سياسة عربية

حملة مصرية على السودان: البشير "يصيد في الماء العكر" (فيديو)

صراع مصري سوداني على حلايب وشلاتين- أرشيفية
صراع مصري سوداني على حلايب وشلاتين- أرشيفية
بدأ الإعلام المصري، المرئي والمطبوع، في شن حملة على الموقف السوداني المطالب بالتفاوض لحل أزمة المثلث الحدودي "حلايب وشلاتين" بين البلدين، وذهب الإعلام المصري في حملته إلى حد القول إن السودان كانت كلها مصرية، واتهم رئيسه عمر حسن البشير، بأنه "يصيد في الماء العكر".

ورأى مراقبون أن الاتفاق المصري السعودي حول جزيرتي تيران وصنافير، هو الذي قلب الطاولة بين القاهرة والخرطوم، بعد أن تحدثت الأولى عن أن الاتفاق ينص على أن ترسيم الحدود في الاتفاقية يبدأ من النقطة المقابلة لدائرة عرض 22 شمالا، ما يعد اعترافا سعوديا بالموقف المصري، بالنسبة لقضيتي حلايب وشلاتين.

وأضافوا أن إعادة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي الجزيرتين للسعودية، تشكل سابقة سياسية لتشابه موقفها المعلن مع موقف إدارة السودان لأرض مصرية في المنطقتين، ما يرشح الموقف بينهما للعبة "الكراسي الموسيقية"، في الفترة المقبلة.

وبالتزامن مع البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المصرية، تعليقا على المطلب السوداني، وجاء في البيان أن "حلايب وشلاتين مصريتان، وتخضعان للسيادة المصرية"؛ فقد بدأت وسائل إعلام مصرية في شن هجود حاد على السودان، ورئيسه.

"اليوم السابع" تشن هجوما على "البشير"

ووصفت صحيفة "اليوم السابع" (المعروفة بقربها من الأجهزة المصرية)، الرئيس السوداني، بأنه "يصطاد في الماء العكر"، متسائلة، في عددها الثلاثاء: لماذا استغل الرئيس السوداني اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية لطرح قضية حلايب وشلاتين الآن؟

ونقلت عن رئيس الوزراء السوداني الأسبق، الصادق المهدي، وصفه لأزمة حلايب وشلاتين بأنها "معقدة، ولها أغراض سياسية"، مضيفا: "نحن في السودان لدينا مشكلات حدودية كثيرة غير هذه القضية، لذا ليس هناك معنى أن تركز عليها الخرطوم بهذا الشكل".

وزعمت الصحيفة أن بيان وزارة الخارجية المصرية في هذا الشأن - الذي يؤكد أن الأرض مصرية - "يغلق الملف".

موسى: السودان كانت بتاعتنا

وفي التوقيت نفسه، أطلَّ الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الاثنين، مظهرا غضبه الشديد من مطالبة الخرطوم بضم "حلايب وشلاتين" للسودان، قائلا: "السودان كلها كانت ملك مصر".

 وأضاف: "إوعى حد يتكلم عن حلايب وشلاتين، أو ييجي ناحيتهم، دي مصرية أبا عن جد، دي السودان كلها كانت بتاعتنا".

وادعى أن "حلايب وشلاتين" يقعان داخل الحدود المصرية، وليس السودانية، بموجب اتفاقية 1899، التي وُقعت بين الطرفين، مستكملا: "البشير نسي أن السودان كانت كلها تابعة لمصر".

واستطرد: "السودان من الأصل كانت بتاعتنا إحنا، كان يُرفع على كامل الأراضي السودانية علم مصر، وكان يُعين الوالي المصري حاكما للسودان، نقدر نقول محافظ يعني، لكن الإدارة كانت في القاهرة".

وتابع: "هذا الجدل بسبب أنه في عام 1902 قام الاستعمار الإنجليزي باللعب في الخريطة، وأدخل حلايب وشلاتين داخل حدود السودان، لذلك يعتبر السودان حلايب وشلاتين جزءا من بلاده".

وأردف: "مش معنى أن مصر قلبها طيب، وإنها الأم والشقيقة الكبرى، تتاخد أرضها"، على حد تعبيره.

ويذكر أن الرئيس السوداني صرح في العام الماضي بأن: "كل السبل متاحة لإعادة حلايب وشلاتين"، مهددا بالقول: "إن لم تعد حلايب وشلاتين بالطرق السلمية فإن لدينا كلاما آخر".




"الوطن": 3 سيناريوهات

وخصصت صحف مصرية صفحات خاصة، الثلاثاء، للحديث حول الأزمة، ونقلت "الوطن" عن دبلوماسيين وخبراء مصريين تصورهم وجود ثلاثة سيناريوهات لمواجهة الأزمة أبرزها بقاء الوضع على ما هو عليه، وأن تظل السيادة المصرية عليهما دون تغيير.

ورأوا أن السيناريو الثاني هو لجوء البلدين إلى التفاوض الثنائي، وتوصلهما إلى حلول مرضية، أما السيناريو الثالث فهو اللجوء للتحكيم الدولي، وهو ما ترفضه مصر حتى الآن.

بيان الخارجية السودانية

وكانت وزارة الخارجية السودانية أصدرت بيانا، الأحد، أكدت فيه أنها تتابع اتفاق نقل جزيرتي "تيران وصنافير" من السيادة المصرية إلى السعودية، للتأكد من أن الاتفاق "لا يمس حقوق السودان في حلايب وشلاتين".

وأضافت أن السودان دعت مصر إلى التفاوض حول حلايب وشلاتين، على غرار السعودية، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي على غرار طابا.

وطالبت الخارجية السودانية، في بيانها، السلطات المصرية، بإعادة منطقة حلايب وشلاتين، إلى دولة السودان، موضحة أن تلك المنطقة تتبع لها، وخيرت الدولة المصرية ما بين التفاوض بشأن السيادة في المنطقة، أو اللجوء للتحكيم الدولي.
التعليقات (1)
نبيل زيدان
الثلاثاء، 19-04-2016 02:06 م
الموقف المصرى الرسمى حتى الآن: لا للتفاوض - لا للتحكيم الدولى.