سياسة عربية

الجامعة الإسلامية بغزة.. عراقة يهددها الحصار والانقسام

بحر غزة - عربي21
بحر غزة - عربي21
تعيش الجامعة الاسلامية في غزة، إحدى أكبر المؤسسات التعليمية في فلسطين، أزمة مالية تعصف بها منذ قرابة عامين، مما دفع إدارة الجامعة إلى القيام بخطوات تقشفية وُصفت بـ”القاسية” بحق الأكاديميين والعاملين فيها، شملت تنفيذ خصومات، واستقطاع جزء من رواتبهم المستحقة، وصل إلى حدود 40 بالمئة من مستحقاتهم المالية.
 
 وقال عميد كلية التجارة في الجامعة الإسلامية محمد مقداد، إن “ما تعيشه الجامعة من ضائقة مالية؛ يعود إلى أن السياسة التي انتهجتها الجامعة منذ تأسيسها؛ قامت على تقديم الخدمة التعليمية للمجتمع الفلسطيني بأقل التكاليف، دون أن يكون هنالك هدف ربحي تسعى لتحقيقه، إضافة إلى رفع رواتب العاملين في الجامعة، دون تغطية ذلك من خلال إيرادات الرسوم الدراسية”.
 
 وأضاف لـ”عربي21" أنه “عند مقارنة رسوم جامعة النجاح وجامعة بيرزيت المحليتين، برسوم الجامعة الإسلامية؛ فإنك ترى أن الفرق شاسع لصالح الجامعتين”، مشيرا إلى أن “المساعدات والمنح التي كانت تتلقاها الجامعة من الخارج؛ خُفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع وصولها”.
 
 وتعد الجامعة الاسلامية واحدة من المؤسسات التعليمية المحسوبة على حركة حماس، والصرح الأكاديمي الأقدم في قطاع غزة، حيث أسسها الشيخ أحمد ياسين في عام 1978، لتكون محطة انطلاق في مواجهة العدو الإسرائيلي.
 
 وصنفت الجامعة الإسلامية بالمرتبة الأولى في فلسطين، والثالثة عشر عربيا، وفق التصنيف العالمي الذي أجراه المجلس الأعلى للبحث العلمي بإسبانيا في 2011.
 
 وتقدم الجامعة العديد من البرامج المميزة، كبرنامج كلية الهندسة والعلوم والطب؛ ضمن برنامج البكالوريوس، إضافة إلى العديد من برامج الماجستير والدكتوراه، مما أكسبها -بحسب مختصين- تميزا واضحا عن باقي جامعات الوطن البالغ عددها 14 جامعة. ويبلغ عدد طلاب الجامعة 25 ألفا، فيما يصل عدد العاملين فيها إلى 400 موظف إداري وأكاديمي.
 
 انقسام وحصار
 
 من جانبه؛ قال مدير عام التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم، خليل حماد، إن “الوازرة تقدم لجامعات قطاع غزة دعما خاصا، وخصوصا الجامعة الاسلامية، لما تمر به هذه الجامعات من ظروف عدم استقرار، وتباين في المشاكل التي تعاني منها منظومة التعليم العالي منذ بدء الانقسام السياسي في 2007”، مشيرا إلى أن “طلاب جامعة الاقصى وقعوا ضحية هذه الخلافات؛ بعد إصرار الأحزاب السياسية الفلسطينية على عدم تجنيب العملية التعليمية لهذه الخلافات”.
 
 وأضاف لـ”عربي21" أن “قطاع التعليم العالي في غزة كغيره من القطاعات؛ تضرر بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ ما يزيد عن 10 سنوات، فما تعيشه جامعات القطاع من أزمات متباينة؛ هو أمر طبيعي نتيجة الوضع الاستثنائي الذي تعاني منه غزة”.
 
 حرب بالوكالة
 
 وتعرضت الجامعة الإسلامية لقصف من الطائرات الإسرائيلية في الحروب الثلاثة الأخيرة على القطاع في 2008 و2012 و2014، بحجة قيام الجامعة بتنفيذ أنشطة معادية ضد دولة الاحتلال.
 
 بينما انتهجت وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله بحق الجامعة الإسلامية؛ سياسة يصفها مراقبون بـ”المعادية”، وذلك بعد أحداث الانقسام السياسي في العام 2007، تمثلت بحرمانها من المخصصات المالية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم ضمن برنامج دعم الجامعات الفلسطينية، والتي تقدر بـ20 مليون دولار، منذ ما يزيد عن 10 أعوام.
 
 وتصاعدت الخلافات بين إدارة الجامعة من جهة، ونقابة العاملين ومجلس طلبة الجامعة من جهة أخرى، حيث ترى الإدارة أن من حقها تنفيذ خصومات بحق العاملين لديها، ورفع الرسوم الدراسية على الطلبة، نظرا للضائقة المالية الصعبة التي تعيشها الجامعة، الأمر الذي دفع الطرف الآخر إلى القيام بخطوات تصعيدية؛ تمثلت بتنفيذ مجلس الطلبة وقفات احتجاجية، والتهديد بإغلاق الجامعة إذا استمر نهج إدارة الجامعة على حاله.
 
 وقال رئيس مجلس طلبة الجامعة الإسلامية، محمد جندية، إن “مجلس الطلبة شكل خلية أزمة بشكل مواز لما شكلته إدارة الجامعة؛ للوقوف على مشاكل الطلبة، وقام المجلس بعقد مشاورات ولقاءات متواصلة مع إدارة الجامعة؛ لمحاولة إيجاد حلول للخروج من الأزمة الحالية”.
 
 وأضاف لـ”عربي21" أن “المسؤولية الأخلاقية والمهنية التي انتهجها المجلس؛ تحتم عليه السعي للخروج من هذه المحنة، دون المساس بحقوق الطلبة من خلال رفع الرسوم الدراسية”.
0
التعليقات (0)