سياسة عربية

ليتيرا43: السموم الكيميائية سبب تشوهات الأطفال بالشرق الأوسط

سجل الأطباء بالعراق حوالي 1000 تشوه وأورام نتيجة السموم الكيميائية في 5 سنوات - أرشيفية
سجل الأطباء بالعراق حوالي 1000 تشوه وأورام نتيجة السموم الكيميائية في 5 سنوات - أرشيفية
نشرت صحيفة "ليتيرا43" الإيطالية تقريرا سلّطت فيه الضوء على الانعكاسات السلبية التي تتسبب بها الأسلحة الكيميائية والقنابل والأدوات الحربية على الأطفال والتي إن لم تقتلهم، ستسبب لهم حروقا وأوراما وتشوهات بدنية.
 
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "الأطفال يعانون يوميا خاصة في الدول الإسلامية التي تشهد حروبا وصراعات كالعراق وسوريا واليمن وفلسطين، حيث تظهر أجسادهم المشوهة يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار مشاعر الفزع والكراهية في نفوس العديد من مستخدمي هذه المواقع".
 
وذكرت الصحيفة أن الإحصائيات تفيد بأن العديد من الرضع الذين يعيشون داخل دول تشن الحروب باسم الإسلام وضده، سينشؤون مشوهين وسيصابون بالأورام. فقد أجرى الأطباء أكثر من 3 آلاف عملية في غضون خمس سنوات فقط اكتشفوا خلالها أوراما جديدة وتشوهات فظيعة تتزايد حدّتها مع الهجمات المتكررة ونقص الإطار الطبي في المنطقة المتضررة.
 
وأشارت الصحيفة إلى تعاطف المنظمات غير الحكومية مع الشعوب المتضررة والأطفال حيث قاموا بإرسال الأطباء للعناية بهم ولكن تبقى جهودهم محدودة مقارنةً بالأعداد الكبيرة للجرحى.
 
وصرحت الجمعية الطبية الأمريكية السورية (سامس) أن الحرب أسفرت عن إصابة 15 ألف جريح إلى حد الآن حيث سُجلت حوالي 161 عملية هجوم باستعمال قنابل بالكلور والغازات التي تسبب تلفا في الأعصاب والجهاز التنفسي، وذلك وفقا لإحصائيات قام بها مكتب الخدمات الصحية على الرغم من الاتفاق المبرم بين حكومة الأسد والولايات المتحدة بوقف استعمال الأسلحة الكيميائية. 
 
وقالت الصحيفة إن منظمة حقوق الإنسان تدين بشدة هذه المظلمة وتحمل المسؤولية للأطراف السياسية. بالإضافة إلى ذلك، سجل الأطباء حالات تشوه وأورام بلغ فيها عدد الإصابات التي تعود إلى حرب العراق سنتي 1988 و2003، حوالي ألف إصابة وذلك نتيجة السموم الكيميائية.
 
في هذا السياق، صرح الجراح "أبينافولي" أن الأطباء عاشوا تجارب قاسية في ظل هذه الظروف التي فرضت عليهم التنقل عبر الجبال مشيا على الأقدام والمكوث لفترات طويلة في شمال أفغانستان، الذي كان يفتقر إلى طاقم طبي، وإلى المعدات الطبية الأساسية.
 
وتشير الصحيفة إلى أن الأطباء المتطوعين عالجوا حالات وضعتهم أمام خطر العدوى بسبب نقص أدوات الوقاية والتعقيم، وقاموا مؤخرا بزيارات لحوالي 110 أطفال أجروا خلالها ما يربو عن 52 عملية من ضمنها عمليات تجميل لتشوهات عميقة وصعبة وعمليات جراحية لإصابات أخرى متفاوتة الخطورة.
 
وأشار الأطباء إلى أن هذه الغازات الكيميائية استهدفت الكثير من النساء الحوامل وشكلت خطرا كبيرا على بنية الجنين وطريقة نموه، بالإضافة إلى العدوى ونقص التغذية والتهميش التي قد تتسبب في مشاكل للأطفال من الصعب معالجتها على المدى البعيد.
 
ويضيف الجراح "أبينافولي" أن بعض الحالات قد استعصى علاجها على الأطباء، الذين يبلغ عددهم 400 متطوع، وذلك نظرا لخطورتها.

وتجدر الإشارة إلى أن القنابل العنقودية تسببت في إعاقات من شأنها أن تحرم الأطفال من اللعب والتحرك، كما تسبب غاز الخردل وغيره من الغازات في تشوه وجوه وأطراف الأطفال إلى جانب الأورام.
 
وعلى الرغم من الجهود القصوى المبذولة، إلا أن الأطباء يشعرون بالتقصير خاصة في ظل ارتفاع عدد الجرحى وخطورة الإصابات. وتجدر الإشارة إلى أن كلا من الأطباء والمنظمات الخيرية يعملون على نقل المصابين بالسرطان وبالأمراض التي تتطلب عناية خاصة، إلى البلدان الغربية لتلقي العلاج.
 
وفي الختام، بينت الصحيفة أن هناك دورات خاصة بالأطباء المتطوعين في أغلب المناطق التي تشهد حروبا ونزاعات تقدمها جمعيات مختلفة، من بينها جمعية "ابتسامات الطوارئ" حيث يخضع الأطباء إلى دورات تدريب لتجهيزهم لمعايشة ظروف مماثلة.
التعليقات (0)