صحافة دولية

ديلي تلغراف: هل يختلف ورثة محمد علي على ثروته؟

تلغراف: ثروة محمد علي قد تكون عرضة لمعركة قانونية مريرة- أرشيفية
تلغراف: ثروة محمد علي قد تكون عرضة لمعركة قانونية مريرة- أرشيفية
تساءلت صحف عن مصير ثروة الملاكم السابق محمد علي، الذي توفي يوم السبت، بعد صراع مع مرض الباركنسون، وعن حصة عائلته من هذه الثروة. 

ويقول الكاتب نيك ألين في تقرير نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" إن ثروة علي، التي تقدر بحوالي 80 مليون دولار، قد تصبح محلا للخلافات بين أفراد عائلته، حيث خلف وراءه عائلة مفرقة، بمن فيهم ابنه الوحيد، الذي يعيش في الجزء الفقير، الذي تنتشر فيه الجريمة، من مدينة شيكاغو.

ويشير التقرير إلى أن محمد علي جونيور انتقد في السنوات الأخيرة زوجة والده لوني علي (59 عاما)، وهي الزوجة الرابعة لبطل العالم؛ لأنها حرمته من الاتصال بوالده خلال السنوات العشرين الماضية، وزعم أن البطل الراحل لم ير حفيديه سوى مرة واحدة، حيث نشأ الابن في بيت مكون من غرفتين، ولم يكن لديه المال الكافي لدفع الكهرباء، وعاش على الصدقة. 

وتورد الصحيفة نقلا عن ابن محمد علي، قوله في مقابلات مع الصحافة في السنوات الأخيرة: "هناك شيء واحد لا تستطيع تغييره وهو إرثه، ولن تستطيع تغيير أين سيضع ماله"، مشيرة إلى أنه يعرف بـ"محمد علي جونيور"، وهو ابن الملاكم الوحيد، الذي أنجبته زوجته الثانية بيلندا بويد، التي كان عمرها 17 عاما عندما تزوجت الملاكم الذي كان في عمر الـ24 عاما، واعتنقت بويد الإسلام، واتخذت لها اسم "خليلة علي".. وبعد ثلاثة أعوام من ولادة ابنهما، بدأ محمد علي علاقة عاطفية مع فيرونيكا بورتش، التي أصبحت زوجته الثالثة. 

ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن جونيور يقول إنه ترك وحيدا دون عائل، وطالب بإنشاء صندوق من أجل مساعدته، مستدركا بأن المرارة التي حملها تجاه والده قد خفت قليلا، عندما انضم لأخواته غير الشقيقات، وابنه المتبنى أسعد أمين علي (30 عاما) في المستشفى، حيث ودع والده قبل رحيله.

وينوه ألين إلى أن علي ولوني تبنيا أسعد عندما كان جنينا، وأصبح مقربا من والده، حيث قال أسعد، الذي يعمل مدرب بيسبول، بعد وفاة والده بالتبني: "أنا ممتن لكل ما قدمته لي"، مشيرا إلى أن رحمان علي (72 عاما)، الذي اتهم لوني في تصريحات بأنها أبعدته، وقال لاحقا إن الصحيفة لم تنقل كلامه بدقة، كان في المستشفى أيضا، وبعد مشاهدة شقيقه في المستشفى، قال إن آخر كلمات محمد كانت: "ذاهب إلى الله"، وأضاف رحمان: "قال لي وهو يرتعش كيف أبدو، وقلت له: تبدو لي كما كنت"، وقال: "أنا لست متألما، لا تبك علي يا رحمان، سأكون مع الله، وجدت السلام مع الله، وأنا بخير".

وأضاف رحمان: "كان ملاكا جميلا، وسأفتقده وسأراه مرة أخرى في الجنة، وسيكون دائما معي في قلبي وفي عظامي وعقلي"، وقال: "شقيقي الأسود عاش في كينتاكي، وأصبح أشهر رجل في العالم، وهذه رحمة من الله، وكنت دائما معه".

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم العائلة بوب غانيل، قوله إن أقارب الفقيد تصرفوا بكرامة، حيث وضعوا خلافاتهم جانبا في مركز أوزبورن الطبي في سكوتسديل في أريزونا، وأضاف: "كان شيئا جميلا أن تراقب ما ظهر عن محمد علي، والبطل كان سيشعر بالفخر تجاه عائلته". 

ويذكر التقرير أن علي نقل إلى المستشفى يوم الاثنين الماضي، حيث تدهورت صحته، وتوفي يوم الجمعة لأسباب طبيعية لم تحدد، مشيرا إلى أنه عاش في السنوات الأخيرة مع لوني، في بيت مكون من ست غرف، قيمته 2.1 مليون دولار، حيث إن أفرادا من الأسرة دافعوا عن لوني، التي تزوجت محمد علي عام 1986، وعملت هي وشقيقته على العناية به طوال مرضه.

ويبين الكاتب أن لوني كانت صديقة لعلي في الصغر، حيث كانت والدة لوني مارغريت ويليامز صديقة والدة محمد علي أوديسا كلاي، وفي عمر السادسة التقت لوني بمحمد علي، عندما كان عمره 21 عاما، لافتا إلى أنها في حديث معها عام 2010، قالت لوني: "أحببته على الدوام، وكنت أعرف في النهاية أننا سنتزوج، كان الأمر مثل خريطة طريق".

وقالت لوني إن أبناء علي "لا يزورون والدهم كما يجب"، حيث إن الأمر كان صعبا، فإنه "بهذا المرض لا تعرف ما هي المدة التي يستطيع فيها التواصل". 

وبحسب الصحيفة، فإن لوني علي حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا، ويرى البعض أنها كانت مسؤولة عن إدارة أموال محمد علي، حيث قالت إنها "صعقت للوضع المالي"، الذي كان يعيش فيه الملاكم. وأضافت: "اعتقدت أن وضعه أفضل، إن أخذنا بعين الاعتبار من هو، ومن كان يعتني به". وأوضحت أن "هذا أمر مفهوم، فلم يكن محمد علي رجل أعمال، ولحسن الحظ عندما كبر أصبح أذكى وأكثر حكمة، وكان حذرا وعقلانيا". 

ويفيد التقرير بأن عائلة علي لن تستفيد كثيرا من الصناعة الكبيرة التي تمت حول بطولته وصورته، كما استفادت عائلات نجوم، مثل المغني مايكل جاكسون أو برنس، حيث باع في عام 2006 نسبة 80% من حقوق صورته بقيمة 50 مليون دولار، بما في ذلك حقوق الماركة التجارية، مثل "يطير مثل الفراشة ويلسع مثل النحلة"، و"ثريلا إن مانيلا"، و"الأعظم في كل زمان"، وتملك حقوق تجارة هذه الماركات الشركة ذاتها، التي تروج لصور ألفيس بريسلي ومارلين مونرو. 

ويكشف ألين عن أن عائلته تملك الحق في اختيار الصورة التي يجب ترويجها، حيث كانت انتقائية في منح التصريح، مشيرا إلى أن من بين الشركات التي يسمح لها باستخدام صورته، شركة "أديداس" الرياضية، والشركات الإلكترونية التي تستخدم صورته في ألعاب الفيديو.

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن علي ترك وراءه ابنه محمد علي جونيور من خليلة، وحنا وليلي من زواجه الثاني من فيرونيكا، وتبنى أسعد علي مع لوني، وله ابنتان ولدتا خارج الزواج، وهما ميا وخليلة.
التعليقات (0)