قضايا وآراء

لعبة الموت

حمزة زوبع
1300x600
1300x600
ماذا يعني مقتل قائد أكبر فرقة عسكرية في المنطقة المركزية في العاصمة المصرية القاهرة؟
يعني أن شيئا ما يتغير في الواقع السياسي والاجتماعي في مصر بعد مرور ثلاث سنوات على انقلاب الثالث من يوليو 2013، وأن هذا التغيير سيمضي قدما ليسطر مرحلة جديدة في تاريخ مصر لعقود قادمة.

أن يقتل قائد عسكري بهذه الرتبة المرتفعة والمتقدمة في التسلسل العسكري (عميد أركان حرب وقائد فرقة عسكرية) وهو يخرج من بيته في الصباح -كما قالت الرواية الحكومية وهي الرواية المتوفرة للجميع حتى الآن- ويمضي الأمر دون ضجة إعلامية كما تعودنا مع مقتل الضباط والجنود في سيناء، ولا يتقدم السيسي (الجنرال) جنازة القتيل العسكري، ولا يقدم تعزية ولا يصدر حتى بيانا يهدد ويتوعد كما جرت العادة مرارا، فهذا يؤشر للجديد الذي لا نعرفه ويجب أن نتوقعه خلال الفترة المقبلة.

أن تقام الجنازة التي قيل أنها عسكرية ولا يحضرها السيسي، ثم لا يتم نشر أي مواد إعلامية عن الجنازة لا تلفزيون ولا صحف ولا مواقع اللهم إلا خبر وضع على الصفحات الرئيسية لمواقع الصحف المصرية ثم سحب للصفحات الداخلية ليل السبت على غير العادة.

ألا يصدر الجيش بيانا، ألا يصدر السيسي تصريحا، ألا يجتمع بالمجلس العسكري و ألا يخرج معلنا أنه حذر المصريين وأن الانقلاب قادر على الانتقام من القتلة، ألا يعرف أحد أين دفن القتيل، ولا متى؟
أن تخرج زوجة القتيل على إحدى الشاشات تشيد بالجيش وتنفي عنه (أي الجيش) تهمة أنه فرط في العميد القتيل دون أن يتهم أحد الجيش بذلك في الأساس؟ كل ذلك يثير القلق والهواجس ويطرح أسئلة كثيرة حول حقيقة ما جرى وما يجري منذ مقتل العميد عادل رجائي وحتى لحظة كتابة هذا المقال.

ما علاقة موت هذا القائد العسكري بهذه الطريقة الاحترافية التي قالت زوجته عنها "أنه قتل من مسافة صفر" أي أن قاتله أو قاتليه تمكنوا من الوصول إليه وجها لوجه أو قنصوه عن بعد وهذا يحتاج إلى عدد من القناصة المهرة؟ ثم أين حراسه وسائقه؟ ربما قتلوا جميعا بنفس الطريقة أيضا؟ هذا يعني أن حكاية أنه قتل من خلال مجموعة إرهابية محسوبة على تنظيم ولاية سيناء أو ما يسمى بتنظيم لواء الثورة أو حركة حسم هو كلام فارغ وغير دقيق. الصواب هو أن قرارا بالتصفية اتخذ من جهة ما لها علاقة بالسلطة، كيف؟

راجع التاريخ القريب والذي بدأ بتصريح السيسي بأن قادر على فرد الجيش (نشره) في ست ساعات وساعتها احتار الجميع، ثم جاء بعدها تحذير كل من أمريكا وبريطانيا وكندا لرعاياهم بالتزام الحذر في أوائل الشهر الجاري (أكتوبر) ثم خرج أحمد موسى وبدون مقدمات ليعلن أن هناك خطة لاغتيال السيسي رغم أن أحدا لم يفكر في الربط بين الموضوعات الثلاثة، تحذير السيسي بنشر الجيش وتحذير أمريكا لمواطنيها بتوخي الحذر، ثم تصريح أحمد موسى المفاجئ.

الربط موجود وأتخيل أن ما قام به السيسي من تصريح كان بناء على معلومات من داخل المؤسسة العسكرية وأن السيسي ساعتها كان بصدد إجراء ما سوف تكون له عواقب، ثم جاء تصريح موسى ليكشف النقاب عن طبيعة ما حذر منه الأمريكان ويبدو أن السيسي قام بتأجيل موعد الحدث المنتظر إلى أن وقعت الواقعة وقتل العميد بهذه الطريقة وتم دفنه بهذه السرعة، ثم لم تنشر صور الجنازة ولا فيديو عنها، ولم نعرف هل أقيم سرادق عزاء كما قالت زوجته في حوارها مع برنامج "عمرو أديب "وكان العزاء من المفترض أن يتم يوم الأحد الماضي ولكن وحتى كتابة المقال لم نقرأ ولم نسمع ولم نشاهد أي دليل على إقامة العزاء كما وعدت الزوجة في مسجد طنطاوي بالتجمع الخامس وربما أقيم العزاء وفرض عليه حصار إعلامي.

في الوقت ذاته، نصبت جنازة مهيبة في مدينة بورسعيد للمقدم محمد الحسيني (ضابط شرطة)، والذي قتل في عملية اقتحام سجن المستقبل بمدينة الإسماعيلية، وللعلم، فإن رتبة "المقدم" تعتبر رفيعة في الشرطة، ولكن رتبة "العميد" في الجيش تعتبر أرفع خصوصا إذا كان قائدا لفرقة عسكرية مهمتها السيطرة على العاصمة وقت الأزمات.

دع كل ما يقال عن اشتراك العميد القتيل في الحرب على سيناء وهدم الأنفاق، ففي رأيي أن كل هذا هو نوع من البروباجندا الرخيصة للصق التهمة بحماس وبالإخوان المسلمين.

اربط بين تحذير السفارة الأمريكية وكلام أحمد موسى وتشييع القتيل بطريقة مهينة للعسكرية المصرية وأنت تعرف لماذا قتل العميد عادل رجائي، وعلى يد من قتل.
1
التعليقات (1)
محمد مراد
الثلاثاء، 25-10-2016 07:35 ص
اكيد من قتله هم أهل الشر الذين يسيطرون علي الامور في مصر