سياسة عربية

تصاعد الجدل حول "العساكر".. ومصر تفوض إعلامييها بالرد

مخرج الفيلم يتمنى أن يكون الجيش المصري أفضل جيوش العالم- أرشيفية
مخرج الفيلم يتمنى أن يكون الجيش المصري أفضل جيوش العالم- أرشيفية
أجرى المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، مداخلة تليفزيونية، ليلة أمس، للرد على فيلم "العساكر .. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، الذي أنتجته قناة الجزيرة، قال خلالها إن الإعلام المصري قادر على التصدي لما وصفه بالمحاولة البائسة والفاشلة لزعزعة ثقة المواطن المصري في الجيش المصري، مؤكدا أن الخارجية المصرية غير معنية بالرد على أي عمل تقوم به قناة فضائية خاصة أو أي وسيلة إعلامية أخرى.

وأثار بث الفيلم، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج التوك شو المصرية والعربية، تنوعت بين الهجوم والتبرير تارة، والتقييم الفني للفيلم تارة أخرى، والرسالة التي يريد إيصالها الفيلم والهدف منها وتوقيت العرض تارة ثالثة.

هذه الحالة الجدلية عبر عنها، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حازم حسني، في تدوينة كتبها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "كيف تتحدث مصر عن نفسها؟ "، قائلا: "شاهدت الليلة الفيلم الوثائقي الذي أذاعته فضائية "الجزيرة" من إنتاجها عن أحوال "العساكر" في الجيش المصري، وكنت قد شاهدت قبله الفيلم الذي أعدته إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة لاستباق الرد على وثائقي "الجزيرة" وموضوعه "يوم في حياة جندي مقاتل"... كما أنني تابعت ردود الفعل التي صدرت عن الإعلام المصري، انفعالية كانت هذه الردود أو بها مسحة من رصانة".

وتابع: "بعيدا عن تقييمي لفيلم "الجزيرة"، أو لفيلم "إدارة التوجيه المعنوي"، مما أعود إليه لاحقا، دعونا نسأل أنفسنا سؤالا مبدئيا يمهد لحديث في العمق عن هذه الخطوة التي اتخذتها "الجزيرة"، مما أساء لمصر ولا شك، وأربك الإعلام المصري كله بلا جدال: هل سمعتم في قناة "الجزيرة"، أو في أي وسيلة إعلامية قطرية، من يقول إنه سيضرب السيسي "بالجزمة" كما فعل أحد أبواق النظام الإعلامية مع الشيخ تميم؟".

وأضاف: "السؤال الثاني المتفرع عن السؤال الأول هو: إذا كانت هذه هي الطريقة التي يعبر بها إعلام النظام عن موقف مصر الحضاري تجاه خصوم النظام على مستوى رؤساء الدول، فهل يبرئ هذا السلوك المشين الدولة المصرية من تهمة إهانة مجنديها؟ أم أنه يقول للعالم كله إن هذه على الأرجح هي لغة الحوار التي تعتمدها أجهزة الدولة فى مصر مع من عداها، ومن ثم يمنح مصداقية لما جاء بالفيلم؟".

واختتم حسني تدوينته قائلا: "سؤال أخير قبل أن أعود لاحقا لمناقشة مضمون الفيلمين: أين هي الدولة الصريحة في مشهد المواجهة الصريحة هذا بينها وبين دول الإقليم؟ وهل صارت الدولة عاجزة إلى هذا الحد عن استدعاء حكمتها الضائعة للرد بما يليق بها وبثقافتها التي انهارت - على ما يبدو - بفعل فاعل لتسود في النهاية ثقافة الردح ولغة السوقة والدهماء، وتكون سيرتنا بين الأمم هي ما يعبر عنه دوما هذا الانحطاط الحضاري الذي تحركه أجهزة الدولة من وراء ستار؟".

وشنت برامج "التوك شو" المصرية هجوما لاذاعا ضد دولة قطر وفضائية الجزيرة، وسط سيل من الاتهامات بالعمالة والتخوين، والدعوة إلى المشاركة في وسم أطلقه أحد الأذرع الإعلامية لرئيس الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، يسيء إلى شخص أمير قطر.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم حمامي، أن "فيلم العساكر لم يضف جديدا، لكنه بلا شك كسر حاجزا مقدسا وهالة حول الجيوش العربية المهزومة وأصناما يعبدها البعض ولا يتصورون حتى مجرد الاقتراب منها".

وقال عبر صفحتة الشخصية على الـ"فيسبوك: "للأمانة لا فرق بين ما شاهدناه عن الجيش المصري وباقي الجيوش العربية.. الجزيرة الليلة دخلت مرحلة وضع الإصبع على الجرح حتى وإن كان معروفا".

ومن ناحيته، قال مخرج الفيلم الوثائقي"العساكر .. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، عماد الدين السيد، إنه ليس ضد الجيش المصري أو التجنيد الإجباري، بل إنه "منحاز" له، نافيا أن يكون هناك توجه قطري أو خلافه للإساءة إلى جيش بلاده.

وأوضح في تصريحات صحفية أن "الفيلم لا يرفض التجنيد الإجباري، ولكن يتحدث عن قصص متواترة ومعروفة لدى الشعب، عن عقوبات يواجهها المجندون في الجيش مثل التكدير والفرق بين مطعم الضباط والعساكر، واستغلال العساكر في أعمال خارج نطاق التنجيد".
وأضاف: "كثير من أهلي وأصدقائي خدموا في الجيش، والجندية المصرية شرف، والفيلم منحاز للجيش، ويأمل أن يكون في أفضل حالاته".

وأعرب عن "تفهمه للهجوم العنيف الذي تعرض له قبل البث، خاصة أن البعض استشعر أننا نمس الصورة الذهنية المحفورة عن الجيش أنه مصنع الرجال ويريد الحفاظ عليها".

واعتبر أن عمله هذا هو "الأول الذي يرصد الواقع بخلاف الصورة النمطية التي تصدر"، مؤكدا أن "ما قاله في الفيلم قاله كل مصري في محيط أسرته أو أصدقائه أو عبر مواقع التواصل بخصوص المعاملة السيئة فقط، وهذا لا خلاف عليه وليس سرا حربيا، ومعروف للجميع، ونتمنى أن يتم تغيير المعاملة للأفضل".

وتابع: "هذا عمل فني وليس سياسيا، والسينما المصرية قدمت فيلم البريء (1986) بعد سنوات من المنع والحذف لأنه كان يتحدث عن وقائع مماثلة للمعاملة السيئة بالجيش، وهناك في السينما الأمريكية فيلم آخر يتحدث عن التجنيد، والجزيرة أنتجت فيلما من قبل عن التجنيد الإجباري في إسرائيل، وتحدثت مع منظمات حقوقية حوله، لكن الجديد أن مصر لا تسمح بذلك فثارت كل هذه الضجة".

وأكد أن الفيلم الوثائقي "يخدم الجيش وحريص على مصلحته ومصالح جنوده وتغيير أوضاعهم للأحسن"، متمنيا أن يكون جيش بلاده "أفضل جيوش العالم"، رافضا ما يحدث في سيناء ضد الجنود من "إرهاب".
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 28-11-2016 09:29 م
شاهدت الفيلم وليس به إلا الواقع فهو ليس فيلم روائي ولا أعرف لماذا كل هذة الضجه فكل مجند يعرف هذة الأمور وكل مواطن يعرف مدي سيطرة وسطوة ضباط وضباط الصف علي المجند ومدي المعناه التي يعانيها كل مواطن أدي الخدمه الإلزاميه في وسية العسكر ، إن الهدف الأساسي من التجنيد وهو الهدف الخفي هو إذلال المواطن وإحساسه بالإهانه والخضوع الكامل للعسكر عن طريق تسليم نفسه مرغما و عدم الإعتراض علي أي أمر مهما كانت نتائجه السلبيه و حتي بعد إنتهاء فترة التجنيد يتم إستدعائه كفترة إحتياط فهو رهن وتحت الطلب في أي وقت يشاءه العسكر وفي النهاية تعميق الإحساس و تثبيته في العقل الباطن لكل مواطن أنه العبد وطبقته هي الطبقه الدنيا وأن العسكر هم أسيادة تلك الطبقه التي تسيطر وتتحكم وتدير وفق عقليتهم الفائقه فهم وحدهم القادرين علي أداء الوظائف العقليه أما المواطن العادي أي المدنيين فهم لا يصلحون لأداء أي مهمه عقليه أو قياديه وهذا مايركز عليه هؤلاء العسكر المتخلفين وهو إيهام الشعب بما سبق كهدف وحيد وأساسي من نظام التجنيد الإلزامي أو قل نظام الرق المقنع ، أما العسكر فليهنأوا بوسيتهم و ما ينهبونه و يسرقونه من ثروات ومقدرات الشعب الخائب الخانع .