بورتريه

سيدة الأناقة والتركواز.. رئيسة إيران من باريس (بورتريه)

مريم رجوي
مريم رجوي
شخصية غامضة تتجنب الظهور الإعلامي رغم  أنها تحتل مكانة خاصة لدى أتباعها.

ويرى أعضاء حركة "مجاهدي خلق" الإيرانية فيها ما يسمونه "شمس الثورة"، وتتصدر صورتها وهي مبتسمة دوما مطبوعاتهم وقاعات مراكزهم.

غير أن هذه المرأة الستينية تبدي حذرا بالغا في الإدلاء بأي معلومات شخصية عنها، ولطالما تجنبت لقاء الصحفيين.

تهوى كتابات آرنيست همينغواي وسيمون دو بوفوار والعالم النفسي الأمريكي إريك فروم.
قيادية إيرانية عارضت نظامي الشاه والخميني.

كانت تشارك آية الله الخميني  الهدف نفسه، ألا وهو الإطاحة بشاه إيران، لكن سرعان ما اختلفت الحركة، التي تعد خليطا بين الماركسية والإسلام، مع النظام الإيراني الجديد.

ترى في الإسلام "أيديولوجية ديمقراطية ذات ديناميكية" وتؤكد أن هذه القراءة للدين كفيلة بتحقيق الديمقراطية والحرية لإيران.

مريم رجوي المولودة في عام 1953 لعائلة من الطبقة الوسطى (اسم عائلتها قاجار أزادنالو)، خريجة فرع هندسة المعادن من جامعة شريف التكنولوجية، تعرفت منذ السبعينيات عبر شقيقها الذي كان سجينا سياسا في عهد الشاه على منظمة "مجاهدي خلق"، وبدأت نشاطاتها بالاتصال مع عوائل القتلى والسجناء السياسيين وقادت الحركة الطلابية ضد نظام الشاه.

ومنظمة "مجاهدي خلق" أنشئت عام 1965 وشاركت في مظاهرات إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، غير أن سيطرة المؤسسة الدينية على مرحلة ما بعد سقوط النظام عجلت بالتصادم بينهما.
وأعدمت إحدى شقيقاتها وتدعى نرجس رجوي من قبل نظام الشاه، وفي عهد الخميني أعدمت شقيقتها الصغرى معصومة رجوي بعد تعذيبها وهي حامل، وبعد مدة تم إعدام زوج معصومة أيضا.
انخرطت مريم في الحركة الطلابية وشاركت في هيئات طلابية معارضة لنظام الشاه من عام 1973 وحتى عام 1978.

كانت إحدى مسؤولات القسم الاجتماعي بمنظمة "مجاهدي خلق" ما بين عامي 1979 و1981، ثم سرعان ما ترشحت للبرلمان الإيراني بعد نجاح الثورة والإطاحة بنظام الشاه.

بعد سقوط نظام الشاه، عارضت "الحركة" نظام الخميني، وساندت الرئيس الإيراني الأسبق بني صدر في مواجهة المؤسسة الدينية، وبدأت تقود مظاهرات ضد نظام الخميني، فووجهت بضربات عنيفة.
ومع مطلع الثمانينيات بدأت المنظمة في العمل المسلح ضد النظام الإيراني، وأعلنت إنشاء "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".

تزوجت مريم زعيم حركة "مجاهدي خلق" مسعود رجوي الخارج من الأسر في سجون الشاه، وقد طلقت زوجها الذي كان من المعاونين المقربين من مسعود لتتزوج هذا الأخير.

ولا تأتي سيرتها الرسمية على ذكر زواجها الأول باسم مريم أزدنلو الذي أنجبت منه ابنة.

شاركت مريم رجوي في إدارة الأمانة العامة لـ"مجاهدي خلق" من عام  1985 وحتى عام  1989، كما عينت منذ العام 1987 "قائدة عامة لجيش التحرير الوطني" الذي تدرب في العراق.

ثم اختيرت أمينا عاما لـ" مجاهدي خلق"  في الفترة ما بين عامي 1989 و1993.

وانتخبت رئيسة للجمهورية الإيرانية في المنفى عام 1993 من "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".
واعتبرت السلطات الفرنسية مريم رجوي شخصا غير مرغوب فيه، فاضطرت عام 1993 إلى ترك منفاها في المنطقة الباريسية للالتحاق بمسعود المقيم في العراق منذ العام 1986 بموجب اتفاق مع الرئيس الراحل صدام حسين.

وفي منتصف التسعينيات، رأست سلسلة من التجمعات الكبرى لأنصارها في عدد من المدن الأوروبية مثل باريس ولندن وأوسلو ودورتموند.

ولازمت بعد ذلك معسكرات "الحركة" في العراق.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية وضعت "الحركة" في قائمة الجماعات "الإرهابية" في عام 1997، كما أضافت "المجلس الوطني للمقاومة في إيران" إلى القائمة نفسها في عام 1999.

كما تم إدراج "الحركة" على قائمة الاتحاد الأوروبي للجماعات المحظورة في أيار/ مايو عام 2000.

لكن واشنطن ما لبثت أن قامت في أيلول/ سبتمبر عام  2012 برفع " مجاهدي خلق" من قائمة "المنظمات الإرهابية". وفي أيلول/ سبتمبر عام  2014 أسقط قضاة فرنسيون تهما تتعلق بـ"الإرهاب"، ضد تسعة أعضاء في "مجاهدي خلق" في المنفى، مغلقين بذلك القضية التي بدأت قبل ذلك بنحو 11 عاما، أسفرت عن العديد من القتلى من جراء إضرام محتجين النار في أنفسهم.

وكانت رجوي من بين 150 معتقلا في حملة التمشيط التي جرت في 2003 حول مقر "الحركة" في "أوفيرسور واز"، خارج باريس.

ووجه إليها اتهامات هي و16 آخرين بالاشتباه بـ"التخطيط لأعمال إرهابية وتمويل الإرهاب". وأفرج عن رجوي في وقت لاحق، وأسقطت بعض الاتهامات، مع استمرار التحقيق.

وتم فتح تحقيق حول "تجاوزات مالية" ضد تسعة أعضاء في الجماعة، لكن تلك الاتهامات تم إسقاطها بسبب عدم كفاية الأدلة، وفقا لبيان صدر من سبعة من كبار المحامين كانوا يعملون في القضية.
اقترحت  مريم رجوي على الغرب ما أسمته "الحل الثالث" للتعامل مع إيران، وهو إحداث تغيير بيد الشعب الإيراني، مؤكدة أن ذلك هو "الطريق الوحيد للحيلولة دون وقوع حرب خارجية".

وهي تؤكد أن للنساء دورا كبيرا في مسار إسقاط نظام "ولاية الفقيه"، مبرزة أن نسبة النساء في برلمان المنفى تتجاوز 50%.

وتلخص تصورها للنظام الإيراني ما بعد سقوط "ولاية الفقيه" في بنود من بينها احترام الخيار الديمقراطي، واحترام نتائج الانتخابات، وضمان الحريات، وإلغاء عقوبة الإعدام، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين النساء والرجال، وإصلاح النظام القضائي، واحترام حرية السوق، والعمل على أن تكون إيران خالية من السلاح النووي.

وقالت في باريس في حزيران/ يونيو عام  2015 إن "التهديد الإرهابي المستمر في الشرق الأوسط منبعه الأساسي النظام الإيراني الذي تورط في ثلاثة حروب بالعراق وسوريا واليمن، لبسط نفوذه وتقوية عمقه الاستراتيجي".

ورأت في التحالف العربي على الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح " دليلا على أن إبداء الحزم أمام أطماع النظام الإيراني هو الحل، داعية إلى مواصلة هذه السياسة في كل المنطقة".

وما فتئت رجوي تؤكد أن إسقاط ما تسميه بـ"نظام الملالي" في إيران يتطلب أولا مساعدة السوريين على إسقاط نظام بشار الأسد، وتسليح العشائر والفئات المقصية في العراق، وإشراك كل العراقيين في العملية السياسية، إلى جانب دعم "المقاومة الإيرانية المعارضة".

وترفض مريم رجوي صفة "الناشطة من أجل تحرير المرأة" بمفهومها الغربي، غير أنها اختارت إبراز دور النساء. وتؤكد أنه "خلافا لقاعدة رجال الدين حول هيمنة الرجال المطلقة، فإن المقاومة الإيرانية تتزعمها وتقودها وتديرها نساؤنا بشكل أساسي".

تقول إن الإيرانيين يطلقون على النظام الحاكم في طهران لقب "عراب داعش"، وإن الحل الوحيد للملف النووي الإيراني هو "تغيير النظام".

وقالت رجوي، التي انتخبت مؤخرا لترأس "المجلس الوطني للمقاومة في إيران"، وهو تجمع يضم خمسة فصائل إيرانية معارضة من ضمنها "مجاهدي خلق"، ومقره باريس، إن "نظام الملالي ساعد في تشكيل داعش، وقتل السنة في العراق ساعد في بروز هذا التنظيم".

وأضافت: "ليس نظام الملالي جزءا من أي حل لمشكلة الإسلام الأصولي، بل هو لب المشكلة".
وأصرت على أن "الحل النهائي" ينبغي أن يكون "تغيير النظام في إيران".    

وصفت رجوي التوافق بين إيران والدول الكبرى بـ"السم النووي" الذي تجرع كأسه علي خامنئي، في اقتباس لما جاء على لسان مؤسس النظام الإيراني، آية الله خميني في السابق، حين وصف قبول قرار وقف إطلاق النار خلال الحرب العراقية -الإيرانية بمنزلة "تجرع كأس السم".

وتابعت رجوي قائلة: "غير أن السم النووي وتراجع خامنئي عن خطوطه الحمراء، يقضيان على هيمنته ويحدثان زلزالا في نظامه برمته".

ووصفت مريم رجوي الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين طهران ودول "5+1"، بأنه "تراجع مفروض وخرق للخطوط الحمراء المعلنة من خامنئي، الذي ظل يؤكدها طيلة 12 عاما مضت، رغم جميع النواقص الموجودة في هذا الاتفاق، والتنازلات غير المبررة التي قدمت لطهران" بحسب قولها.

وأكدت "أن هذا التراجع سيؤدي لا محالة إلى تفاقم الصراع على السلطة في قمة النظام الإيراني، وتغيير ميزان القوى الداخلية على حساب الولي الفقيه المنهمك".

وتحرص مريم رجوي في "الحركة" التي تمزج ما بين التقاليد الشيعية ونمط عمل وتنظيم المجموعات الماركسية، على انتقاء كلماتها بدقة وعناية، وعلى اختيار ملابسها بعناية فتظهر دوما واضعة حجابا زاهي الألوان يتناسب مع ثيابها التي يغلب عليها اللون الأزرق والفيروزي والتركواز، مع اختيار غطاء الرأس والحذاء المتوافق مع الزي الرسمي، الأمر الذي يوحي بأنها أصغر من عمرها بكثير، وبأنها جزء من الإسلام الحداثي.

حكاية سيدة الأناقة تكتمل وتزداد وضوحا في الحديث عن حكاية زوجها مسعود رجوى المولود عام 1948 في مدينة طَبَس، إحدى مدن إقليم خراسان شرقي إيران، الذي تعرف في أثناء دراسته في كلية الحقوق بجامعة طهران على الفعاليات والأفكار الدينية السياسية آنذاك، وكان مولعا بآثار ومؤلفات آية الله طالقاني أكثر من غيره.

انضوى مسعود رجوي إلى صفوف حركة "مجاهدي خلق" الإيرانية عام 1967 وله من العمر 19 عاما، واعتقل عند اقتحام جهاز مخابرات الشاه مقرا للمنظمة في أيلول/سبتمبر عام 1971 ضمن أولى حملات الاعتقال، وحكم بالإعدام، إلا أنه نتيجة الأنشطة والضغوط الدولية خفف الحكم إلى السجن المؤبد.

ووزعت آنذاك على نطاق واسع في خارج السجن نص "مرافعة" مسعود أمام محكمة الشاه العسكرية، ولم يكن بمقدور جهاز المخابرت الإيرانية "السافاك" إعدامه بفعل الضغوط الدولية، فمارست ضده أبشع أساليب التعذيب والإيذاء حتى السنوات الأخيرة من سجنه، خاصة في عامي 1974 و1975، وأطلق سراحه مع انتصار ثورة عام 1979 وسقوط نظام الشاه.

وكان مسعود قد نجح في عام 1975، في إعادة تنظيم "مجاهدي خلق" وإحيائها بعد انهيارها، وتولى زعامة "مجاهدي خلق" ورئاسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية". وذلك بعد أن تلقت المنظمة ضربة قاصمة من نظام الشاه، وتم على إثرها إعدام جميع الكوادر المؤسسة للتنظيم، مثل محمد حنيف نجاد وعلي أصغر بديع زادجان وسعيد محسن ورسول مشكين فام ومحمد عسكري زاده.

وكانت المنظمة تأسست عام 1966، وتبنت الكفاح المسلح لإسقاط نظام الشاه تحت شعار "فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما"، ولمنظمة "مجاهدي خلق" قاعدة خاصة لـ"الإسلام الشيعي"، حيث لا ترفض الأفكار الحديثة مع الاحتفاظ بالعقائد، فأهم شعار للمنظمة كان إقامة "المجتمع اللاطبقي التوحدي"، الذي يقترب من الفكر الماركسي الداعي إلى القضاء على الفوارق الطبقية في المجتمعات البشرية.

لكن بعد انتصار الثورة عام 1979 تعمقت الفجوة بين "مجاهدي خلق" التي تتبنى "الاشتراكية الإسلامية" إن صح التعبير، والتيار الديني التقليدي الذي اعتبر هذا التوجه نوعا من النفاق، فأطلق على "مجاهدي خلق/ الشعب" مسمى "منافقي الشعب"، وبلغت الخلافات بين الجانبين حد الاصطدام المسلح في صيف 1981، بعد وقوف "مجاهدي خلق" إلى جانب الرئيس الإيراني بني صدر في صراعه مع رجال الدين، مما اضطر رجوي للهروب إلى منفاه في العاصمة الفرنسية.

ولكن بعد إبرام صفقة بين طهران وباريس لإطلاق صراح الرهائن الفرنسيين في لبنان، أرغم مسعود رجوي على الخروج من فرنسا متوجها إلى العراق الذي كان يخوض حربا مع إيران، وتم استقباله بحفاوة في بغداد  فالتحقت عناصر "مجاهدي خلق" بالجبهات العراقية من خلال "جيش التحرير الوطني"، أملا في إسقاط النظام في طهران.

كما أسست المنظمة "مجلس المقاومة الوطنية" في أوروبا بهدف تشكيل جبهة واسعة من المعارضين الإيرانيين، إلا أنها فشلت في استقطاب أطراف مهمة بعد خروج الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني" من التحالف مع "مجاهدي خلق"، واستقالة الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر من عضوية المجلس.

وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام  2003 وخروج المنظمة من العراق باتت المعلومات الموثقة حول مسعود رجوي شحيحة، وسط أنباء غير مؤكدة تشير إلى وفاته، وتشير الأنباء إلى اختفائه، بعد أن سيطرت الأحزاب الموالية أو الصديقة لطهران على العراق، حيث مارست السلطات المركزية في بغداد والمنبثقة من هذه الأحزاب والتنظيمات، ضغوطا على أعضاء "منظمة مجاهدي خلق" في "معسكر أشرف"، لإرغامهم على الخروج من العراق والتوجه إلى إيران أو أي جهة ثالثة.

وعلى ضوء غياب مسعود رجوي قامت زوجته مريم رجوي بقيادة المنظمة، حيث تشارك في مختلف المناسبات بصفتها رئيس الجمهورية المنتخب من قبل مجلس المقاومة الوطنية الإيرانية.

لكن الآراء تتباين في تقييم "مجاهدي خلق"؛ ففيما تطرح نفسها بديلا لنظام"الملالي" يشكك أول رئيس لإيران بعد انتصار الثورة أبو الحسن بني صدر في مواقف  "مجاهدي خلق" ويسأل صحفيا التقى به أخيرا: " كيف يمكن اعتبار فصيل كان معتمدا على صدّام خلال كلّ سنواته في الحكم ديمقراطيا؟ واليوم، ها هي تدّعي أنها تؤدي دور «اللوبي» في واشنطن. أهذا هو البديل عن النظام الإيراني؟ مجموعة ضغط بيد واشنطن؟"

ويرى ابن صدر أن "تلك المجموعات لا تملك أي قاعدة في إيران، وهي لا تمثل عنفوان شعب. إنهم رمز الاحتقار. أن تخضع للأجنبي، بالنسبة للإيرانيين، شيء لا يمكن القبول به. لا ننسى أننا قمنا بثلاث ثورات خلال قرن، وفي هذه الثورات الثلاث، كان شعارنا الاستقلال والحرية، فكيف يمكن أن يكون المرتهنون للخارج مقبولين من شعب كان شعاره ولا يزال الاستقلال والحرية؟".

لكن لزعيمة "مجاهدي خلق" رأي مختلف فهي أعلنت، في بيان صحفي قبل أيام قليلة عن"  قيام تحالف مبدئي ونضالي بين المقاومتين الإيرانية والسورية، موجه ضد التحالف الإجرامي الشرير القائم بين النظامين الإيراني و السوري" بحسب قولها.

وتحسم موضوع انهيار النظام بطهران بقولها بأنه  "يحتضر" كما تقول:"انهزم في اليمن، وتصدعت جبهته في سوريا والعراق"، وتتحدث من مقر إقامتها في باريس بأن " النظام سيسقط، لذلك يدافع بكل قواه عن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، "فإذا سقط بشار في دمشق فسيليه حتما سقوط النظام الإيراني في طهران"، بحسب ما قالته لصحيفة "الشرق الأوسط" في مقابلة جرت حديثا.

وتبدو رجوي حالمة وبطريقة قد تبدو غير متوافقة مع الواقع، وهي ترتدي حجابا أزرق بلون عينيها، الذي تقول إنه "لون الأمل".. فيما تستقبل زوارها في  مقر إقامتها في "إفيرسوراواز" بباريس.
التعليقات (0)