رياضة دولية

حسرة بالجزائر بعد تأهل فرنسا لنهائي اليورو.. لماذا!

عرفت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا ملحوظا منذ شهر آيار/ مايو الماضي- تويتر
عرفت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا ملحوظا منذ شهر آيار/ مايو الماضي- تويتر
عبر قطاع واسع من الجزائريين عن غضبهم حيال المنتخب الألماني لكرة القدم، بعد تكبده الخسارة من المنتخب الفرنسي بهدفين لصفر بجولة النصف نهائي من منافسات كأس أوروبا للأمم الجارية فعالياتها بفرنسا.

وشجعت جماهير عريضة بالجزائر المنتخب الألماني لكرة القدم بمباراته ضد فرنسا برسم جولة النصف نهائي من منافسات كأس أوروبا للأمم، والتي جرت بملعب فيلودروم بمدينة مرسيليا، مساء الخميس.

لكن الجماهير الجزائرية التي تابعت المباراة بمختلف الفضاءات المغلقة كالمقاهي، والتي بدأت بإطلاق الصافرات ضد منتخب فرنسا كلما شارف منطقة الخطر على المنتخب الألماني، خاب أملها بأن تخرج فرنسا من المنافسة من داخل ملاعبها.

والمتأمل لسلوك قطاع واسع من الجزائريين إزاء المباراة يخيل له أن الجزائريين يناصرون منتخبهم ضد فرنسا، بعد أن تمنى الكثير منهم أن تنظم مواجهة كروية بين الجزائر وفرنسا. لكن من وراء هذا السلوك الموصوف بـ"الغريب" خلفيات وتراكمات تاريخية وسياسية لعلاقات مثقلة بالأزمات بين البلدين.

وزاد من إقصاء اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية، كريم بن زيمة، واللاعب من أصول تونسية، حاتم بن عرفة، من المشاركة مع "الديكة" في منافسات اليورو من غضب الجزائريين الذين يعتبرون أن هذا السلوك دليل عنصرية ضد العرب.

وعرفت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا ملحوظا منذ شهر آيار/ مايو الماضي، وبالضبط عقب زيارة الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، للجزائر ونشره صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وهو متعب جدا.

ولقيت تلك الصورة ردود فعل غاضبة جدا من قطاع واسع من الجزائريين، وحتى من الطبقة السياسية، وقالوا إن فالس "فعل ذلك عمدا وقصد الإساءة للرئيس بوتفليقة".

وبمقهى بمدينة الدار البيضاء، شرقي العاصمة الجزائر، عم السكون بمجرد تسجيل اللاعب الفرنسي غريزمان هدفه الأول بشباك مانويل نوير بالدقيقة 45، وكان هذا الهدف بداية "خيبة أمل" الجزائريين بفوز ألمانيا، لكن الدقيقة 72 حملت خبرا غير سار بالنسبة إليهم عندما أضاف اللاعب نفسه هدفه الثاني، ومن المتابعين للمباراة من غادر المقهى غاضبا على المنتخب الألماني.

ويقول عمر بن داود، شاب يبيع السجائر بمدخل المقهى، لصحيفة "عربي21"، بخصوص خلفيات تشجيعه المنتخب الألماني ضد فرنسا: "هؤلاء لا يحبوننا، وهم يعتقدون أن الجزائر مازالت مقاطعة تابعة لهم، لذلك فهم ينتقمون منا".

فبهدفين نظيفين في شباك المنتخب الألماني تمكن المنتخب الفرنسي لكرة القدم من العبور إلى المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا ليلتقي، الأحد المقبل، نظيره البرتغالي على ملعب فرنسا الدولي في العاصمة باريس.

 الرهان على كريستيانو..

وعلق الإعلامي الجزائري جعفر خلوفي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ساخرا: "لم يبق سوى كريستيانو، لعله يفعل شيئا في المباراة النهائية بين منتخبي فرنسا والبرتغال ليخفف من حسرة الجزائريين".

ومنذ انطلاق المنافسة الكروية الأوروبية، كان الجزائريون يمنون النفس بأن يغادر المنتخب الفرنسي المنافسة مبكرا، لكن فوز المنتخب المتتابع بالمباريات تسبب في حسرة متكررة للجزائريين، بينما يترقب الجزائريون المباراة النهائية معلقين آمالا على منتخب البرتغال.

ويقول الإعلامي الجزائري، محمد سيدو: "يعبر الجزائريون عن علاقاتهم بفرنسا من خلال أشكال عفوية تعبر أحيانا عن تناقض لا يلقون له بالا. يظهر ذلك في معاداتهم كل ما له علاقة برموز فرنسا كنشيدها وعلمها ومنتخبها لكرة القدم الذي يجسد كل هذه المعاني".

وأضاف سيدمو في تصريح لصحيفة "عربي21"، الجمعة: "وهذا في اعتقادي مبرر لأن هذه الرموز تحيل بالنسبة للجزائريين إلى كل الفظاعات التي ارتكبها المستعمر السابق في بلادهم. لكن الجزائري في مقابل ذلك لا يتحرج من إقامة علاقة قائمة على المصلحة الشخصية مع فرنسا عبر الدراسة أو العمل أو الهجرة. هذا لا يعني أن الجزائري انتهازي بطبعه، ولكنه مع فرنسا تحديدا يمارس هذه السياسة كنوع من رد الفعل على ما قام به هذا البلد خلال 132 سنة من استعماره للجزائر".
التعليقات (2)
لارا
الجمعة، 08-07-2016 06:22 م
ههههههه المقال صح بالمائة بالمائة ، مأتم بالجزائر بعد خسارة ألمانيا من فرنسا
ريان
الجمعة، 08-07-2016 05:25 م
هههههههههههه الغريب ان الجماهير الجزائرية هنا بفرنسا خصوصا بمرسيليا خرجت تحتفل باعلام الجزائر مع المنتخب الفرنسي وفي مختلف شوارع فرنسا ...تناقض عجيب