سياسة عربية

داخلية مصر في مواجهة مع الصحفيين والمحامين والأحزاب

شنت السلطات حملة اعتقالات على الصحفيين - أرشيفية
شنت السلطات حملة اعتقالات على الصحفيين - أرشيفية
تصاعدت في الساعات الأخيرة حدة المواجهة بين وزارة الداخلية في مصر ومكونات المجتمع المدني، التي أعلنت رفضها للقمع والانتهاكات التي مارستها أجهزة الأمن بحق المتظاهرين يوم 25 إبريل.

ونظمت نقابات وأحزاب مدنية ومنظمات حقوقية وقفات احتجاجية، وتقدمت بعشرات البلاغات ضد وزارة الداخلية للمطالبة بوقف الاعتداء على أعضائها والإفراج عن المعتقلين.

وكانت قوات الشرطة قد قمعت بشدة تظاهرات دعت لها قوى سياسية ونشطاء، يوم 25 إبريل احتجاجا على تنازل نظام عبد الفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر للسعودية، واعتقلت مئات الأشخاص بشكل عشوائي.
 
إرهاب الصحفيين

ونظم عشرات الصحفيين مسيرة إلى مكتب النائب العام، أمس الخميس، احتجاجا على حصار نقابتهم يوم 25 أبريل الجاري ومنع الصحفيين من دخولها، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من زملائهم.

وكانت قوات الأمن قد فرضت طوقا أمنيا مشددا حول نقابة الصحفيين يوم الاثنين الماضي ومنعت الصحفيين من الوصول إلى مبنى النقابة، بعد أن تحولت إلى مقر للتظاهرات الحاشدة المعارضة للنظام وآخرها يوم "جمعة الأرض" 15 إبريل الجاري.

وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تندد بقمع الداخلية وتطالب بالحرية للصحفيين المعتقلين، ورفعوا الأقلام والكاميرات، وفي نهاية المسيرة تقدم مجلس النقابة بعدة بلاغات ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة يتهمونهما بحصار النقابة والتعدي على الصحفيين واعتقالهم.

وقال نقيب الصحفيين يحيى قلاش، خلال مؤتمر صحفي بمقر النقابة، إن ما حدث يوم 25 أبريل في شوارع القاهرة وأمام مبنى النقابة التي تحتفل بيوبيلها الماسي عار وإهانة، مؤكدا أن هذا اليوم الأسود لن يكسر إرادة الشعب المصري أو الصحفيين أو يمنعهم من المطالبة بحريتهم". 

من جانبه، قال خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بالنقابة، إن قوات الأمن اعتقلت يوم 25 إبريل فقط 46 صحفيا في أثناء ممارستهم لعملهم، تم الإفراج عن معظمهم لاحقا، كما تم الاعتداء على عدد كبير من الصحفيين عن طريق رجال الشرطة أو البلطجية الذين سمح لهم بالتجول بحرية وسط القاهرة.
 
بلطجة ضد المحامين

كما أعلنت نقابة المحامين عن رفضها الكامل لتعامل وزارة الداخلية مع المواطنين خلال تظاهرات 25 من أبريل، وخاصة الاعتداء على اثنين من المحامين في أثناء ممارسة عملهم القانوني.

وأكدت النقابة في بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه، أن المحامين تعرضوا للاعتداء بقسم شرطة الدقي في أثناء دفاعهم عن الشباب الذين تم اعتقالهم بشكل عشوائي بتهمة التظاهر.

وشددت النقابة على أنها لن تسكت إزاء كل أشكال الاعتداء الواقعة على المحامين، وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة كافة لوقفها ومنع تكرارها، موضحة أنها تقدمت ببلاغات إلى النائب العام للتحقيق ضد البلطجة والهمجية التي مورست ضد المحامين.
 
بلاغات من الأحزاب

بدوره، أعلن تحالف التيار الديمقراطي، أن وفدا من قيادات التيار، وممثلين عن الحملة الشعبية للدفاع عن الأرض "مصر مش للبيع"، تقدموا ببلاغات للنائب العام ضد انتهاكات وزارة الداخلية وممارساتها القمعية.
ويضم التحالف عدة أحزاب مدنية من بينها الدستور والكرامة والعدل والتحالف الشعبي الاشتراكي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة.

وأوضح التحالف، في بيان له الخميس، أن البلاغات تتعلق بالحصار الذي فرضته الشرطة على مقر حزب الكرامة ومحاولة اقتحامه يوم 25 أبريل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال العشوائي التي تعرض لها مئات الشباب والفتيات مطالبا بالإفراج عنهم فورا.
 
"دوركم مكشوف يا خونة"

وفي مواجهة هذه البلاغات، تقدم طارق محمود، وهو محام مقرب من الأجهزة الأمنية، ببلاغ للنيابة ضد خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحفيين، يتهمه بالتحريض ضد وزارة الداخلية ونشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام، مستغلا عضويته بمجلس نقابة الصحفيين.

وأضاف محمود، أن البلشي يدعي كذبا أن وزارة الداخلية تمارس التعذيب بحق المعتقلين داخل السجون المصرية، وأن العشرات من المعارضين السياسيين يتعرضون للاختفاء القسري، بهدف إثارة الرأي العام ودعم كيانات معادية للدولة مثل حركة 6 إبريل، مطالبا بإلقاء القبض عليه والتحقيق معه.

كما دعا الإعلامي عزمي مجاهد، وهو ضابط شرطة سابق، إلى تحرير نقابة الصحفيين من أعداء الوطن، على حد قوله، بعد تظاهر الصحفيين ضد ممارسات الداخلية.

وقال مجاهد، خلال برنامجه على قناة "العاصمة" مساء الخميس، إن نقابة الصحفيين أصبح دورها مكشوفا وعارفين بتشتغل لصالح مين وضد مين وباتت مكانا يأوي كل الداعين لإسقاط الدولة المصرية من العملاء والخونة، مضيفا "جيش مصر لا يشتم على سلالم نقابة الصحفيين أبدا، ورئيس مصر لا يهان أبدا".

واستنكر مجاهد تقديم نقابة بلاغات ضد الداخلية والمواطنين الشرفاء الذين تظاهروا أمام النقابة تأييدا للجيش والشرطة، قائلا: "بتقدموا بلاغ ضد وزير الداخلية مجدي عبد الغفار الذي لا ينام من أجل مصر، مطالبا بتحرير النقابة من اليساريين والشيوعيين وشلة السواقط أتباع البرادعي وحمدين صباحي الذين يسيطرون عليها.
التعليقات (0)