سياسة عربية

الإخوان: الجماعة ماضية في طريقها.. وترقبوا ثورة الشعب قريبا

صفت السلطات المصرية القيادي محمد كمال ومرافقه شحاتة بعد اعتقالهما بساعتين- أرشيفية
صفت السلطات المصرية القيادي محمد كمال ومرافقه شحاتة بعد اعتقالهما بساعتين- أرشيفية
في أول رد فعل لها على تصفية القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، الدكتور محمد كمال، أكدت الجماعة أنها "ماضية في طريقها نحو تحرير الأوطان من هؤلاء الطغاة القتلة، ماضية في طريق الشهداء البنّا وقطب والسنانيري وخفاجي، ماضية في طريق كل حق، وكل عدل وكل مقاومة لظلم"، بحسب قولها.

ونعت الجماعة، في بيان صوتي على لسان المتحدث الإعلامي للجماعة محمد منتصر ، عضو مكتب الإرشاد وعضو مجلس الشورى العام للجماعة، محمد كمال، الذي وصفته بـ"المجاهد البطل"، ورفيقه ياسر شحاتة، اللذين قتلتهما وزارة الداخلية بعدما اختطفتهما، مساء الاثنين.

وأردف البيان قائلا إن "قادة الإخوان المسلمين يقدمون كعادتهم أرواحهم في سبيل حياة هذه الأمة، هم نبراس نقتدي به، ونسير على هداه، ووالله لن نخون تضحيات المُضحين، وأنّات المعذبين، وساعات الظلم، وأيام القهر، وسنذيق يوما من باع الوطن وخانه وقتل شرفاءه"، على حد تعبيرهم.



وقالت جماعة الإخوان: "في واحدة من أعتى جرائم السيسي أقدمت قوات أمن الانقلاب العسكري على اغتيال الدكتور محمد كمال ومعه الدكتور ياسر شحاتة، مدعية أن الدكتور كمال الطبيب الذى جاوز الستين يمكن أن يحمل السلاح ويطلق الرصاص، نسوا أنهم هم من أعلنوا أنهم قبضوا عليه أولا، وما لبثوا بعدها بساعات أن أعلنوا أنهم قتلوه في تبادل لإطلاق الرصاص".

يذكر أنه بعد أكثر من ساعتين من إعلان مصادر أمنية اعتقال كمال ومرافقه ياسر شحاتة، ونشر خبر الاعتقال في وسائل إعلام مصرية مؤيدة لسلطة الانقلاب، أعلنت وزارة الداخلية تصفيتهما في إحدى الشقق الكائنة بمنطقة البساتين في محافظة القاهرة خلال مواجهات.  

وأضافت الجماعة أن "الانقلاب الذي فشل فى إدارة البلاد، وجرَّها إلى الدمار والخراب، ومن ثم طحن الشعب في أتون الغلاء والأمراض والفساد، يريد الآن أن يداري خيبته وفشله بمزيد من القتل وسفك الدم، فقد أدمن هذا النظام الفاشي سفك الدماء".

وأكملت: "لن تخيل علينا ولا على الشعب ألاعيبك الخبيثة، ولن يفلت المجرمون القتلة بجريمتهم أبدا، قريبا ستحاسب الثورة الجلادين عندها ستكون العدالة الناجزة، وعندها يفرح المؤمنون ويفرح المظلومون ويفرح المصريون، ولعل هذا اليوم قريب، فالانقلاب يكتب نهايته بيده".

بدوره، وجه المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان، طلعت فهمي، رسالة إلى سلطة الانقلاب، قائلا: "وصلت رسالتكم التي أردتم أن تبلغوها لنا باغتيال الشهيد الدكتور محمد كمال والشهيد الدكتور ياسر شحاتة، ظانين أنكم سترهبوننا وتفتون من عضدنا وتضعفون من قوتنا، فذلكم ظنكم الذي ظننتم، أرداكم فأصبحتم من الخاسرين".

وأضاف في بيان له: "وهاكم رسالتنا لكم يا عصابة العسكر نؤكدها واقعا لا شعارا، ونخطها بدمائنا حقائق لا كلمات، ونبرهن عليها بأرواحنا، فنعلنها كما أعلنها الإمام الشهيد المؤسس (الموت في سبيل الله أسمى أمانينا)".

واستطرد قائلا: "إن فعلتكم الخسيسة وجريمتكم الدنيئة لن تفت من عضدنا، ولن ترهبنا، ولن تثنينا عن فضح جرائمكم وكشف سوءاتكم، حتى يجتث الشعب المصري خبثكم ويقتلعكم من جذوركم ويطهر مصر من دنسكم".

وقال: "وهاكم رسالتنا لقومنا وشعبنا أن اعلموا أنه حبيب إلى نفوسنا أن تذهب فداء لعزتكم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنا لمجدكم وكرامتكم وتحقيقا لآمالنا وآمالكم في العيش والحرية والكرامة الإنسانية إن كان فيها الغناء".

واختتم فهمي بقوله: "وأنتم يا عصابة العسكر فترقبوا ثورة شعب باتت قريبة بعد أن انكشفت أمامه حقيقتكم وتبينت له جرائمكم وانكشفت له خستكم فانتظروا إنا منتظرون".

من جانبه، وجه رئيس مكتب الإخوان المسلمين المصريين بالخارج، أحمد عبد الرحمن، رسالة إلى شباب الإخوان، قائلا: "كونوا على العهد - كما كانت وصية الشهيد كمال لكم- وأؤكد لكم أن المفتاح بأيديكم، حراككم الثوري، وعملكم الناجز الدءوب، الذي تعودناه منكم – مع الانضباط بمحددات الشرع – هو القاطرة الحقيقية التي تنهي الخلاف وتوحد القلوب".

وتابع في بيان له، الثلاثاء: "امضوا على بركة الله، ولا تعبأوا بمعارك وهمية لمن حادوا عن بيت القصيد، وشغلتهم سفاسف الأمور وترف الحياة، واعلموا أنكم أصبحتم قاطرة الجماعة ومحرك دفتها، والأمل النابض لا أقول للإخوان، بل للأمة بأسرها". 

وأشار عبد الرحمن إلى أن جماعة الإخوان لن تقيم عزاء لكمال، مضيفا: "فعزاء الشهيد وإخوانه يوم أن تثأر الثورة لدماء أبنائها، وتحقق ما قدموا دماءهم من أجله".

وكانت جماعة الإخوان قد حملت أجهزة الأمن المسؤولية كاملة عن سلامة كمال ومرافقيه، مؤكدة، في بيان لها أصدرته عقب اعتقال كمال، أن مثل هذه الضربات الموجعة للجماعة وقياداتها إنما تزيدها "إصرارا على استكمال النضال لاسترداد الوطن المغتصب مهما كلف الأمر".

وفي 10 أيار/ مايو الماضي، أعلن كمال – الذي تولى مسؤولية اللجنة الإدارية العليا بمصر سابقا - استقالته من كافة التشكيلات الإدارية بجماعة الإخوان، وعدم ترشحه لأي موقع تنفيذي بالجماعة مستقبلا، داعيا جميع قيادات الإخوان إلى اتخاذ إجراء مشابه، ومطالبا بدعم انتخاب قيادات شابة جديدة.

وقال في تسجيل صوتي له: "أدعو إخواني قيادات المراحل السابقة أن يسلموا الراية إلى أبنائهم قادة الميادين وفرسان المرحلة"، مشدّدا على ضرورة إجراء انتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة واختيار قيادة جديدة، والالتزام بخارطة الطريق التي أعلنتها اللجنة الإدارية العليا.

ومحمد كمال الدين، ولد في محافظة أسيوط في 12 آذار / مارس عام 1955، وهو أستاذ بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب- جامعة أسيوط، بدأ حياته الوظيفية معيدا بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة أسيوط عام 1984، ثم مدرسا عام 1992، وترقى لدرجة أستاذ مساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة عام 1997، وتم منحه درجة الأستاذية في هذا القسم والتخصص نفسه عام 2002، ليتولى رئاسة القسم في أول أيلول/ سبتمبر من عام 2011، وحتى مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

وفي 20 آب/ أغسطس 2011، أكد الأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين أن مكتب الإرشاد قرر تعيين محمد كمال (مسؤول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بأسيوط حينها) عضوا بمكتب الإرشاد، موضحا أن ذلك يتفق مع اللائحة التي تعطي مكتب الإرشاد الحقَّ في تعيين ثلاثة أعضاء داخل المكتب.

وفي سياق متصل، قالت بعض وسائل الإعلام المؤيدة لسلطة الانقلاب إنه تم اعتقال المتحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب الطالب أحمد ناصف، بدعوى "تأسيس صفحة مناهضة للقيادات السياسية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".

وأكدت حركة "طلاب ضد الانقلاب" أن عددا من شهود العيان وجيران "ناصف" في المسكن أكدوا أنه قد "تمت مداهمة محل إقامته فجر أمس الاثنين، واقتياده لجهة غير معلومة، في انتهاك واضح لقيم ومبادىء حقوق الحرية والحياة".

وحملت- في بيان لها- وزارة الداخلية والنظام العسكري المسؤولية الكاملة عن هذه الممارسات القمعية، مطالبين القوى والحركات الطلابية والشبابية، والمنظمات الحقوقية، والمؤسسات الإعلامية، بالضغط للكشف عن مكان اختطافه، واستعادة حقه في التعبير عن رأيه.

وقالت: "نحن على يقين بأن إقصاء قيادات ورموز العمل الوطني والطلابي عن الميدان، لا يمكن أن يؤثر على الغضب المتسارع في الشارع المصري تجاه النظام العسكري المتحكم، ولن يكفي للهروب من الواقع المتردي الذي أوصل إليه الانقلاب البلاد تحت قيادته المرتكزة على الفساد والاستبداد".

واختتمت "طلاب ضد الانقلاب" بقولها: "الثورة الآن أصبحت ملكا للشعب، يحركها ويدافع عنها، والشعب اذا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر".

من جهته، ذكر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين مختار العشري أن الطالب أحمد ناصف كان ضمن المتواجدين مع الدكتور محمد كمال، وأنه يُخشى عليه من التصفية الجسدية أيضا، مشيرا إلى أن "كمال" ومرافقيه كانوا في قبضة الشرطة منذ عصر الاثنين، إلا أنه تمت التصفية في الساعة الواحدة صباح الثلاثاء، عقب صدور التعليمات بذلك، حسب توقعه.

وأشار"العشري" - في تصريح لقناة وطن الفضائية- إلى أن ما حدث مع "كمال" ومرافقه ياسر شحاتة هو نفس السيناريو الذي حدث مع بعض أعضاء الإخوان في منطقة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، كانوا في اجتماع للجنة رعاية أسر الشهداء والمعتقلين.

وفي 1 تموز/ يوليو 2015، قتل الأمن المصري ثلاثة عشر عضوا بجماعة الإخوان المسلمين كانوا في أحد المنازل بمدينة 6 أكتوبر، زاعما أنهم قضوا في اشتباك مسلح، بينما أكدت مصادر الجماعة أنهم كانوا عزلا في اجتماع تنسيقي. 


التعليقات (0)