سياسة عربية

قيادات بإخوان الأردن نحو تأسيس حزب سياسي.. انشقاق جديد؟

القيادي في إخوان الأردن أعلن تأسيس حزب إسلامي جديد- أرشيفية
القيادي في إخوان الأردن أعلن تأسيس حزب إسلامي جديد- أرشيفية
قدم المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، سالم الفلاحات، وعدد من القيادات في الجماعة، إخطارا أوليا إلى مديرية شؤون الأحزاب في وزارة الشؤن السياسية والبرلمانية، لتأسيس حزب سياسي.

وبحسب ما أعلنه الفلاحات لـ"عربي21"، فإن الحزب الجديد قيد التأسيس، سيكون تحت مسمى "الشراكة والإنقاذ"، الأمر الذي أكده مصدر في وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية.

وتقدم الفلاحات بطلب التأسيس مع 28 آخرين بينهم قيادات بارزة في الإخوان، وذلك بعد استقالة أغلبهم من حزب جبهة العمل الإسلامي، إثر خلافات داخلية، من بينها انتخابات الأمين العام للحزب قبل عامين، التي فاز فيها القيادي في الحزب محمد الزيود، وكان الفلاحات مرشحا ليتولى المنصب حينها.

وكان الفلاحات (62 عاما) قال لـ"عربي21" إن الحزب الجديد "وطني برامجي وليس بعقائدي"، في حين رأى بعضهم أن هذه الخطوة تمثل شرخا جديدا في الجسم الإخواني.

إلا أنه أوضح أن الحزب "لا يشوش على جماعة الإخوان، ولم يخرج من عباءة الجماعة، وأن ما يجري تداوله هو فقط من أجل وأد أي فكرة جيدة"، على حد قوله.

"ليس اشقاقا"

وأكد الفلاحات أن تأسيس الحزب الجديد لن يؤثر على عضويته وعضوية الآخرين في جماعة الإخوان، مضيفا أن "دور الإخوان سيكون دورا دعويا تربويا، ولن يتدخل في العمل السياسي الذي سيكون له متخصصون".  

الجدير بالذكر أن اللوائح الداخلية للجماعة تنص على فصل الأعضاء الذين يشرعون في تأسيس أحزاب سياسية دون علم المكتب التنفيذي.

من جانبه، قال المهندس خالد حسنين أحد الأعضاء المؤسسين الذي وقعوا على الإخطار، إن الحزب سيضمن أشخاصا من كافة الخلفيات السياسية والفكرية، وأنه لن يكون هناك أيدولوجيا معينة ستحكم الحزب.

وأوضح لـ"عربي21"، الجمعة، أن الحزب ليس انشقاقا على جماعة الإخوان، وقال إن إنشاء مثل هذا الحزب لا يتطلب موافقة الجماعة، ومكتبها التنفيذي، على حد قوله.

وعند سؤاله حول الدافع لإنشاء الحزب في حين أن الجماعة لديها ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي، قال إن هذا الحزب جاءت فكرته ليكون إطارا جامعا لكافة الأطياف وائتلافا سياسيا يمكن لأي شخص الانضمام تحت مظلته، مشيرا إلى أن الكثير من الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد كانوا بالفعل أعضاء في حزب الجبهة وقدموا استقالتهم. 

وقال الفلاحات إن القائمين على فكرة الحزب، مجموعة من الإخوة كانوا يلتقون لبحث الخلافات والانقسامات وتقليل الخسائر، إثر الانقسامات الداخلية في الجماعة، ولكنهم قوبلوا برفض جميع مبادراتهم.

وأضاف أن إنشاء الحزب الجديد خطوة نحو الأفضل، لإيجاد مظلة أوسع من خلال العمل الحزبي، مبينا أن حزب جبهة العمل الإسلامي في وضعه الحالي، يعد مخالفا للفلسفة التي أنشئ عليها، ويهدف إليها. 

وطالب الفلاحات في معرض حديثه، "الجميع" بمن فيهم قيادات الجماعة الحالية والمنتمين لها، بمراجعات فكرية، وقال إن "إنشاء الحزب خطوة تهدف للتعديل الثقافي من خلال العمل الحزبي، ونحن نريد منهجية جديدة لا تقصي أحدا ومنفتحة على الجميع.. نحن نهدف إلى نقلة جديدة في العمل السياسي والحزبي في الأردن تحتوي الجميع".

ويأتي تقديم الإشعار بموجب المادة 7 من قانون الأحزاب السياسية النافذ في الأردن، الذي يمنح خمسة من الأردنيين على الأقل الراغبين في تأسيس حزب، إخطار رئيس لجنة شؤون الأحزاب خطيا بتلك الرغبة.

ويوجب القانون التقدم بطلب التأسيس رسميا عند استكمال الشروط المنصوص عليها في هذا القانون، خلال مدة لا تزيد على سنة واحدة من تاريخ الإخطار.

انشقاقات الجماعة وذراعها السياسية

وبهذا الإشعار، تبدو جماعة "الإخوان" وكأنها تواجه انشقاقا جديدا في جماعتها؛ إذ إنه سبق أن أعلن المراقب العام الأسبق عبد المجيد ذنيبات (71 عاما) عن جمعية جماعة الإخوان المسلمين، بديلا للجماعة الأم وقامت الحكومة الأردنية بترخيصها، ما أثار خلافات وانشقاقات كبيرة في الجماعة.

وكانت الجماعة أيضا بقيادة المراقب الحالي همام سعيد (72 عاما) قد قامت بفصل القيادي السابق، الدكتور رحيل غرايبة، إلى جانب آخرين إثر إعلانهم مبادرة "زمزم" التي رأى قادة الجماعة أنها تمثل خطوة انشقاقية، وهو ما رفضه غرايبة ولم يعترف به، وانبثق مؤخرا عن المبادرة حزب جديد بمسمى "زمزم". 

وتنص اللوائح الداخلية للجماعة والحزب على فصل الأعضاء الذين يشرعون في تأسيس أحزاب سياسية، دون علم المكتب التنفيذي.

ولا يزال الخلاف كبيرا بين جمعية الإخوان التي يرأسها ذنيبات، وجماعة الإخوان قائما، على مبدأ الشرعية، في حين أن الدولة تدعم "الجمعية"، بحجة عدم ترخيص الجماعة الأم.

وكان الفلاحات قال في حديث سابق مع "عربي21" إن أكثر من 18 مبادرة طرحت على قيادة الجماعة، من أطراف وطنية وإخوانية مختلفة، إلا أن الرد واحد من المراقب العام السابق للجماعة، همام سعيد، بأن ما يحدث هو "زوبعة حكومية في فنجان مكسور"، وأنه مستهدف "شخصيا" من هذه الأزمة، وبقاؤه هو المصلحة للجماعة، وفق ما يراه.

ولفت الفلاحات في حديثه إلى أن رفض المبادرات الأخيرة والانقلاب على التوافق في انتخابات حزب جبهة العمل الإسلامي الأخيرة، هو ما دفع نحو إيجاد حلول بديلة، ومظلة تحتوي الجميع لإنقاذ الوضع وتقليل الخسائر. 



التعليقات (0)