترميم العلاقات معها.

ولفت إلى أن عودة العلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو، ساهمت بشكل كبير بفتح الطريق أمام تركيا لدخول الساحة السورية، وإطلاق عملية "درع الفرات".

وقال إن تركيا تعد حليفا لأمريكا، إلا أن هذا الحلف يبدو هشا في الآونة الأخيرة، فتركيا باتت تعاني جراء ضغوطات الولايات المتحدة وأوروبا بما يتصل بقضايا عدة أهمها الشأن السوري والمهاجرين. 

وأضاف أن أنقرة لا تستطيع أن تحارب وحدها على جميع الجبهات ضد اللاعبين الكبار في المنطقة، لذا لمست ضرورة لعودة العلاقات الروسية التركية لطبيعتها، وتعزيزها.  

وأشار إلى أن تركيا تشعر بأن أمنها القومي مهدد، بسبب أن الولايات المتحدة تريد ممرا كرديا من الحدود العراقية إلى البحر الأبيض المتوسط، وهذا يشكل خطرا كبيرا على الأمن التركي. 

بالإضافة إلى أن أنقرة تدخلت في الأمر، وسعت مع أمريكا لحل الملف السوري والعراقي وملفات أخرى، لكن الولايات المتحدة فضلت التفاهم مع طهران.

وقرأ ياشا أن ذلك كله دفع بتركيا إلى التفكير بالتحالف مع لاعب آخر مؤثر في المنطقة، لذا نراها اليوم تسعى إلى عودة العلاقات مع موسكو، والبحث حلول ممكنة معها.

وقال إن وجود يلدريم في موسكو، له أبعاد اقتصادية إلى جانب السياسية، فالعلاقات الاقتصادية عادت إلى طبيعتها، وهناك مصالح مشتركة بين البلدين اقتصاديا وسياسيا، فروسيا تدرك حجم الضغوط على تركيا.

أهمية الزيارة على مستوى الاقتصادي

أوضح يلدريم ونظيره الروسي أنّ العمل جار على إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، وأنّ مباحثاتهما "أضفت زخما إيجابيا" لمرحلة تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية.

وبحث الجانبان مسائل في مختلف المجالات، بدءا من الطاقة، والنقل، والزراعة، والاقتصاد، والسياسة، والثقافة، بالإضافة إلى أنهما تناولا مشاريع مشتركة بين البلدين، في قطاعي الغاز الطبيعي والطاقة النووية.

وبحسب ما اطلعت عليه "عربي21" من تصريحات المسؤولين، فإن هذه الزيارة ستساهم في العمل على المجالات التالية:

- مشروع خط أنابيب الغاز

أشار يلدريم إلى أن مشروع خط أنابيب السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، مشروع يهم البلدين ويساهم بشكل مهم في أمن الطاقة لأوروبا، واحتياجاتها منها.

ولفت إلى أن المشروع يعد إقليميا، مؤكدا أنه سيزيد من التعاون الاستراتيجي ويعززه بين تركيا وروسيا.

- على صعيد الطاقة

تعد محطة "أق قويو" النووية من المشاريع الاستراتيجية لتركيا، وبيّن يلدريم أن هناك قرارات ضرورية قيد الدراسة في الوقت الراهن حول المشروع.

وكشف أن هناك تعاونا استراتيجيا بين تركيا وروسيا في مجال الطاقة، موضحا أن رئيسي وزراء البلدين سيتابعان تنفيذ المشاريع المشتركة.

- عودة السياحية

وبخصوص السُياح الروس، أشار يلدريم إلى أن توفير الأمن للسياح القادمين إلى تركيا، والحرص على قضائهم عطلتهم فيها بأفضل شكل، هي تحت ضمانة الدولة التركية.

- حجم التجارة

تهدف الحكومتان التركية والروسية إلى أن يصل حجم التجارة بينهما إلى 100 مليار دولار، إذ إن حجم التجارة الحالي بين البلدين وصل إلى 36 مليار دولار فقط.

- تفعيل صندوق تمويل استثماري مشترك
 
أشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن الجانبين التركي والروسي سيقومان بتفعيل صندوق التمويل الاستثماري المشترك بينهما خلال العام المقبل، ليتم من خلاله تمويل العديد من المشاريع المشتركة بين أنقرة وموسكو.
1
التعليقات (1)
muslim
الأربعاء، 07-12-2016 06:44 م
في بداية ألثورة ألسورية كان أردوغان =طرف بالثورة = فتح ألحدود للسوريين أفضل إستقبال كل أنواع ألدعم=ألسنة ألثالثة أصبح شريك فاعل بالثورة===ألسنة ألرابعة إنضم أردوغان لجوقة مايسمى أصدقاء ألشعب ألسوري أغلق ألحدود بوجه ألسوريين من ألداخل ألسوري ومن خارج سورية أصبح كل سوري بحاجة لفيزا لزيارة عائلة إن حصل عليها ==ألسنة ألخامسة أصبع منظر ومتحكم بمسار ألمعارك كلما أعلن ألثوار معركة في حلب يقطع عنهم ألسلاح فجأة إرضاءً لصديقُ ألعزيز بوتين== في ألسنة ألسادسة أصبح أردوغان وسيط بين ألثوار وروسيا ألمجرمة بحق سوريا وألسوريين ==في ألختام نسأل ألله أن يكفي ألسوريين شر كل ماسيتفق عليه أردوغان وبوتيين في ألسنة ألسابعة للقضاء على ألثورة ألسورية إرضاءً لصديقُ ألعزيز بوتين قاتل أطفال ونساء سوريا .....وألله أعلم -===ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم ألأعلونَ إن كنتم مؤمنين==صدق ألله ألعظيم وعاشت سوريا حرة أبية