سياسة عربية

إبراهيم عيسى يتهم السيسي باستثمار خوف المصريين كي يحكم

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى  أن "استثمار خوف المصريين هو منهج يومي للحكم في مصر الآن"- أرشيفية
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى أن "استثمار خوف المصريين هو منهج يومي للحكم في مصر الآن"- أرشيفية
وجه الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، انتقادات لاذعة إلى مزاعم نظام الحكم في مصر بقيادة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بأن العالم، وبالأخص الغرب، يتآمر عليه، مؤكدا أن "العالم الذي يتآمر على مصر لا يبيع لها حاملات طائرات.. فوقوا بقى".

وأكد عيسى  في مقال له بصحيفة "المقال" التي يرأسها، الأحد، أن "استثمار خوف المصريين هو منهج يومي للحكم في مصر الآن، حيث يروجون مقولة إن العالم كله يتآمر علينا، ويريد لمصر الفوضى والانقسام، ونبقى زي ليبيا وسوريا، ومن ثم اصمتوا اسكتوا اقبلوا بأي استبداد بل اطلبوه بل هللوا له، لأنه هو الذي سينقذنا من الخونة والمتآمرين وأهل الشر المنتشرين في كل مكان"، وفق قوله.

ويأتي نقد "عيسى" لحكم السيسي في توقيت حرج بالنسبة إليه، إذ يعقب حوارا تليفزيونيا تحدث فيه عن إنجازاته خلال عامين من حكمه، مساء يوم الجمعة الماضي، وما زالت توابعه مستمرة، وتريد له أجهزة السيسي أن يكون باكورة حملة دعاية واسعة لحكم السيسي تكسر حالة الغليان الشعبي إزاءه جرَّاء ارتفاع الأسعار، وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وتدني الأحوال المعيشية لقطاع متزايد من المصريين.

وفي مقاله أشار إبراهيم عيسى إلى "الفرحة الغامرة التي بذلت وسائل الإعلام جهدا كبيرا في إظهارها وإبرازها استقبالا لشراء مصر حاملة طائرات هليكوبتر"، متسائلا: "ألا تدعو غمرة الفرحة هذه الوسائل نفسها، ومَن وراءها وأمامها، أن يراجعوا أنفسهم عن نظرية المؤامرة التي تعشعش في أذهانهم، وألسنتهم؟".

امتلاك السيسي للقدرة صناعة غربية

وأضاف عيسى: "عندما نفهم من السيسي أن نظريته للأمن القومي تعتمد على امتلاك القدرة، فإننا نتأكد من تعاون العالم الغربي الآن، ومساعدته لمصر على امتلاك القدرة، فالقدرة ليست صناعة مصرية اللهم إلا في إرادتها فقط، بينما عناصر القدرة كلها صناعة غربية، وها هو السلاح يتدفق من فرنسا وروسيا وأمريكا، وها هي الكهرباء من شركة ألمانية، والغاز من شركة إيطالية، والنووي من روسيا".

وتابع تساؤلاته: "ألا يدعنا هذا كله أمام حقيقة كبرى، هي أن الغرب يريد للسيسي امتلاك القدرة، وإلا كان منعها عنه، أو عطلها عليه، أو عوقه فيها؟".
 
وأردف: "صحيح أن الموضوع بيع وشراء، وأن كل هذا بفلوسنا، إلا أنه حتى البيع والشراء يمكن إفشاله لو توفرت نية التآمر".

الغرب يمدك بالسلاح فكيف يتآمر عليك؟

وتابع إبراهيم عيسى: "نعم.. الأمر الأكثر جدارة بالنظر في أجواء الولع بامتلاك حاملة طائرات هليكوبتر يضع مصر ضمن دول قليلة تمتلك هذا النوع من ناقلات السلاح الكبرى هو أن نتأمل السؤال الكبير: إذا كان العالم يتآمر علينا، كما يذيع المسؤولون والسياسيون الموالون كل يوم، وكما يلح رئيس البرلمان مع كل أنفاسه اللاهثة تقريعا في نوابه، ومع كل تصريح مسؤول أو خطب أو برامج تليفزيونية محتدمة تتحدث في حماس وصراخ بالغ هؤلاء الذين يريدون تركيع مصر..".
 
واستطرد: "السؤال: هل من يريد تركيع مصر يبيع لها حاملة طائرات مثلا أو يحرمها مما تطلب أو يمنع عنها ما تحتاج؟".

وأضاف: "إنه الغرب المتهم دوما بالتآمر على مصر، وهو الغرب نفسه الذي يمد مصر وقواتها المسلحة بعشرات المدرعات المصفحة المجهزة ضد الألغام والعبوات الناسفة كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، فقد أرسلت دفعة من هذه المدرعات، وتسلمتها مصر فعلا لاستخدامها في حربها ضد الإرهاب في سيناء (أو حيث تريد استخدامها طبعا)".

وتابع: "نفس الغرب هو الذي باع لمصر أربعا وعشرين طائرة رافال، حيث فعلت فرنسا في صفقة مدوية للقاهرة، أعقبها بيع حاملة الطائرات لمصر بديلا عن روسيا بعد خلاف روسي - فرنسي، بصرف النظر عن مدى احتياج مصر إلى هذا النوع من الناقلات، خصوصا، وهو سلاح تحتاج إليه الدول التي تخرج في حروبها خارج حدودها وخارج جغرافيتها المحيطة".

واستدرك: "إلا أن وجود هذا السلاح بمثابة رصيد نفوذ وقوة (امتلاك القدرة)، أيا كان مناط ومحيط استخدامها، ومن ثم فالذي يريد لمصر ضعفا لا يمكن أن يتحمس لقبول طلباتها بالتسليح المختلف والمتميز، الذي ينقلها إلى ترتيب آخر في قائمة حيازات الأسلحة، ونوع التسليح".

تصميم على تغييب الوعي

واختتم عيسى مقاله بالقول: "إن الركون المهووس لنظرية المؤامرة يبدو تصميما على تغييب الوعي عن مشكلاتنا الحقيقية، ورمي كل المسؤولية عن أي تدهور أو تراجع لأوضاع مصر الاقتصادية والسياسية على أكتاف نظرية الوهم الجميل، نظرية المؤامرة التي توفر للدولة فرصة ممتازة للهروب من مسؤوليتها بل وللقيام بأعمال وقرارات وتصرفات استبدادية قمعية تبررها بضرورة التصدي للمؤامرة".

وأردف: "بينما الدولة نفسها وأبواقها يطربون أنفسهم طول الوقت بالكلام عن نجاح السيسي في إقناع زعامات العالم، وكسب عقولهم، وهو ما يكشف هذا التناقض الساذج الذي يحكم تفكير وسلوك أجهزة الدولة التي تريد أن تقنع شعبها بأن الرئيس هو محبوب رؤساء العالم، بينما العالم ذاته يتآمر على مصر التي هي للمفارقة.. دولة نفس الرئيس!".

عيسى يغير استراتيجيته

ويذكر أن "إبراهيم عيسى" هو أحد أهم الأذرع الإعلامية للسيسي، وورد اسمه في تسريبات فضائية "مكملين" لمدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل، وكان من أشد المهيجين للرأي العام ضد حكم الرئيس محمد مرسي، وظل إلى وقت قريب يدافع عن السيسي في كل صغيرة وكبيرة، إلى أنه غير استراتيجيته في الآونة الأخيرة بمهاجمة سياسات السيسي، مع تأكيد شرعية نظام حكمه، والتحذير من الخروج عليه.
التعليقات (0)