قضايا وآراء

عن قهقهة "المرشد".. وصراخه!

محمد سعيد الحايك
1300x600
1300x600
لم يكن العرب بحاجة إلى تصريحات فارسية رسمية وغير رسمية، حتى يعلموا أن أربعة من بلدانهم أضحت بالفعل تحت وصاية طهران المباشرة.
 
منذ سنوات طويلة، يدرك العرب أو من تبقى منهم، أن العراق وسوريا ولبنان واليمن يدورون في فلك المرشد، ولكن جلّ ما تغيّر في الوقت الراهن أن إيران نفسها باتت تجاهر بالأمر علانية بعيدا عن فنون "التقية" الدبلوماسية، التي برعت في ممارستها لعقود.
 
في الواقع، لم تبذل "جمهورية الموتين لأمريكا وإسرائيل" جهدا كبيرا في سبيل إحكام قبضتها على المفاصل الأساسية في هذه الدول، إذ إن فلسطين وكل ما يسبقها ويتبعها من مفردات ومشتقات، كالاحتلال و"المقاومة" و"الممانعة" والصمود والتصدي، كانت بمثابة تأشيرة عبور من نوع "VIP". منحت هذه التأشيرة الخاصة للغاية، التي تمسّ وجع ووجدان كل عربي، المؤسسات الإيرانية حرية التحرك والتوغل والتغلغل السياسي والديني والثقافي، وحتى الاجتماعي.
 
وبينما كان سرطان فارس الديني والثقافي والاجتماعي ينخر جسد الأمة العربية المثخنة بالسذاجة والسطحية، ارتكبت أنظمة هذه الأمة عن قصد (مثل الحالة السورية) أو عن غير قصد (مثل الحالة البحرينية) سلسلة أخطاء لا تغتفر، ففضلا عن رمي راية القضية الفلسطينية وكل ما يمت لهذه القضية بصلة في أدراج الإهمال والنسيان، تراخت هذه الأنظمة بشكل غير مفهوم أمام المد والاختراق الإيراني الممنهج لمختلف دوائر القرار، تحديدا في البلدان الأربعة المذكورة.
 
يوم سقطت بغداد، ثمة من اعتقد أن صدام حسين دفع فاتورة تهوّره وطيشه في غزو الكويت، وهكذا انتهى الأمر. ولكن لم يتنبَّه هؤلاء إلى أن صدى قهقهة المرشد، الذي عمّ أرجاء قم وأخواتها، سيُسمع في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ولو بعد حين.
 
وبالفعل، لم يتأخر ذلك الحين كثيرا، فقد بسطت طهران خلال فترة وجيزة متسترة بدخان المقاتلات والدبابات الأمريكية، نفوذها التام على "عاصمة الرشيد"، حتى صارت تقطر فارسية.
 
بعد أقل من عامين على سقوط العاصمة العراقية، جاء دور بيروت التي شاهد العرب جميعهم تفحّم جسد ممثلهم (رفيق الحريري) في أحد شوارعها بنيران وكيل المرشد (حزب الله) غير أنهم لم يحركوا ساكنا، وكأن شيئا لم يحصل، وكأن رفيق الحريري قضى بنوبة قلبية!
 
وبعيد إعلان "حزب الله" الرسمي في السابع من أيار عام 2008 دخول "ست الدنيا" بشكل رسمي زمن "الفرسنة" اشتعلت ثورات "الربيع العربي" في العديد من البلدان، ومن ضمنها سوريا.
 
منذ الوهلة الأولى، بدا أن سوريا ستكون الحلقة الأكثر تعقيدا في مشهد الثورات والثورات المضادة، فمع خروج أول صرخة ضد نظام بشار الأسد، جنّ جنون طهران، التي اتخذت على مدى سنوات من دمشق مركز عمليات لإدارة مشروعها الاستيطاني برمته، لا سيما وأن مكانة وموقع ورمزية "بلاد الأمويين"، كفيلة بإعطاء التحركات الإيرانية صبغة عربية خالصة، تصرف الشبهات وتحرف الأنظار عن حقيقة مخططات أحفاد كسرى.
 
وعلى وقع إشعال المحافظات والمدن السورية الواحدة تلو الأخرى وإبادة أهلها، كاد الإيرانيون ينجحون عبر وكيلهم في اليمن (أنصار الله- الحوثيون) في خطف صنعاء، بيد أن "عاصفة الحزم" حالت في اللحظات الأخيرة دون ذلك.
 
قلبت "عاصفة الحزم" المشهد العربي القاتم رأسا على عقب، فقد تلقّى المشروع الفارسي في اليمن صفعة قوية، تلتها صفعات لا تقل قوة في سوريا التي يبلي رجالها بلاء حسنا في مقارعة حرس وعصابات ومليشيات وشبيحة ومرتزقة المرشد، الذي بدأ بعد سنوات من القهقهة بالصراخ وكفكفة الدموع مع تساقط كبار جنرالاته ومستشاريه وقادته العسكريين.. وكأنه يدرك أن سقوط مشروعه بات قاب قوسين أو أدنى!
التعليقات (1)
عزت
الخميس، 19-05-2016 02:50 م
هذا مقال جيد - حبيبي ولكن ...... الم تكن دول عاصفة الحزم هي هي سبب الابتلاء من اوله الى اخره فمثلا في عهد الملك عبدالله تعاونت السعودية مع عبدالله صالح والحوثيون على الملأ وايضا مع بشار وايضا مع صدام من زمان .... يا استاذ لابد من تسمية الاشياء باسماءها حكام الخليج كلهم ضد كل السنة ضد كل الثورات ضد التغير هم اذناب الشيعة واليهود