صحافة دولية

صحف بريطانية تواصل تحليلها لأبعاد توتر علاقات السعودية وإيران

الصحف البريطانية ترى أن إعدام النمر هو الخطوة التي أشعلت فتيل الأزمة - أرشيفية
الصحف البريطانية ترى أن إعدام النمر هو الخطوة التي أشعلت فتيل الأزمة - أرشيفية
واصلت الصحافة البريطانية هجومها على السعودية، وركزت في افتتاحياتها على قرار الرياض قطع علاقاتها مع النظام الإيراني، وحذرت من تداعيات إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر على العلاقات الطائفية في المنطقة. 

وترصد "عربي21" في هذا التقرير أبرز ما جاء في الصحف البريطانية تعقيبا على قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

وكتبت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها قائلة إن إعدام النمر بمثابة الشرارة التي تذكي الانقسام السني الشيعي، مشيرة إلى أن التوتر في العلاقة بين البلدين يهدد بتفاقم العنف الطائفي في المنطقة، ويضع التدخلات الغربية فيها محل مساءلة، حيث تخلق، ما تقول الصحيفة عنه "حرب استنزاف طائفية". 

وتضيف الصحيفة أنه منذ وصول الملك سلمان إلى السلطة قبل عام، تم التخلي عن عدد من سياسات اللبرلة، التي بدأها أخوه الراحل الملك عبد الله. 

وترى الافتتاحية أن إعدام النمر أعطى إيران والموالين لها فرصة للقيام بحملة إعلامية، مشيرة إلى تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وعلقت على ما ورد في موقع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، حول مقارنة إعدامات السعودية بإعدامات تنظيم الدولة، مشيرة إلى وجود خلافات. ففي السعودية هناك نوع من الإجراءات القضائية، والسعودية حليف مهم لبريطانيا، وحليف موثوق به أفضل من إيران. وحذرت الصحيفة من النزاع الطائفي الذي سيستنفذ المنطقة، كما استنفذ العراق من قبل.

وتجد الصحيفة أن الدول الغربية ستحاول إبعاد نفسها عن التوتر، كما أبعدت العام الماضي؛ لأنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي. ففي أسوأ الاحتمالات قد تتخلى إيران عن الاتفاق، وتواصل برنامجها النووي، وهو ما يعطي "العقاب السماوي"، الذي هدد به خامنئي السعودية بعدا قياميا. 

وتشير الافتتاحية إلى أن الملك سلمان بحاجة إلى التقليل من مخاطر المواجهة مع إيران، والعودة إلى سياسة الإصلاحات بدلا من إشعال الوضع، وتجد أن على بريطانيا المساعدة، فمن مصلحة الغرب والملك سلمان البحث عن بديل.

وتقول صحيفة "الغارديان" في الافتتاحية إن المتنافسين الإقليميين يقومان بتضييع مصادرهما على سياسات خارجية من المؤكد أنها ليست ناجحة. لافتة إلى أن الدولتين تخوضان حربا بالوكالة في اليمن وسوريا منذ فترة، وتلعبان بالنار، رغم أنهما تجنبتا المواجهة المباشرة، ومن غير المحتمل حدوث مواجهة بينهما في أي وقت. 

وتستدرك الافتتاحية بأن إعدام النمر وقطع العلاقات الدبلوماسية سيؤديان إلى توتر العلاقة السيئة أصلا، وإضعاف المعتدلين، وإشعال الخلافات الداخلية داخل كل منهما، في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي التوصل إلى حل يوقف الحرب الأهلية السورية. 

ويبدو أن الصحيفة موافقة على المقارنة بين السعودية وتنظيم الدولة، التي وردت في الدعاية الإيرانية، مشيرة إلى أن هناك انقساما في السعودية بين المتدينين والمؤسسة الحاكمة، بالإضافة إلى الجهاديين والهاشميين في الحجاز والشيعة في المنطقة الشرقية. 

وفي الوقت الذي تقول فيه "الغارديان" إن الملك عبد الله قام بعدد من اللفتات لهم، فإن خليفته الملك سلمان وابنه الأمير محمد تبنيا سياسة أكثر شدة. 

وتحذر الصحيفة من الثمن الذي سيدفعه الشيعة من التهميش، خاصة إن أدى إعدام النمر إلى تظاهرات.

وتقول إن إيران لديها أقليتها السنية، وقد أعدمت أفرادا منهم بناء على أدلة واهية. 

وترى "الغارديان" أن الحادث قد يؤثر على التيار الإصلاحي الذي يقوده الرئيس حسن روحاني، وإمكانية استخدام التيار المعارض للاتفاق النووي وإفشاله، ولن يكون في مصلحة التيار المعتدل ولا الشعب الإيراني ولا العالم، ولكن إعدام النمر قد يحرف الميزان لصالحهم. وتعتقد الصحيفة أن المتشددين استغلوا الهجوم على السفارة كي يفشلوا الاتفاق النووي.

وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن ما سيحدث يعتمد على الأحداث في السعودية، ففي حال انتشار التظاهرات والاضطرابات، فعندها قد يخرج الوضع عن سيطرة كل من إيران والسعودية. وترى أهمية العودة للواقع، والبحث عن حس للمستقبل بعد الخروج من هذه الأزمة، بدلا من تضييع الجهود على مغامرات خارجية، تعرف إيران والسعودية أن حظها من النجاح قليل.

وتقول صحيفة "إندبندنت" في افتتاحيتها إن إعدام النمر يعد نقطة أخرى في المرحلة التي تدنت فيها العلاقات بين العدوين اللدودين في منطقة الشرق الأوسط: السعودية وإيران. كما أنه حجر أساس آخر في الحرب الطائفية بالوكالة التي تجري حاليا على عدة جبهات. 

وتعلق الافتتاحية قائلة: "قد نندفع ونقول إن هذا لا يعنينا، وإن هذين النظامين العنيفين غير المتسامحين والدينيين الأصوليين، يذكران الأوروبيين بأقبح المراحل التي مرت عليهم في مرحلة ما قبل الحداثة، وهما مقيتان بالدرجة ذاتها، ولا نريد أن نتعامل معهما إلا بالقدر اليسير، ولسوء الحظ فنحن متورطون مع الاثنين".

وتبين الصحيفة أن السعودية حققت شرعية دولية عبر ثروة النفط، وتقول: "نقف أخلاقيا مع النظام السعودي طالما ظلت آبار النفط تضخ، والسعودية تشتري السلاح منا. وعندما عقد ديفيد كاميرون صفقة مع آل سعود، حيث برز مرشحهم رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لم نعرف هل نضحك أم نبكي".

وتقول الافتتاحية إن "الثورة الإيرانية هي نتاج للتآمرات الكولونيالية الجديدة في البلد، التي تتحمل بريطانيا مسؤولية كبيرة عن قيامها. كما أن الأثر طويل المدى لغزو العراق، كان وضع الشيعة في منصب القيادة في بغداد، وهو ما أدى إلى هز ما تبقى من التوازن السني الشيعي في المنطقة. وما تعلمناه من السنوات الـ 13 الماضية، أن الغرب قادر على التسبب بالضرر للعالم الإسلامي، ولكن من الصعب عليه أن يفعل شيئا جيدا له. وإذا كان هذا صحيحا في أفغانستان والعراق، فهو صحيح بشكل متساو لأي دور لعبه الغرب بين السنة والشيعة، وهو نزاع طائفي قديم يعود إلى أيام النبي".

ومن هنا تدعو الصحيفة الغرب، الذي أدرك نتائج تدخلاته العسكرية الخطيرة، لأن يتحرك بحذر. 

وتربط الافتتاحية الجولة الأخيرة من التوتر بما تراه نتائج المحادثات الناجحة، التي هدفت إلى وضع رقابة على تطوير إيران لبرنامجها النووي، فلم ترض الرياض بذوبان الجليد بين الغرب وإيران بعد توقيع الاتفاق، وعليه فإن تصعيد التوتر ينبع من تلك اللحظة. وتقول إن الحرب التي لا ترحم، والتي تشنها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، هي تعبير عن ذلك التصعيد.

وتجد الصحيفة أن "على السعودية أن تقوم بإصلاحات إن أرادت البقاء، ومنها يجب وقف حملة الإعدامات، التي زادت منذ وصول الملك سلمان قبل عام إلى الحكم". 

وتختم "إندبندنت" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن قرار الحكومة البريطانية إلغاء برنامج تدريب وإصلاح السجون السعودية كان إشارة متأخرة للرياض بأن لندن مستعدة لاتخاذ مواقف، و"نحن بحاجة إلى خطوات مثل هذه".
التعليقات (1)
عارف
الثلاثاء، 05-01-2016 04:17 م
خسئتم ايها البريطانيون انتم لستم حلفاء للسعودية بصورة خاصة اوللسنة بصورة عامة انتم اصدقاء حقيقيون للقتلة والمجرمين ايدتم اسرائيل فى اجرامها وقلنا ان اسرائيل مدللة عند الغرب وصبرنا على مضض واذ بنا نفاجا بان المجرم المجوسى الايرانى اصبح مدللا عندكم وانتم الان تتسترون على جرائمه وعبثه