سياسة عربية

الاستغراب والتشفي أبرز الردود على ترشيح الحريري لعون

سعد الحرير وميشال عون
سعد الحرير وميشال عون

ما زالت آثار قرار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، بدعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة ، تتفاعل بشكل كبير في الشارع اللبناني، بين تشفي فريق من اللبنانيين بما قام به الحريري، وفريق آخر مستغرب ومستهجن لهذا القرار المفاجئ، والانعطافة الحادة في موقف الأخير.

أبرز ردود أفعال التشفي كانت من صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله، حيث وصفت قرار الحريري بأنه"خضوع لإرادة حزب الله" وأضافت الصحيفة، بأنه لا فرق بين مسببات تصويته سواء أكان ذلك في مصلحة البلد أو طمعا بالسلطة، أو كما قالت.

وعكست المقالات المنشورة في الصحيفة، تهكما واضحا بقرار الحريري وردود أفعال أعضاء كتلته، والانقسامات التي بدت واضحة عليها.

أما صحيفة النهار، فقد أبرزت مخاطر نشوء ما أطلقت عليه بالكتلة البيضاء، التي تمثلت برفض نواب من كتلته التصويت لصالح عون، حيث بدأت هذه الكتلة باستقطاب نواب من اتجاهات مختلفة، ولكن تأثيراتها لن تظهر قبيل جلسة 31 من هذا الشهر، حيث ستعقد جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية.

وتشمل الكتلة البيضاء كلا من رئيس الوزراء السابق فؤاد سنيورة، أحمد فتفت، عمار حوري، سمير الجسر، رياض رحال، وأخيرا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.

من جهة أخرى، نشرت الصحيفة حوارا قصيرا مع الحريري يقول فيه إنه "مطمئن" لما حصل؛ مبررا فيه خطوته، إضافة إلى تركيزها على ردود أفعال الشارع اللبناني، وسرد العلاقات التاريخية بين آل الحريري وعون منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وقال الحريري في تصريحه للنهار، "إنه كشف لمن يعنيهم الأمر أنه لا يمكن استمرار حالة الفراغ الرئاسي، كما أعرب عن عتبه لمن عارضه خطوته بترشيح عون رغم أنه كان واضحا في منطلقاتها."
وأبرزت النهار أبرز ردود الأفعال على قرار الحريري، حيث تباينت بين ساخر ومستهجن ومؤيد بتحفظ، وذهب آخرون لاتهام الحريري "ببيع سنة لبنان".

من جهتها أبرزت صحيفة السفير من خلال بعض المقالات المنشورة، ما قام به الحريري هو حماية لإرثه ومستقبله، من خلال مبادرة لم يجرؤ عليها الآخرون على حد وصفها، ولكنها حذرت بالمقابل أن الحريري قد انقلب على "تراث زرعه بنفسه في نفوس شارعه ومحبيه ومريديه، قبل أن يعود فيطلب منهم نسيان زرعه".

وفي مقال آخر قالت الصحيفة أيضا إن حزب الله حقق انتصارا كاتما للصوت، من خلال ما وصفه المقال الضربة القاضية لما يعرف بتحالف قوى 8 و 14 آذار، الذي وصفه بالمترنح بالشهور الأخيرة.

الفراغ الرئاسي في لبنان الذي امتد منذ شهر مايو لعام 2014 قد ينتهي بخطوة سعد الحريري "الانتحارية"، ولكنها قطعا ستخلق مشاكل كبيرة داخل تياره وحلفائه، أو كما وصفها أحد كتاب الصحيفة بأن الحريري يأمل بأن تكون ضربته "ضربة معلم" وليست "الضربة القاضية".

يذكر أن الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين، أوقع لبنان في أزمة سياسية كبيرة، حيث فشلت جميع المبادرات التي هدفت إلى انتخاب رئيس بالتوافق، بسبب رفض تحالف حزب الله أي مرشح آخر سوى ميشال عون، وعدم حضور أعضائه لجلسات الانتخاب بمجلس النواب، مما أدى لتعطيل العملية الانتخابية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.






 









التعليقات (0)