سياسة عربية

شيوعيو وناصريو المعضمية يميلون للأسد وقرب رحيل مقاتليها

مصير تهجير أهالي داريا ينتظر المعضمية
مصير تهجير أهالي داريا ينتظر المعضمية
كشف مصدر محلي في مدينة المعضمية، بريف دمشق، أن لقاءات بين لجنة تفاوض المدينة والضباط الروس ومكتب العميد ماهر الأسد؛ أفضت إلى تحضير قوائم بالمقاتلين الذين يرفضون التسوية مع النظام السوري، تمهيدا لنقلهم هم وعائلاتهم إلى الشمال السوري، فيما مالت دفة أتباع الأحزاب الشيوعية والناصرية في المدينة إلى القبول بعقد اتفاقية مع النظام.

وانقعد اجتماع يوم الأحد بين لجنة التفاوض في المدينة مع لجنة أمنية تابعة للنظام السوري بحضور ضباط روس من قاعدة حميميم العسكرية، انبثقت عنه تسعة بنود؛ تتلخص أبرز أبوابها في "تسجيل أسماء الراغبين في الخروج من المعضمية نحو الشمال السوري، وتجميد التسوية في المدينة ريثما يتم إخراج المقاتلين الرافضين لها وعائلاتهم نحو الشمال، وافتتاح مكتب شعبة تجنيد في الحي الشرقي (العلوي) لتسوية أوضاع المتخلفين وإعطائهم إجازة ستة أشهر قبل دمجهم من جديد في الأعمال العسكرية لصالح الفرقة الرابعة"، وفق المصدر.

ومن البنود التي تم طرحها أيضا "تسليم سلاح المدينة بالكامل بعد إتمام خروج الرافضين للتهدئة بسلاحهم الخفيف، حيث ستقوم الفرقة الرابعة بتسليح المنشقين من أبناء المدينة، ونشر جنودها لحراسة مدينتي داريا والمعضمية، وعودة الطلاب للجامعات وكذلك الموظفين، وتسريح كل من أصيب إصابة دائمة".

وقال المصدر المحلي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن مدينة معضمية الشام تشهد حالة من الانقسام الشديد بين قادتها من العسكر وأصحاب القرار، منوها إلى أن قيادات الحزب الشيوعي العسكرية في المدينة تتجه وتميل نحو التشارك مع النظام في القوة العسكرية، مقابل حصولها على بعض المناصب في الأعمال العسكرية.

وأضاف المصدر أن أتباع الحزب الناصري، الذين يعتبرون شركاء الشيوعيين في المدينة، اتجهوا أيضاً للقبول بشراكة النظام وتسهيل دخوله للمدينة، حيث أكد أن أبرز قادة الحزب الناصري في المدينة قال الأحد لحشود من الناس: "عليكم أن تعودوا للنظام وتسلموا أسلحتكم بالحذاء"، علماً بأن هذا النظام قتل ابنيه الاثنين، أحدهما بغارة جوية والثاني كان صحفيا معارضا قتل عام 2013 في المعتقل.

وبالنسبة للمقاتلين في المدينة، من إسلاميين وغيرهم، فقد نوه المصدر إلى أنهم بصدد تشكيل قوائم تنظم خروجهم مع عائلاتهم والراغبين من المدنيين، وتسليمها للنظام السوري الذي سيقوم بدوره بإحضار حافلات النقل الداخلي "الخضراء" بغية نقلهم إلى إدلب، مشيراً إلى وجود نسبة كبيرة من أبناء المدينة ترفض التطبيع مع النظام وتفضل الخروج.

بدوره، قال فاضل الشامي، أحد إعلاميي المدينة، إن "هنالك عدة عوامل أودت بمدينة معضمية الشام إلى ما آلت إليه اليوم، وأهمها الحصار الخانق الذي فرضته قوات النظام على المدينة منذ سنوات، والذي أهلكت فيه الحرث والنسل، وتهجير داريا شعباً ومقاتلين، ما شكل حرباً نفسية على المعضمية، حيث استخدم النظام السوري هذه الورقة لإضعاف المعنويات في المدينة ما أدى إلى انقسامها داخلياً إلى تكتلات وتجمعات".

وأضاف الشامي لـ"عربي21"؛ أنه من العوامل أيضاً التي أنهكت المعضمية؛ تشتت القيادة العسكرية في المدينة ما بين الشيوعيين والناصريين من جهة، والإسلاميين من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى وجود تيارين متناقضين فيها، وهذا العامل استغله النظام السوري من خلال تطبيع وتقوية علاقته مع المحور الأول، لصالح إنهاء أي أمل ببقاء بقية المقاتلين في المدينة.

يذكر أن معضمية الشام، بوابة دمشق من الجهة الغربية قتل من أبنائها قرابة ألفين ما بين عسكر ومدنيين على يد النظام السوري، وأدت حرب النظام عليها إلى إصابة المئات، فيما قصفها الأسد بالسلاح الكيماوي في 21 آب/ أغسطس عام 2013، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من الضحايا، وتعرضت المدينة لحصار خانق منذ سنوات، فيما وقعت اتفاق تهدئة مع النظام أواخر عام 2013، واليوم تستعد نسبة كبيرة من أبنائها للرحيل عنها نحو الشمال السوري. 
التعليقات (0)