حول العالم

لاجئو مخيم الزعتري يستعينون بالطاقة الشمسية بدل الكهرباء

طاقة شمسية - مخيم الزعتري - لاجئين سوريين الأردن
طاقة شمسية - مخيم الزعتري - لاجئين سوريين الأردن
عندما تدخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين، شمال شرق الأردن، وتتجول بين قطاعاته الإثني عشر، ترى ألواح الطاقة الشمسية منتشرة بشكل لافت على أسطح البيوت المتنقلة (الكرافانات)، رغم تكلفتها المالية العالية، وذلك لتجاوز مشكلة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة في المخيم.

وذكر حامد الفارس، وهو أحد الأشخاص الذين يعملون ببيع وتركيب ألواح الطاقة الشمسية في المخيم: "أقوم بهذا العمل منذ ما يقارب السنة والنصف؛ لأن اللاجئين كانوا في البداية يقومون بشراء مصابيح الإنارة الصغيرة التي تعمل بالطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء التي تعمل على البنزين وما شابه ذلك، لكنها لم تكن جيدة بالنسبة لهم، لذا ازداد بالآونة الأخيرة الطلب على ألواح الطاقة الشمسية بمختلف أنواعها؛ نظرا لقدراتها على الرغم من تكلفتها العالية، والتي تفوق القدرات الشرائية لغالبية اللاجئين في المخيم".

ولفت حامد، في حديث مع "عربي21"، إلى أن الواح الطاقة الشمسية التي نجلبها من خارج المخيم من الشركات والمحال المختصة، كانت خيار اللاجئين الأفضل والأنسب مع عدم توفر الكهرباء بالمخيم بشكل دائم.

وكانت الحكومة الأردنية قد وقعت مع ألمانيا؛ اتفاقيتين، إحداهما تتضمن منحة لتمويل محطة طاقة شمسية لإنتاج الكهرباء في مخيم الزعتري والمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، بقيمة 15 مليون يورو، بالإضافة إلى اتفاقية لتمويل تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، بقيمة 3.5 مليون يورو.

ويقول أبو راضي، وهو لاجئ سوري من ريف دمشق: "شبكة الكهرباء في الأردن ذات جودة عالية، لكنها دون أي فائدة في المخيم؛ لأنها لا تأتي إلا في أوقات معينة ومحدودة، ما دفعني ذلك إلى شراء لوح للطاقة الشمسية ووضعه على سطح كرفاني الذي أقطن فيه مع أطفالي الأربعة".

وتابع لـ"عربي21: "قمت ببيع ما أملك من أغراض، وعملت في التجارة خارج المخيم من أجل أن أؤمن لأطفالي الصغار الكهرباء، ليشاهدوا برامج التلفاز، ومن أجل التبريد لأن حرارة الشمس العالية في هذه الصحراء القاتلة لا ترحم أحد".

وأضاف أبو راضي: "نحن لا نطلب من المفوضية السامية والأمم المتحدة وغيرها المستحيل في المخيم، فكل ما نطلبه هو بعض الأمور التي تجعل أطفالنا يعيشون كباقي أطفال العالم، ونقل الحقيقة لما يحصل لنا من معاناة دون أي تحيز أو تضخيم، كما تحدثت بعض وسائل الإعلام عن شبكة الكهرباء في المخيم، وكيف أصبح منارا بالكهرباء"، على حد تعبيره.

أما الحاج عبد الله الرضوان؛ فيقول لـ"عربي21": "صرفت الكثير من الأموال في صحراء المخيم، وكل ذلك من أجل طفلي الصغير الذي يشتكي من ضيق التنفس بسبب الغبار في المخيم، حيث يحتاج دائما إلى جهاز يعمل على الكهرباء ليساعده في التنفس عندما تصبح حالته خطيرة".

ويضيف: "لم نكن نرى النور إلا في المناسبات السعيدة، وفي الوقت الراهن تعمل الكهرباء لساعات محدودة في المساء، رغم وجود شبكة ذات مواصفات عالية جدا لا توجد بكبرى المدن في العالم"، على حد وصفه.

وتابع قائلا: "جلبت الكثير من المعدات التي تولد الكهرباء، منها ما يعمل على البنزين وما شابه، وآخرها هذا اللوح الشمسي ذو التكلفة العالية، حيث كلفني ما يقرب من 300 دولار أمريكي، لإنقاذ طفلي المريض من الموت، دون أن يشعر أحد بما نعانيه تحت سقف هذا الكرفان"، كما يقول.

بدورها، قالت أم نبيل الحوراني: "أنا أعمل ليل نهار في قطف الزيتون والخضراوات وأعمال التنظيف بالمخيم أيضا، والعمل ليس عيبا من أجل تأمين لقمة العيش وحياة كريمة لأطفالي، بعد أن فقدوا أباهم في الحرب بسوريا".

وتوضح أم نبيل، في حديثها مع "عربي21": "كنا نحلم بالكهرباء ومشاهدة الأخبار والمسلسلات وبرامج الأطفال على التلفزيون، وشرب الماء البارد، والمحافظة على الأطعمة من الفساد، بسبب الحرارة العالية في المخيم، وهذا كله من أبسط حقوقنا"، كما  تقول.

وأضافت أم نبيل: "اضطررت إلى دفع مبلغ 500 دينار أردني (700 دولار أمريكي)، لكي نرى النور في الكرفان، ونشعر بالحياة أمام المروحة في حرّ الصيف الشديد، فنقولها دائما: الطاقة الشمسية رحمة في صحراء المخيم، وبلا منية العالم أجمع"، على حد تعبيرها.
التعليقات (0)