ملفات وتقارير

ما هي رسالة السيسي للرياض بعد حضوره القمة الإفريقية؟

السعودية يمكنها أن تناور لاستبدال السيسي بشخصية عسكرية أخرى- أرشيفية
السعودية يمكنها أن تناور لاستبدال السيسي بشخصية عسكرية أخرى- أرشيفية
يصر رئيس سلطة الإنقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي على زيادة حدة الشقة والخلاف مع الرياض من خلال تقصده المستمر السير بصورة معاكسة لتوجهات السياسة الخارجية السعودية والتي كان آخرها قبوله الحضور الشخصي في القمة العربية الأفريقية الرابعة، والتي قاطعتها الرياض  و8 دول عربية أخرى .

ويرى محللون ان السيسي أراد من خلال حضوره إرسال عدة رسائل على رأسها قدرة القاهرة على تشكيل تحالفات جديدة قادرة على مساعدة مصر في أزمتها النفطية بعيدا عن تحكم الرياض ، إلى جانب انتهاج سياسة جديدة مستقلة مناقضة لتوجهات المملكة الخارجية لإثبات قدرته على التحرك بعيدا عن القيود الخليجية .

وكان لافتا ذهاب الدبلوماسية المصرية في المؤتمر صوب دغدغة العلاقة مع الجزائر وتسخينها ، على امل مستقبلي أن تعوض الأخيرة النقص الحاد بالمشتقات النفطية بعد توقف شحنات النفط السعودي منذ شهرين عن البلاد.

وقال مراقبون، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": إن رهانات السيسي على الاستفادة من التناقضات بالمنطقة، خاسرة، لأن هذه التناقضات لا يمكن لها أن تستمر ، في ظل الحالة المزرية التي يعيشها نظام الإنقلاب .

وأكدوا أن رسائل السيسي للرياض لن تقدم او تؤخر في الموقف السعودي من القضايا الخلافية، بالنظر لامتلاك الرياض أدوات ضغط سياسية واقتصادية كثيرة يمكنها أن تناور بها نظام الانقلاب العسكري، تصل إلى درجة استبدال السيسي نفسه، بشخصية عسكرية أخرى.

وطرحت مشاركة مصر العديد من التساؤلات، حول المخالفة لغالبية الإجماع العربي، وهل قصدت مصر إيصال رسائل لدول مجلس التعاون الخليجي التي تعلن دعمها الكامل للمغرب في ملف جبهة البوليساريو، وخاصة السعودية؟ ولماذا أصبحت مصر خلال الفترة الأخيرة تغرد خارج السرب العربي؟

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة رشد التركية، عصام عبد الشافي، إن المملكة العربية السعودية تتحكم في كثير من أوراق الضغط السياسية والاقتصادية في مصر، يمكنها أن تناور بها النظام المصري، وغير مستبعد أن تراهن المملكة على التخلص من السيسي إذا أرادت ذلك.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن السيسي حاول خلال الشهرين الماضيين الارتباط النظام الجزائري - المعروف بدعمه لجبهة البوليساريو- ، وكسب ود الجزائر في إطار سعيه لتوفير بدائل إستراتيجية للحصول على مصادر للطاقة والنفط، بعد وقف السعودية الإمدادات البترولية لمصر للشهر الثاني على التوالي.

وأضاف: " في إطار هذا السعي استقبل السيسي وفد من جبهة البوليساريو مؤخرا بمدينة شرم الشيخ، وهو ما يتعارض مع السياسة المغربية، وسياسة دول مجلس التعاون الخليجي التي أعلنت دعمها الكامل للمغرب في هذا الملف".

وأكد عبد الشافي، أن مشاركة مصر بالقمة، لا يمكن فصلها عن سياسة المغرب التي يقود حكومته حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي، القريب من فكر جماعة الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي يتعارض مع توجهات السيسي المدعومة إماراتيا، خاصة فيما يتعلق بموقفها المعادي لتيار الإسلام السياسي في المنطقة.

وقال إنه من غير المستبعد أن تكون دولة الإمارات هي من وقفت خلف مشاركة مصر في القمة رغم انسحابها ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن الإمارات تمثل الداعم الرئيس لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض في المغرب، والمنافس الرئيس لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، وتستخدم أدواتها ومنها النظام العسكري في مصر، من أجل إثارة النزاعات والصراعات بالمنطقة.

وتابع: " ثمة رسائل أخري تريد مصر إيصالها إلى الدول الإفريقية وخاصة تجمع دول الساحل والصحراء، بأنها ستكون حاضره بقوة خاصة بعد اختيارها لتكون مقرا للمركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب الذي أنشأته مؤخرا دول مجلس السلم والأمن داخل التجمع".

وأكد عبد الشافي، أن لعب النظام العسكري في مصر على وتر التناقضات السياسية في المنطقة، ليس في صالحه، ورهاناته على هذه التناقضات في الغالب ستكون خاسرة، مشيرا إلي أن هذه التناقضات لا يمكن أن تستمر، فالنظام الجزائري يعاني خلال تلك المرحلة من أزمات اقتصادية طاحنة دفعته لاتخاذ تدابير تقشفية طالت معظم مؤسسات الدولة.

ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عبد الحميد قطب، أن نظام الانقلاب العسكري لا يؤمن بعمق مصر العربي والإسلامي ولا بدورها المحوري في المنطقة والعالم وهذا ما يجعله لا يراعي علاقات مصر بالدول العربية والإسلامية، لافتا إلى أنه أصبح محورا معاديا لكل قضايا الأمة ومخالفا لإجماعها.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "عربي21" : " نظام الانقلاب العسكري اليوم يخالف إجماع الأمة في العراق وسوريا وليبيا ويدعم الدكتاتورية والعصابات الإجرامية التي تزعزع استقرار المنطقة وبلدانها لأنه يدرك أن بقاء نظامه مرتهن ببقاء هذه الأنظمة الأخرى".

وتابع قطب: " السيسي سبق وخرق الإجماع العربي في القضية السورية ووافق على مشروع القرار الروسي كما خالف الإجماع العربي في اليمن ودعم الحوثيين هناك نكاية في حزب الإصلاح اليمني، وها هو الآن يكرر الأمر في دعمه لجبهة البوليساريو الداعية للانفصال عن المغرب نكاية في حكومة العدالة والتنمية ذات المرجعية الإسلامية بل وحرص على حضور القمة العربية الأفريقية مخالفا لإجماع الأمة وكأنه يبعث برسالة أن لديه مرجعية مختلفة عن الإجماع العربي الإسلامي ألا وهي تل أبيب".
التعليقات (3)
عماد
الجمعة، 25-11-2016 04:34 م
لا يغير مصر الا شعبها، وما انقلاب السيد على عبده الا دليل على افتقاد كليهما زمام الأمور في مصر. فبعدا لكليهما. الإنقلابي يقمع ومموله يجوع و يتبوء السيادة لا على مصر فحسب بل على كل العرب، متناسيا تاريخه !
مصري
الجمعة، 25-11-2016 10:51 ص
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، فالسعوديه قد تأمرت علي شعب مصر ولا أدري مالمصلحه التي كانت تبتغيها من وراء هذه المؤامره التي تعاونت فيها مع دولة آل نهيان الصهيونيه ، وكيف تورطت مع الإمارات التي لا تفتئ عن إزاحة السعوديه من زعامة الخليج والمنطقه بأسرها بمعاونة تل أبيب و يهود أمريكا فماذا جنت السعوديه غير الخسران والخذلان والندامه والحسره .
فايز
الجمعة، 25-11-2016 03:57 ص
ياسيدى مبدئيا أرى ان من دمر مصر واساء لها هو السيسى وأتمنى ذهابه الآن قبل الغد ولكنى كمصرى يستفذنى جدا من يهين مصر الف مره اكثر من مليون سيسيى من يضع مصر كتابع لبلد يدوى هو مجموعه قبائل تهيمن عليهم قبيله واحده بحد السيف وليس بالرضا ومن يقول غير ذلك هو منافق ودون ان ينبس احدهمم بحرف ونحن في حال سىء ولكن ليس لهذا الحد ان مصر حاليا بلد مريض جدا والسبب الأنقلاب الذى حرضت عليه ومولته السعوديه والأمارات والأيام بيننا وسنرد برد يقتلع تك الطفيليات بأذن الله رجاء هاجموا السيسي كيف شأتم لكن لاتهنوا مصر التي عليكم ان تعلموا انه لولا الخونه لكانت عملاق اقتصادى انتاجى غير ريعى وستأتى الأيام التى تقبل ايادى مصر كما كانت أيام كان الخليج رمال قاحله والأوبرا المصريهت صدح فيها ارقى البلابل من مغنى الأوبرا والموسيقا من كل لون وكانت تساعد وتطعم من يريدوا استعبادنا قطعت السنتهم مع رجاء النشر لرد اعتبار شعب محب لكم واهنتوه وسنعتبركم مش واخدين بالكم وقد يكون كاتب هذا المقال مستجد فى الكار كالدب الذى قتل حبيبه وسماح المره دى