مقالات مختارة

ماذا ستخسر إيران لو غيّرت سياساتها؟!

ماضي الخميس
1300x600
1300x600
كان يمكن لإيران أن تكون دولة صديقة بدلا من أن تصبح عدوا للخليج كله، ويمكن لها أن تكون مصدر أمان بدلا من أن تكون مصدر قلق.. وأن تكون جارا سعيدا بدلا من أن تصبح جارا شقيا.. وأن تستخدم أسلوب الود بدلا من وسائل الشغب.. وأن تفيد وتستفيد من علاقتها الإيجابية مع دول الخليج، بدلا من أن تكسب العداوة والريبة.

لا يوجد منطق أو مبرر لكل ما تقوم به إيران من مشاغبات لدول الخليج.. خاصة أننا لو راجعنا المواقف التاريخية سنجد أن كثيرا ما أبدت دول الخليج حسن النوايا ومد يد المصافحة والرغبة في بناء علاقات إيجابية بين الطرفين، حتى أكثر الدول الخليجية تضررا من إيران، البحرين والإمارات، كانت لديهما نوايا صادقة في بناء جسور من الود والتفاهم الذي يخدم الجانبين.. لكن الإيرانيين في كل مرة يقذفون كل تلك الجسور بمواقف وتصريحات سلبية للغاية تنسف كل المشاعر الإيجابية.. ولو فكرنا في الأسباب المنطقية لا نجدها!.

ماذا تخسر إيران لو استعاضت بالشر المضمر لدول الخليج بمواقف إيجابية.. ماذا ستخسر لو كانت لها علاقات طيبة، وجلست على طاولة التفاوض والتفاهم؛ لإنهاء كل الخلافات العالقة مع دول الخليج.. وأبدت حسن النوايا بالقول والفعل، وبالمواقف والتصريحات، وأزالت كل الترسبات السلبية التي تخلق حالة من الترصد وعدم الثقة؟

ما ستحققه إيران لو تحسنت علاقتها مع الخليج أكثر بكثير مما تحققه بسبب مواقفها السلبية وعدائها المعلن والمبطن لدول الخليج وشعوبها، من كافة النواحي وفي كافة المجالات.. خاصة وأن هناك سوابق لمراحل تاريخية طويلة كانت العلاقات جيدة ومتميزة وبعيدة كل البعد عن التوترات والصدام.

إن التوتر الذي يعيشه العالم اليوم من كافة النواحي لا يحتاج إلى المزيد من الخصومات والعلاقات السلبية بين الدول، ومكاسب إيران الإيجابية مع دول الخليج أكبر كثيرا من مصالحها السلبية، والأمر لا يحتاج إلى كثير من التعقيد لإزالة كل بوادر التوتر والشروع في خطوة إيجابية للعمل على إزالة كل الشوائب العالقة في العلاقة بين الجانبين.

إن المواقف السلبية التي تتخذها إيران تجاه دول الخليج غير مبررة، والتصريحات التي تصدر، سواء من جهات حكومية أو برلمانية، لا يمكن أن تقابل من الجانب الخليجي بود، تلك المواقف والتصريحات هي التي خلقت حالة سلبية في الخليج شعبا وحكومة تجاه إيران.. التي من المفترض أن تكون جارا صديقا.. خيرٌ لها من أن تكون جارا مشاغبا.. ودمتم سالمين.

عن صحيفة الرياض السعودية
2
التعليقات (2)
مُواكب
الجمعة، 24-06-2016 09:59 م
ايران تنتقم من دُول الخليج لحرب الثماني سنوات في لبنان، سورية، العراق واليمن. مُحاصرة السعودية، هدفها الأخير للامساك في الحرمين الشريفين. ماذا تفعل دُول الخليج في المقابل؟ لم يُعطوا ثوار سورية الأسلحة النوعية لإنجاز النصر على الأسد، ولو أنَّهم نصرونا لاستطعنا قطع يد ايران الشريرة في لبنان والعراق و لوفرت دُول الخليج على نفسها عناء حرب اليمن. لم يُعطوا الغطاء السياسي لتركيا التي كانت عازمة على التدخل في سورية إبان ملكية الراحل عبد الله بن عبد العزيز. هذا ما لم يفعلوه، وما فعلوه أن انجزوا انقلاب العسكر في مصر وجاؤوا ببشار أسد ثاني ، الطاغية العربي الجديد، سيسي الصهاينة، لِيحكم مصر ويضع شعبها خلف القبضان، على حد تعبير الصحف الغربية. أذكر رواية عن حسنين هيكل أنًّه بعد انتصار إسرائيل على مصر في حرب 1967 تبادل أمراء السعودية أكثر من700000 برقية تهنئة وعمت عناوين الشماته صُحف الرياض. فما الذي تغير في نهج حكام الخليج منذ ذلك الوقت؟ ليست الناصرية عدوهم الآن، ولكنهم الإخوان المسلمين. ليست المشكلة في ايران، المشكلة الحقيقية هي في تخبط حكام الخليج و أنانيتهم في السلطة والمال. ليس في قلبي ذرة كراهية لهم ولكن الكثير من الحسرات.
مُواكب
الجمعة، 24-06-2016 02:15 م
في موضوع الصراع العربي الفارسي لم أقرأ كِتابة أكثر سذاجة مما جاء في هذا المقال: دُول الخليج لها سياسة تقوم على الأنانية البحتة ولا لبس أو غُموض في ذلك، هي الأنانية المتمثلة في استئثار عائلات معينة للسلطة في دُول الخليج، والتي تُمثل أكبر نقطة ضعف في تكوين هذه الأنظمة المشيخية . كان وما زال هم ملوك وأمراء هذه الدول التمسك الأعمى بالسلطة حتى على حساب أمنهم القومي في المدى المتوسط والبعيد. على سبيل المثل هم من بادروا في استعداء ايران الخميني عندما وضعوا ثقلهم المادي في كفة الطاغية صدام حسين في حربه العدوانية على الثورة الإيرانية الوليدة، لا حُباً بهذا ولكن عسى أن يقضيان على عَدُوان لهما في آن واحد. النتيجة هي هذه حُروب المنطقة التي تمتد وتتسع منذ أواخر السبعينات. ومن أخطائهم استعدائهم الإخوان المسلمين وتعاقدَهم مع أعتى مُجرمي العصر والزمان، سيسي مصر. خامنئي إيران مُجرم سفيره، لكن زعماء دول الخليج يرتكبون أخطاء تِلوى الأخرى.