صحافة دولية

إحراج جديد لترامب.. هكذا تملق نواز شريف في مكالمة تهنئة

سي أن بي سي: ترامب أخبر نواز شريف بأنه مستعد لأداء أي دور يطلبه منه- أرشيفية
سي أن بي سي: ترامب أخبر نواز شريف بأنه مستعد لأداء أي دور يطلبه منه- أرشيفية
سخر الإعلام الأمريكي من النبرة المتملقة، التي بدت في كلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد جي ترامب، مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف

وتقول شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية، إن ترامب أخبر شريف في مكالمة هاتفية، جرت بينهما الأربعاء، ونشر نصها مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، بأنه "مستعد لأداء أي دور يطلبه منه (نواز)"، لمعالجة المشكلات العاجلة التي تواجهها الدولة ذات الغالبية المسلمة في جنوب آسيا.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن نشر نص المكالمة جاء بعد اتصال شريف مع ترامب؛ لتقديم التهنئة له بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة. 

وتكشف الشبكة عن أن ترامب بدا في النص الذي لم يتم تحريره، يتحدث لرئيس الوزراء الباكستاني، ويصفه بأنه "رجل رائع"، وقال إن شريف يقوم "بعمل مدهش"، لافتة إلى أنه بعدما دعا المسؤول الباكستاني ترامب إلى زيارة بلاده، رد الرئيس المنتخب قائلا إنه يحب "المجيء لهذا البلد العظيم، والمكان العظيم، وناسه الرائعين". 

ويلفت التقرير إلى أن فريق ترامب المكلف بعملية نقل السلطة لم يرد على ما جاء في النص، وفيما إن كانت لترامب مصالح مالية في باكستان، أو إن قدمت له معلومات مسبقة عن العلاقات الأمريكية الباكستانية، والعلاقات الثنائية بين باكستان والهند، مستدركا بأنه ورد في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن فريق ترامب اعترف بأنه تحدث مع رئيس الوزراء الباكستاني، بحسب ما جاء في نص المكالمة.  

وترى الشبكة أن "حديث ترامب يعد تحولا مهما في مواقف الرئيس المنتخب، الذي يبدو أنه يقوم بتحولات وتغيير كامل لمواقفه السابقة، التي عبر عنها أثناء حملته الانتخابية، مثل تصريحاته بأنه سيمنع المسلمين في العالم من دخول الولايات المتحدة، ومواقفه من وول ستريت، مع أن اختياراته لإدارته المقبلة هي من رجال الأعمال ومسؤولي الشركات العملاقة".

وينوه التقرير إلى أن ترامب شن في عام 2012 حملة ضد باكستان، في سلسلة من التغريدات على "تويتر"، فقال: "لنكن واضحين، باكستان ليست صديقة لنا، ونقدم لهم (الباكستانيين) مليارات ومليارات الدولارات، وماذا نحصل منهم؟ خيانة وقلة احترام وأسوأ من هذا بكثير"، مشيرا إلى أن كلامه هذا جاء في معرض التعليق على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوت أباد، حيث قال إن الباكستانيين كانوا يعرفون بمخبأ ابن لادن في بلادهم، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تبحث عنه.

وتورد الشبكة أن ترامب كتب في تموز/ يوليو 2012 قائلا: "متى سيعتذر الباكستانيون لنا لمنحهم مخبأ لأسامة بن لادن، ولستة أعوام؟"، لافتة إلى أنه بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن واشنطن وإسلام أباد لا تزالان على صداقة ووئام، حيث توفر الولايات المتحدة الدعم والمعدات لمواجهة الإرهاب. 

ويرجح التقرير أن تغضب تصريحات ترامب، التي تفضل باكستان على ما يظهر، الجارة الهندية، التي تدهورت علاقتها مع إسلام أباد في الفترة الأخيرة، وعبر محللون عن مخاوفهم من الطريقة التي يتعامل فيها ترامب مع الدولتين النوويتين في جنوب آسيا. 

وتنقل الشبكة عن الزميل الباحث في شؤون جنوب وجنوب شرق آسيا في معهد "وودرو ويلسون" مايكل كوغيلمان، قوله: "يجب على البيت الأبيض تبني دبلوماسية ناشطة، ومن خلف الأضواء؛ للتأكد من عدم ارتفاع حرارة المواجهة بين البلدين إلى مستوى خطير، ويجب على ترامب دعم الطرفين"، مستدركة بأن ترامب قال في مناسبة نظمها تحالف الهندوس الجمهوريين الشهر الماضي، إن أمريكا والهند ستصبحان أفضل صديقتين، وأضاف: "لن تكون هناك علاقة أفضل لنا من تلك التي مع الهند".

ويفيد التقرير بأن ترامب أخبر الشهر الماضي صحيفة "هندوستان تايمز" أنه مستعد لأداء دور الوسيط في النزاع الطويل، الذي مضى عليه عقود بين الهند وباكستان، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الهند نارندرا مودي، الذي يعارض أي تدخل خارجي لتخفيف حدة النزاع مع باكستان قد لا يوافق على هذا الأمر. 

ويقول كوغيلمان: "يخشى أن يؤدي التدخل الخارجي إلى بحث موضوع كشمير، الذي تراه الهند غير قابل للتفاوض"، ويرى أنه بدلا من التوسط بين الطرفين، فإن على واشنطن تشجيع البلدين على عقد سلسلة من الحوارات حول القضايا الناعمة، مثل التعاون التجاري والتبادل التعليمي، بحسب الشبكة. 

وتختم "سي أن بي سي" تقريرها بالإشارة إلى أن تصريحات ترامب لشريف جاءت رغم عدم معرفة الرجلين ببعضهما، وعدم زيارة ترامب لباكستان، مستدركة بأن ذلك لم يمنع من وصفه المسؤول الباكستاني "برجل ذي سمعة جيدة"، وأنه "يتحدث مع رجل يشعر أنه يعرفه منذ وقت طويل"، وأن "الشعب الباكستاني هو من أكثر الشعوب ذكاء"، وأن "البلد غني بالكثير من الفرص".
التعليقات (0)