ملفات وتقارير

صحفي موال للسيسي يرصد 14 معلومة سلبية بخطاب الجزيرتين

السيسي لم يقدم إجابة شافية حول الجزيرتين - أرشيفية
السيسي لم يقدم إجابة شافية حول الجزيرتين - أرشيفية
وصفت دراسة الخطاب الذي ألقاه رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، يوم الأربعاء 13 نيسان/ أبريل الجاري، بأنه "خطاب يحتوي على معلومات قزمية، تم التعامل معها بتكتيكات، وحشو ومفردات عملاقة، فجاء متضخم الحجم ضامر المضمون، أعجب المؤيدين، ولم يشف غليل المعارضين، أو يغيرهم عن مواقفهم قيد أنملة"، وفق الدراسة.

أجرى الدراسة الكاتب الصحفي بجريدة "الأهرام"، جمال غيطاس، وهو كاتب موال للسيسي، ووضع لها عنوانا يقول: "تحليل إحصائي معلوماتي لخطاب أزمة الجزيرتين للرئيس"، ونشرها بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها الإعلامي المقرب من السلطة، إبراهيم عيسى. 

وخلصت الدراسة إلى أن حديث السيسي عن كيفية صنع القرار الخاص بالجزيرتين، يشير إلى أنه يفضل العمل بشكل سري من خلال أجهزة الدولة، وأجهزته الخاصة.

وأضافت أنه بوضع نتائج التحليل الإحصائي جنبا إلى جنب مع المعلومات الإيجابية والسلبية - علما بأن الخطاب كان مبعثه الأساسي التعليق على اتفاقية الحدود مع السعودية - يمكن القول إن خطاب السيسي بدأ وانتهى دون أن يمس أو يمسح هموم كل مواطن شريف، صدم وحزن واندهش وخاف وقلق واختنقت مشاعره وتاهت بوصلته لهفة على وطنه، وخوفا على أرضه، وقبضا على وحدة ترابه، زائغا بصره وبصيرته خوفا من ضياع حبة رمل أو ذرة ماء من كنانته، على حد قوله.

الأزمات الثلاث

أوضحت الدراسة أن اتفاقية الحدود مع السعودية كانت السبب الأساسي في عقد اللقاء، وبصورة أقل أزمة مقتل الشاب الإيطالي ريجيني، ومع ذلك كشف التحليل الإحصائي أن القضيتين، ومعهما أزمة سد النهضة كان نصيبهم (الثلاثة) من الكلمات الدالة الواردة في حديث السيسي 39 كلمة فقط، استخدمها 69 مرة فقط خلال الساعة ونصف الساعة (مدة الخطاب)، ذهب منها 21 كلمة دالة و56 مرة استخدام لقضية الجزر والاتفاق الحدودي، و7 كلمات دالة و12 مرة استخدام لقضية ريجيني، وكلمة واحدة واستخدام واحد لسد النهضة.

وأوضحت الدراسة أنه في أزمة الاتفاق الحدودي كان خلاصة حديث السيسي أن الجزيرتين ملك السعودية، وأنه لم يفرط في شيء، وأن هذا لم يكن قراره بل قرار مبني على ما قدمته مؤسسات الدولة، وأن الحديث في القضية انتهى.

وفي أزمة ريجيني كان خلاصة قوله إرسال العزاء لأسرة القتيل، وإن هناك شابا مصريا مختفيا في إيطاليا، وإن الإعلام أدى دورا سلبيا في القضية.

وفي أزمة "سد النهضة" اكتفى بالقول إن رد الفعل الشعبي والإعلامي أثر سلبيا على موقف مصر في هذه الأزمة، بحسب الدراسة.

14 معلومة سلبية

وأضاف غيطاس أنه من زاوية المعلومات السلبية، وهي الناقصة أو القديمة أو الغائبة تماما، أو المتناقضة مع السياق: "سنجد أمامنا 14 معلومة سلبية في خطاب السيسي، كالتالي:

1. مؤسسات الدولة التي اشتركت في قضية الجزيرتين هي الجيش والخارجية والمخابرات العامة، ولم يأت السيسي على ذكر المؤسسات الأخرى التي تمثل مدنية الدولة؛ كالنقابات والأحزاب والاتحادات العمالية والنقابية والمراكز القانونية والجامعات والمؤسسة التشريعية والقضائية، التي تشكل قوام الدولة المدنية العصرية الحديثة.

2. ما ورد في بداية الخطاب عن المشكلة مع الإخوان يعطي الانطباع بأن المشكلة الآن بين السيسي والإخوان فقط، وأنه لا توجد تيارات أو فئات أخرى بالمجتمع تختلف معه، وهذا تناقض مع السياق العام.

3. ظهرت القوات المسلحة بالخطاب كذراع اقتصادية يتم الاعتماد عليها كبديل أساسي، وربما البديل الأول في تنفيذ الخطط والمشروعات، وفي هذا افتئات على دور القوات المسلحة الأساسي، وتصغير وتحجيم لدور القطاع المدني في عملية التنمية.

4. ظهر تناقض بين الحديث عن نظرية المؤامرة القادمة من الخارج، والحديث عن النجاح الكبير في السياسة الخارجية.

5. كان هناك تركيز على قضية المبادئ والقيم في إدارة العلاقات الخارجية، والتسليم بحقوق الغير في هذه العلاقات، وفي هذا تغييب لفكرة المصالح المتناقضة أو المتبادلة حسب الحالة في إدارة العلاقات الخارجية.

6. حديث السيسي عن كيفية صنع القرار الخاص بالجزيرتين، يشير إلى أنه يفضل العمل بشكل سري من خلال أجهزة الدولة وأجهزته الخاصة، وأن طرح القضايا في العلن بعيدا عن العلانية لحين الوصول إلى المحطة الأخيرة، وإبلاغ المواطنين بالنتيجة.

كما أن السيسي لا يميل إلى تناول أي وجهة نظر معارضة لإدارته للدولة، ويتعزز هذا الافتراض بما ورد بالخطاب حول الكتائب الإلكترونية التي تبدأ العمل، ثم يبدأ الإعلام العمل على ما تفعله الكتائب (لقفل الدائرة بالإعلام).

7. الجهات المتسببة في الأزمات التي تواجهها البلاد هي "الإخوان والإعلام وشبكات التواصل وأهل الشر"، ولم يحدد السيسي منهم سوى "من يركبون الميكروباص، ويشيعون الأكاذيب"، أما الحكومة والسلطة ومؤسسات الدولة التي تأتمر بأمرها، فلم ترد في الخطاب على أنها مسؤولة عن أي مشكلة.

8.  المعلومة التي أوردها السيسي عن الأسعار، وأنها لا ترتفع، ولن ترتفع، تتناقض مع ما أعلنه رؤساء الشعب بالغرف التجارية في تصريحات صحفية في يوم الخطاب نفيه، من أن الزيادة في الأسعار في أبريل تتراوح بين 10% و20%، وهذا تناقض مع السياق العام.

9. ظهر تناقض بين تأكيده أن الاتفاقية مع السعودية ستحال للبرلمان ليبت فيها، ويشكل لجانا لفحصها، وبين قوله بصورة حاسمة آمرة: "الموضوع انتهى..  وماحدش يفتحه تاني".

10. ظهر شح واضح في المعلومات الخاصة بإثبات ملكية الجزيرتين، ولم يرد بالخطاب، ولو قائمة بأسماء الوثائق الحاملة لهذه المعلومات.

11. الحديث عن "أهل الشر" جاء فضفاضا، وشمل جانبا من الإعلام، والجهات غير المحددة.

12. عرض القضية على البرلمان لم يكن مصحوبا بتحديد سقف زمني، أو توضيح للسيناريوهات المتوقعة حال رفض البرلمان للاتفاقية. وخلا الخطاب مما يشير إلى احتمال انصياع الحكومة والسيسي لقرار البرلمان في هذا الشأن.

13. الحديث عن انتخابات المحليات لم يكن مصحوبا بأي معلومة عن موعد إجرائها، والإطار القانوني المتوقع لها أن تنتخب وتعمل من المجالس المحلية على أساسه.

14. جاء بالخطاب ما يعزز فكرة أن السيسي هو المرجعية، فبعد ما ورد في خطاب سابق عن ضرورة "الاستماع له وحده" جاء في هذا الخطاب أنه سعيد بأن البعض يغار على البلد، لكنه هو من يحدد كيف يغار المواطن على بلده، ومتى؟
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 18-04-2016 10:41 ص
قزم مريض نفسيا متلعثم ضحل المعلومة ضيق الافق = عسكر