سياسة عربية

السناوي: السعودية تتعالى علينا ولا تتحمل لجوءنا لإيران

عبد الله السناوي شدد على أن خطوة أرامكو بالنسبة لمصر ضربة لا يستهان بخطورتها - أرشيفية
عبد الله السناوي شدد على أن خطوة أرامكو بالنسبة لمصر ضربة لا يستهان بخطورتها - أرشيفية
أكد الكاتب والمحلل السياسي المصري عبد الله السناوي، أن السعودية لا تقدر على تحمل التكلفة الاستراتيجية المروعة للجوء مصر إلى إيران، للحصول على احتياجاتها البترولية، بعد قيام شركة "أرامكو" السعودية بتعليق إمدادات المواد البترولية لمصر عن شهر تشرين الأول/ أكتوبر، واحتمال أن يتمدد التعليق إلى وقف كامل، وفق قوله.

جاء ذلك في مقال له بعنوان "مشروع صدام عند منعطف"، بصحيفة "الشروق"، الأربعاء، كشف فيه أن تدهور العلاقات المصرية - السعودية لم يكن مفاجئا تماما، وحذر من أن "النتائج سوف تكون وخيمة على السعودية المأزومة"، متهما السعودية بالتعالي، ودبلوماسيتها بالجلافة.

وتساءل: هل تمتد الأزمة إلى إيقاف كل الاتفاقيات التي وقعت أثناء زيارة العاهل السعودي للقاهرة؟ وهل تلجأ مصر إلى إيران للحصول على احتياجاتها البترولية، كما صدرت إشارات رسمية أولية، وهذا ما لا تقدر السعودية على تحمل تكلفته الاستراتيجية المروعة؟ بحسب تساؤله.

وادعى أنه "ا يمكن تجاهل أن ولي ولي العهد "محمد بن سلمان" الأكثر إلحاحا في هذا الملف لتزكية صعوده إلى موقع والده مباشرة، هو نفسه صاحب الكلمة الأولى في "أرامكو".

وشدد على أنه "بالنسبة لمصر فإن خطوة "أرامكو" ضربة لا يستهان بخطورتها، فضغوط صندوق النقد الدولي تلح قبل إقرار قرض الـ(12) مليار دولار على اتخاذ إجراءات مسبقة تبدأ في رفع الدعم عن الوقود، وتعويم سعر الجنيه، وهو ما قد يفضي إلى ثورة جياع لا تقدر عليها أية سلطة".

وفي البداية قال السناوي إن ما كان مكتوما خرج إلى العلن على خلفية التصويت المصري في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي، مضيفا أن "ما كان مستبعدا بات واقعا بتعليق شركة "أرامكو" السعودية إمدادات المواد البترولية لمصر عن شهر أكتوبر، وهناك احتمال أن يتمدد التعليق إلى وقف كامل".

وأكد أنه لم يكن هناك في أية لحظة علاقات تستحق أن توصف بـ"التحالف الاستراتيجي (بين البلدين)"، وفق قوله.

وقال: "هناك فارق بين الرهانات المتبادلة بعد (30) يونيو والتحالفات الاستراتيجية"، قائلا إن السعودية راهنت أثناء حكم الملك "عبد الله" على تمكين النظام الجديد اقتصاديا ودبلوماسيا خشية تمدد نفوذ جماعة الإخوان داخل دول الخليج وتقويض نظمها استنادا إلى سيطرتها على الحكم بأكبر دولة عربية وتطلعا لأن تنهض مصر من جديد حتى يمكنها أن توازن بحجمها الجغرافي والتاريخي والسكاني والعسكري الدور الإيراني المتصاعد في الإقليم.

وأوضح أنه "بالقدر ذاته راهنت السلطة المصرية الجديدة على تواصل الدعم النفطي والاستثماري والمالي حتى يمكن أن يقف البلد على قدميه، ويتخلص من صداع الأزمات الاقتصادية الطاحنة".

وأردف أنه "عندما استهلكت الرهانات أوقاتها وعجزت السياسات عن بناء قاعدة تفاهمات حقيقية في النظر إلى الإقليم وأزماته وسبل الخروج منها.. بدأت أصوات سعودية وخليجية تسأل: لماذا لم تتدخل مصر معنا في حرب اليمن؟ وأين تصريحات رئيسها عن "مسافة السكة"؟ ثم إلى متى سوف نستمر في المساعدات الاقتصادية؟ ولماذا؟ وبأية عوائد سياسية؟".

وأضاف: "ثم بدأت التساؤلات تتطرق بقلق إلى الأوضاع الداخلية، وتنظر بأسى في الأداء السياسي والاقتصادي".

ومعلقا أردف بالقول إنه "ليس هناك ما يبرر أي تعال سعودي على مصر بالكلام الدبلوماسي المنفلت أو بتعليق الإمدادات البترولية كنوع من العقاب الاقتصادي في أوقات حرجة، والنتائج سوف تكون وخيمة على السعودية المأزومة في الملفات الإقليمية والمستباحة بقانون "جاستا"، الذي أصدره الكونجرس الأمريكي بما يشبه الإجماع".

وتابع أن "الأزمات المتفاقمة تنذر بأوضاع سعودية قاسية في المستقبل المنظور عند توزيع القوى والنفوذ ورسم خرائط الإقليم من جديد بعد انتهاء الحرب على داعش".

وأضاف: "أرجو مخلصا التعقل قبل الانتقال من شبه تحالف إلى مشروع قطيعة، فالسعودية ليست قوة عظمى تملي وتأمر، ومصر ليست دولة هامشية تتلقى التعليمات صاغرة".

واعتبر أن الفجوات المصرية السعودية في الملفين اليمني والسوري لم تكن خافية على أحد، وأنه لم يكن هناك تحالف في الملف الأول بأي معنى استراتيجي وعسكري.

وأقر السناوي بأنه في الملف الثاني (الأزمة السورية) اختلف الموقف المصري بعد (30) يونيو عما قبله، حتى صار يقترب إلى حد كبير من الموقفين الروسي والإيراني، ويبتعد بالقدر ذاته عن المواقف الأمريكية والأوروبية والتركية والسعودية.

وأشار إلى أنه "رغم أية مساحة مشتركة مع إيران، التي تطرق أبواب القاهرة بلا كلل، حرصت سلطاتها (القاهرة) على عدم نقل أية اتصالات إلى المستوى الدبلوماسي، وتكرر الأمر نفسه مع وفود الحوثيين في الأزمة اليمنية، مراعاة للسعودية والخليج معها، رغم أن الحديث مع إيران ضروري، ومفيد لكل الأطراف"، حسبما قال.

وأخيرا عن التصويت المصري بمجلس الأمن، قال السناوي: "هناك احتمال راجح أن تكون الدبلوماسية المصرية قد سعت لأسبابها الداخلية إلى تخفيض حدة التوتر مع روسيا على خلفية تداعيات إسقاط طائرتها فوق سيناء، وعودة السياحة في أقرب وقت ممكن.. دون أن تخسر الحليف الأوروبي الأول"، معتبرا ذلك "طريقة غير لائقة بأي نظر دبلوماسي في إدارة المواقف الصعبة".
التعليقات (2)
دلاش
الخميس، 13-10-2016 05:02 ص
دعم روسيا في قتل السوريين = تعال من السعودية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
منير
الأربعاء، 12-10-2016 09:57 م
انتم كلكم جعلتم مصر على الهامش وصاغرة ومتسولة من هذا وذاك حين قبلتم بالرشوة الخليجية للانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي. يا عبدالله يا سناوي لا تدفن رأسك في الرمال وتنسى تسولكم لدى الدول الخليجية لأجل الاطاحة بمرسي.