مقالات مختارة

الإسلاميون يطالبون بأردوغانهم

أواب المصري
1300x600
1300x600
أضفى الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات النيابية التركية فرحة وبهجة لدى شريحة واسعة من المسلمين حول العالم، الذين وجدوا في هذا النصر بارقة أمل في زمن أغبر عمّ فيه السواد. 

في مقابل الفرحين بالإنجاز التركي الكبير، عمّ الصمت شريحة أخرى وجدت في استمرار نجاح حزب العدالة والتنمية عقبة في طريق المشروع الذي ينتمون إليه، ونزع البريق الذي يعتقدون أنه مازال يحيط بهم. 

هؤلاء القوم ابتكروا أسباباً وأعذاراً تبرر النجاح الذي تحقق في تركيا، فمن الاتهام بتزوير النتائج، وممارسة حزب العدالة والتنمية ترهيب الناخبين وتخويفهم من المخاطر الأمنية، وقمع الإعلام.. وغيرها من الاتهامات التي أثبتت الوقائع أنها أضغاث أحلام. حقيقة واحدة رفض المستاؤون من الفوز الأردوغاني الإقرار بها، وهي أن الانتصار الكبير الذي تحقق في تركيا كان شهادة ثقة كبيرة بحزب ومشروع الرئيس رجب طيب أردوغان.

حار هؤلاء القوم بأمرهم، فاصفرت وجوههم، وزاغت عيونهم، وتلعثمت ألسنتهم ولم يدروا ما يقولون، فهم لم يعتادوا التعايش مع واقع نجاح الآخرين وتحقيق الانتصارات، فهم تربوا على فكرة أنهم وحدهم من يحملون راية النصر والقدسية والمقاومة وعلى الآخرين اللحاق بهم لا أن يشاركهم فيه. ونتذكر جميعاً خلال العدوان الأخير على غزة حين نجحت المقاومة الفلسطينية في استهداف حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد بعد حيفا، ساد القوم صمت مريب، وتبعثرت كلماتهم، فسخّفوا ما حصل وحاولوا تجاهله طالما لأنه لم يأت على أيديهم.

ما يجب التأكيد عليه هو التالي: نعم من حق الإسلاميين في العالم العربي الفرح بما حققه حزب العدالة والتنمية في تركيا، من حقهم الشعور بالانتماء لمشروع الذي يحمله هذا الحزب، واعتبار الرئيس التركي زعيماً كبيراً وهامة إسلامية، سواء أعجب هذا الأمر الآخرين أم لم يعجبهم. من حق الإسلاميين أن يفرحوا لأي انتصار يحققه الإسلاميون حول العالم، سواء كان حزباً أو جماعة في أي مكان من العالم طالما أنهم يحملون مشروعاً إسلامياً وطالما أنهم وصلوا بثقة الناس وتأييدهم من خلال وسائل ديمقراطية دون ضغط أو إكراه، لا ينتظرون إذن أحد ولا يلقون اعتباراً لأي تشكيك أو اتهام في وطنيتهم.

الفرحة بالفوز الذي حققه الطيب في تركيا كان مضاعفاً، ليس فقط لأنه جاء بعد أشهر من محطة انتخابية شهدت تراجعاً واضحاً في شعبيته ومكانة حزبه، بل لأن الجميع يدرك أن التجربة الإسلامية التركية تشكل للبعض غصة في الحلق، الذين يعتبرون أنها الحلقة الأخيرة في مسلسل إجهاض المشروع الإسلامي والانقضاض عليه والرقص على جثث أصحابه، فلم يبق أمام أعداء هذا المشروع من العرب والعجم إلا تركيا، فدفعوا الملايين لشراء الذمم ووسائل الإعلام لتشويه الحقائق وطمسها، فنجاح أي تجربة إسلامية ديمقراطية ولو في بلد بعيد عنهم يكشف عوراتهم ويفضح سوءهم وفسادهم.

(الشرق القطرية)
2
التعليقات (2)
خالد محمد باعباد
الإثنين، 09-11-2015 02:35 م
على الرغم من أنه يشتمل على الكثير من المنطق إلا أنني أصر على أن هذا الكلام يغلب عليه النكهة الإخوانية المصرية الفاشلة وللأسف لأنه مستفز ومن دون تقديم فايدة تذكر
خالد محمد باعباد
الإثنين، 09-11-2015 05:28 ص
على الرغم من أنه يشتمل على الكثير من المنطق إلا أنني أصر على أن هذا الكلام يغلب عليه النكهة الإخوانية المصرية الفاشلة وللأسف لأنه مستفز ومن دون تقديم فايدة تذكر