سياسة عربية

لوباريزيان: هولاند يزور المغرب لطمأنة الملك محمد السادس

المغرب يضغط على فرنسا في ما يتعلق بالقضية السورية - أرشيفية
المغرب يضغط على فرنسا في ما يتعلق بالقضية السورية - أرشيفية
مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للملكة المغربية، المقررة نهاية هذا الأسبوع، نشرت جريدة "لوباريزبان" الفرنسية تقريرا يتطرق لدلالات هذه الزيارة، اعتبر أنها تأتي في سبيل بث رسائل طمأنة للعاهل المغربي.

وحسب التقرير الذي ترجمته صحيفة "عربي 21"، فإن الزيارة المرتقبة، والتي تأتي بدعوة من الملك محممد السادس، تعبر عن رغبة لدى الرئيس الفرنسي في تهدئة الأجواء بين البلدين خصوصا بعد ما عرفته من توتر على إثر الأزمة الديبلوماسية-القضائية التي عاشتها العلاقات بينهما طوال سنة.

واعتبرت الجريدة الفرنسية: أن الزيارة الخاصة التي قام بها الملك محمد السادس للجمهورية الفرنسية، شهر شباط/ فبراير الماضي، والتي تم استقباله فيها من طرف الرئيس هولاند، كانت بمثابة بداية لعودة الدفء في العلاقات بين البلدين، مع ما تلاها من الزيارات المتبادلة بين وزراء المملكة والجمهورية.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن العلاقات الفرنسية - المغربية تعرف عودة الدفء إليها، على الرغم من بعض الحوادث التي كانت تهدد صفاءها، كقضية اتهام الصحفيين الفرنسيين "إيريك لوران" و"كاثرين غراسيي" بمحاولة ابتزاز الملك محمد السادس، في مقابل عدم نشر كتاب لهما يتحدث عن الأسرة الملكية المغربية، في وقت يتحدث فيه المتهمان، اللذان يتابعان تحت السراح المؤقت بعد إطلاق سراحهما، عن "وقوعهما في فخ".

هذه الحادثة أسالت الكثير من المداد في البلدين، إلا أن الرئيس الفرنسي وصفها بـ"الفيلم الرديء"، مؤكدا على أن الرباط وباريس ترتبطان بعلاقة صداقة قوية.

إلى ذلك، قالت الجريدة إن المغرب يسعى إلى تحقيق تقارب أكثر قوة مع الجمهورية الفرنسية، واضعا في مقدمة اعتباراته الشراكة الاقتصادية المهمة التي تجمع البلدين، وفسر التقرير هذا السعي باعتقاد الجانب المغربي أن الرئيس هولاند، قريب أكثر من الجزائر التي زارها لمدة ساعتين شهر حزيران/ يونيو الماضي للقاء "صديقه" عبد العزيز بوتفليقة.

وأكد التقرير ذاته على أن هذه الزيارة الخاطفة لم ترق للقصر الملكي في المغرب، خصوصا في ظل توتر علاقاته مع الجزائر، الأمر الذي يرجع بالأساس إلى دعم هذه الأخيرة لجبهة "البوليساريو" التي تطالب باستقلال "الصحراء الغربية".

زيارة رد عليها الملك المغربي بإظهاره لـ"تفضيله" للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، تورد الجريدة، وذلك من خلال تخصيصه لاستقبال كبير له، خلال يومين، تداول معه خلالهما "العلاقات المتميزة" بين بلديهما.

وخلص التقرير نفسه إلى أن كلا من فرنسا والمغرب يريدان وضع العلاقات الاقتصادية التي تربطهما في مقدمة اهتماماتهما، وهو ما استدلت عليه "لوباريزيان" برمزية استقبال هولاند في مدينة طنجة شمال المغرب، حيث يقع مصنع ضخم لشركة السيارات الفرنسية "رونو"، هذا إلى جانب كونها سترتبط بمدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، عن طريق خط قطار فائق السرعة تتولى شركة "ألستوم" الفرنسية مهمة تصنيع عرباته.

وأوردت الجريدة الفرنسية أن نهاية الأسبوع هذه لن تمر دون تداول الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند في الأزمة السورية، لايجاد توافق في موقفي البلدين من هذه القضية، حيث أشار التقرير إلى أن الرباط تمارس ضغطا كبيرا في هذا الصدد على باريس، شبهته بالضغط الذي مارسته المملكة على فرنسا إبان توجيه هذه الأخيرة ضربات تستهدف الجهاديين في شمال مالي، وهو الموضوع التي تم تداوله كذلك مع الجزائر على إثر زيارة وزير خارجيتها لباريس نهاية الأسبوع الماضي "دون ضجة كبيرة".
التعليقات (0)