سياسة عربية

النظام يتبنى اغتيال قادة بالجيش الحر بدرعا بعبوات (فيديو)

توفي العايش الاثنين بعد إصابته في تفجير الأحد - أرشيفية
توفي العايش الاثنين بعد إصابته في تفجير الأحد - أرشيفية
عمد "الإعلام الحربي" للنظام السوري مؤخرا؛ إلى تصوير عمليات اغتيال قادة بارزين في الجيش السوري الحر بدرعا، جنوب سوريا، عن طريق زرع عبوات ناسفة بجانب الطرقات وتفجيرها عند مرور القادة.

وبث النظام التسجيلات المصورة عبر شبكة الإنترنت، فيما تبدو محاولة للتأثير في صفوف الحاضنة الشعبية للجيش الحر، وإيصال رسالة مفادها أنه قادر على اختراق المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، والوصول لأي شخصية قيادية مؤثرة، ما سيضاعف الإجراءات الأمنية لدى قادة الفصائل، وسيزيدهم ابتعادا عن الناس، كما يقول نشطاء.

وتمكن النظام من تنفيذ عمليتي اغتيال في الآونة الأخيرة، الأولى استُهدف فيها حسام عياش، القيادي في "فرقة 18 آذار" المقاتلة في مدينة درعا، والثانية استهدفت ملوح العايش، نائب قائد تجمع ألوية العمري في منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي، وتم نشر شريط مصور لكل من العمليتين.

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"تجمع ألوية العمري"، حمزة الفرج، إنه تم استهداف العايش الأحد؛ بعبوة ناسفة فُجرت عن بعد، حيث تم استهدافه على طريق في منطقة اللجاة. وتوفي العايش الاثنين في أحد مشافي الأردن.

وأشار الفرج إلى أن الطريق يبعد عن مناطق سيطرة النظام تقريبا بـ3 كيلومترات، "ولكن تمت العملية بمساعدة أذناب النظام"، معتبرا هذا الخرق بأنه "الأول من نوعه في منطقة اللجاة، وتم الآن تشكيل غرفة عمليات ضمن تجمع ألوية العمري من أجل التعامل مع هذا الخرق"، وفق تأكيده لـ"عربي21".

والقاسم المشترك في عمليات الاغتيال التي ينفذها النظام؛ قرب مواقعها من مواقع سيطرته، أنه يستطيع تصوير الهدف وتوثيق العملية، وهو هدفه الأبرز حاليا على ما يبدو، بعدما كان سابقا يمتنع عن تبني عمليات الاغتيال لتسجل ضد مجهول، ما يصعد من نبرة الخلافات بين الفصائل، وخصوصا مع الإسلامية منها.

بدوره، قال أبو محمود الحوراني، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن النظام في الآونة الأخيرة عمد إلى اتباع أسلوب جديد أقرب إلى حرب العصابات، "وذلك من خلال التسلل لبعض المناطق المحررة والقريبة من نقاط تواجده، وزرع العبوات الناسفة على الطرقات التي يستخدمها الثوار في تلك المناطق، بالإضافة لرصده هذه الطرقات واستهدافها بصواريخ موجهة".

وللحد من هذه الظاهرة، فإن الأمر يتطلب، بحسب الحوراني، "متابعة مستمرة ودائمة من قبل الثوار، وذلك من خلال رصد تحركات قوات النظام داخل مواقع ونقاط تواجدها، وعدم السماح لعناصره بالتسلل أو الاقتراب من الأراضي المحررة، وذلك من خلال أجهزة الرصد المعنية والدوريات التي من المفترض تواجدها في مثل هذه المناطق"، كما قال.

إذن عمليات الاغتيال تعود مجددا، بعيدا عن أيدي تنظيم الدولة الذي لطاما اتهمته الفصائل بتغلغل عناصره وفكره في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، إلا أن تبني الاغتيالات من قبل النظام سيضع الفصائل أمام تحد أمني جديد، حيث انشغلت الفصائل بقتال تنظيم الدولة في الفترة الماضية.

التعليقات (0)

خبر عاجل