سياسة عربية

أزمة مياه بدمشق.. من مكان إقامة الأسد إلى المناطق المحاصرة

لا تقتصر أزمة المياه على المناطق المحاصرة
لا تقتصر أزمة المياه على المناطق المحاصرة
تشهد العاصمة السورية وأريافها، ابتداءً من المنطقة التي يقطنها بشار الأسد وصولا إلى المناطق التي يحاصرها، أزمة مياه هي الأكثر تأثيرا منذ اندلاع الثورة السورية، بحسب نشطاء، وسط عجز تام لحكومة النظام في التعامل مع الأزمة، فيما يزيد الأوضاع سوءا انقطاع الكهرباء لفترات أطول مما كانت عليه سابقا.

وقد وصلت أزمة المياه في دمشق وأريافها إلى انقطاع تام للمياه منذ عدة أيام، وفي حال توفر المياه بشكل محدود، تستمر معاناة السكان من انقطاع الكهرباء، وبالتالي عدم الاستفادة من المياه بسبب عدم القدرة على تشغيل مضخات المياه لتعبئة الخزانات.

من جهتها، أكدت الناشطة الإعلامية زين علم الدين، أن "المنطقة الخضراء" في دمشق، (وهي التسمية التي تطلق على منطقة إقامة الأسد والتي تضم أيضا مراكز صنع القرار والأجهزة الأمنية في النظام)، إضافة إلى السكان في مناطق حيوية أخرى، يعانون من شح شديد في المياه، وذلك بسبب ضعف الإمدادات القادمة إلى دمشق، مع عجز النظام السوري عن توفير الكهرباء لتشغيل المضخات الرئيسية، وكذلك تراجع منسوب المياه بشكل عام خلال فترة الصيف.

وقالت علم الدين لـ"عربي21 ": "أزمة المياه التي تشهدها العاصمة اليوم هي الأكثر تأثيراً، فالأسواق العامة بلا ماء بشكل شبه كامل، وأحياء دمشق القديمة ذات المعاناة، والحالة الأكثر مأساة هي في وسط دمشق، وخاصة الأبنية السكنية العالية، والحال ذاته في مناطق أبو رمانة، الشعلان، المالكي، والمهاجرين، القصور، وغيرها من المناطق التي تعتبر أرقى المناطق والأحياء في دمشق، والتي يقطنها غالبية مسؤولي الأسد المدنيين والعسكريين والأمنيين".

وأضافت أن المعاناة ذاتها، ولكن بشكل أشد، تعاني منها الغوطتان الشرقية والغربية التي يحكم النظام السوري حصارهما منذ سنوات، حيث تتعمد قوات النظام على قطع المياه عنهما بغية إجبار السكان على على الخضوع له، فيما يلجأ الأهالي إلى أساليب وطرق بدائية لاستجرار المياه، وسط غياب تام للكهرباء، فيما تتسبب المياه غير الصالحة للشرب بالعديد من الأمراض والأوبئة.

بدوره، قال الناشط طارق الدمشقي: "الطلب الأكثر رواجاً بين قاطني دمشق هو أرقام هواتف أصحاب صهاريج المياه بغية تأمين عدة براميل من المياه للمنازل، علما بأن سعر الخمسة براميل بات اليوم أكثر من عشرة آلاف ليرة سورية (حوالي 20 دولار أمريكي"، أي ما يعادل نصف راتب الموظف الحكومي تقريبا"، وفق قوله.

ورأى الناشط الدمشقي، أن "من الوقائع المدهشة في دمشق؛ أن شركات بيع المياه المعلبة والتجار ضاعفوا من أسعارها المرتفعة أصلاً عدة مرات، مستغلين حاجة الناس الشديدة للمياه، وكذلك مستفيدين في حالات أخرى من علاقاتهم القوية التي تربطهم مع ضباط رفيعي المستوى من النظام السوري"، على حد وصفه.

ونوه الدمشقي إلى أن دمشق اليوم تعاني من عدة أزمات أرهقت السكان، مثل نقص المحروقات، وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وشح المياه، مع انهيار الليرة السورية، وارتفاع البطالة، وارتفاع أجور المنازل، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في دمشق يعد الأسوأ منذ ست سنوات، في ظل ارتفاع عدد السكان النازحين من مناطق أخرى.
التعليقات (0)