سياسة عربية

بيان لحزب وسطي أردني يهاجم سياسة الملك وشبيلات يشيد

أمجد المجالي رئيس المكتب السيياسي لحزب الجبهة الأردنية الموحدة - أرشيفية
أمجد المجالي رئيس المكتب السيياسي لحزب الجبهة الأردنية الموحدة - أرشيفية
هاجم حزب أردني محسوب على تيار الوسط الموالي للحكومة، سياسة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في سابقة هي الأولى من نوعها لحزب أردني.

وحذر حزب "الجبهة الأردنية الموحدة"، المحسوب على تيار الوسط، في بيان أصدره الاثنين 3/10/2016، القيادة في الأردن من الهدوء الذي يسود "الشعب الأردني"، معتبرا أنه قد يكون "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

ويأتي هذا البيان القاسي بعد الانتخابات النيابية، التي لم يحصل فيها الحزب على أي مقعد، كما يأتي في ظل تغييرات طالت مسؤولين حكوميين وعسكريين كبارا، وتعيين شخصيات جدلية في مجلس الأعيان.

واتهم البيان من وصفها بـ"مؤسسة صنع القرار"، وهي تسمية تطلق عادة على الملك ومن حوله، بأنها "تتصرف بتطرف غريب، وتكاد توصل البلاد إلى الهلاك والدمار المحتم، وهي ترى الإقليم يشتعل نارا، ولهيبه يصل إلى وجوه الأردنيين، وما يزال النمط في التصرف نفسه، وهناك من يدفع باتجاه تدمير النظام السياسي الأردني والعقد الاجتماعي الموثق وتدمير الشعب الأردني، الذي ضاق ذرعا بكل شيء بعد أن قضت مؤسسة الحكومات الأردنية المتعاقبة، التي لا فرق بين أي واحدة منها وما قبلها أو بعدها إلا بمقدار ما تستطيع أن تصل فيه إلى أعمق أعماق جيوب المواطنين، الذين تمت سرقتهم جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد، ودمرت كل القيم المجتمعية والأخلاقية والوطنية في نفوس المواطنين، حتى صارت حالات الانتحار شبه يومية، وبات الصراخ المكتوم للأردنيين يصم الآذان، دون أن يلتفت من بيده السلطان إلى ما يجري".

وانتقد الحزب تشكيلة الحكومة ومجلس الأعيان، وقال: "تشكيل الحكومة والأعيان الأخيران -على سبيل المثال لا الحصر- لا يعبران عن فهم عميق لمقتضيات المصلحة العامة".

كما انتقد الحزب المسار السياسي في الدولة، وقال: "إننا نرى كل منظومة القيم الإسلامية والوطنية ومفاهيم التعايش والتوافق الاجتماعي تتهاوى واحدة تلو الأخرى، ونرى أن لا حكومة برلمانية ولا قانون انتخاب حقيقيا ولا دور للنزاهة في الأداء الحكومي، ونرى أن المسألة لا تعدو كونها تدويرا للأسماء، وتمشيا مع مبدأ التوريث في الوزارات والمؤسسات والدوائر والحكومة والدولة وغيرها، ونرى أن لا دور للأحزاب، ولا تريد الدولة أحزابا فاعلة، ونرى أن الأمور تسير إما بالقهر أو الابتزاز أو الرشاوى السياسية، ونرى أننا ذاهبون إلى نهاية واحدة محتمة إذا لم نتدارك الأمر فورا ودون تأخير".

وفي أقسى فقرات البيان، خاطب الحزب العاهل الأردني بقوله: "هذا هو الواقع المر، وهذه هي الحقيقة المجردة، والحكم يا صاحب القرار يدور مع علته وجودا وعدما، وما يجري يتبدى وكأنه يمهد لحدوث سنن كونية جبرية تطيح بالفاعل والمفعول به على السواء في وطننا، الذي بات يعج بالفوضى السياسية والأخلاقية... وإن الله يمهل ولا يهمل، وقد أمهلنا طويلا، ونخشى أن تغشانا غاشية والعياذ بالله، فنصبح في ديارنا جاثمين وقد كممت الأفواه... فنسب البطالة التي يدعي الوزراء بها غير صحيحة، ونسب الفقر كذلك، وثلث الشباب الأردنيين عاطلون عن العمل، ويقضون اليوم في المقاهي والملاهي، وإن سنحت فرصة لأحدهم بالسياحة الجهادية فلا يتردد ولا يتأخر".

كما هاجم الحزب سياسة الأردن فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين وملف المشاركة في قوات حفظ السلام في العالم، وقال الحزب "إن الأردن بحاجة إلى الرعاية الضرورية، وليس دور الأردن رعاية النازحين واللاجئين فقط... ولا الأردن مسؤول عن أزمات نصف دول العالم حتى يرسل جنوده كلما ألمت بأحد مشكلة، ولسنا حماة العالم العربي، ولا نحن من يجب أن يستجدي معونة من هنا ومعونة من هناك".

يذكر أن الحزب يقوده أمجد المجالي، وهو وزير ونائب سابق، وهو نجل رئيس الوزراء الأردني السابق هزاع المجالي، وشقيق وزير الداخلية السابق حسين المجالي، وينتمي لعائلة سياسية طالما عرفت بولائها للعائلة المالكة وقربها منهم، ويتبوأ العديد منهم مناصب حساسة في الدولة.

من جانبه رحب المعارض الأردني ليث شبيلات بالبيان وكتب على صفحته على فيسبوك: "أنا الموقع أدناه ليث فرحان الشبيلات اطالبكم بعطوة اعتراف على " الجريمة النكراء " التي ارتكبتموها في بيانكم الاخير. لقد قتلتم "فرديتي" التي اعتمد عليها في " ترزقي" السياسي والاجتماعي. فكيف اعيش بعد أن تم اغتيال "نرجسيتي" وكيف لا استوحش لغياب " فرديتي". بدها شوية خوف الله، على كل اكراما للشعب الأردني الحبيب الذي رفع الله مقامنا به وانزلنا أجمل منزلة في قلوب أبنائه وبناته نقول لكم "حفار دفار" وفداكم ! ولا حسرة على الفقيدين المدعوين "نرجس اللعين" "وفرد السفيه" ولا أراني الله وجههما بعد اليوم".


التعليقات (0)