اقتصاد عربي

خسائر فادحة في بورصات الخليج ومصر تفقدها ملياري دولار

هناك مخاوف من وقوع أزمة مالية عالمية جديدة تقودها الصين - أرشيفية
هناك مخاوف من وقوع أزمة مالية عالمية جديدة تقودها الصين - أرشيفية
هوت البورصات العربية بنحو حاد في نهاية تعاملات الأحد، مقتفية أثر التراجع في أسواق الأسهم والسلع الأولية العالمية، في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني، وهو ما أجج المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي.

وحققت أسواق السعودية ودبي وأبوظبي وقطر ومسقط أكبر خسائر في يوم واحد منذ ثمانية أشهر.

وقال محمد الأعصر، مدير إدارة البحوث لدى بنك الكويت الوطني: "هناك مخاوف من وقوع أزمة مالية عالمية جديدة تقودها الصين، وهو ما تسبب في حالة من الذعر والخوف لدى المستثمرين أثرت على كافة أسواق العالم، وأعاد للأذهان أزمة عام 2008".

وفي أيلول/ سبتمبر 2008، بدأت أزمة مالية عالمية كانت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير في عام 1929، وكانت بدايات الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية ثم امتدت للدول الأوروبية والآسيوية والخليجية والدول النامية التي ترتبط اقتصاداتها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، وقد وصل عدد البنوك التي انهارت وقتها في الولايات المتحدة نحو 19 بنكا.

وأضاف الأعصر، في تصريح صحفي: "تكبدت أسواق النفط والأسواق العالمية خسائر فادحة بالجلسة السابقة وهو ما أثر كثيرا على أداء الأسواق العربية فى تداولات اليوم، أعتقد أن هذه الخسائر قد تستمر لفترة ليست بقليلة لحين ظهور أي محفزات إيجابية أو بوادر على تعافي الصين".

وتتفاقم مخاوف المستثمرين حول العالم من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، خاصة بعدما انكمش نشاط المصانع الصينية بأسرع وتيرة له في ست سنوات ونصف، في آب/ أغسطس الجاري.

وفي الأسبوع الماضي، سجلت الأسهم الأمريكية أكبر خسائر أسبوعية منذ نحو أربع سنوات، وهبطت أسعار النفط للعقود الآجلة، لتواصل خسائرها للأسبوع الثامن على التوالي في أطول وتيرة أسبوعية منذ آذار /مارس 1986.

وتابع الأعصر: "أعتقد أن خفض النظرة المستقبلية لتصنيف ديون السعودية بسبب انخفاض أسعار النفط، كان أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في أداء أسواق الخليج".

وعدلت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، الجمعة الماضي، النظرة المستقبلية للسعودية إلى سلبية من مستقرة، وأبقت على تصنيفها الائتماني عند الدرجة "AA"، وأرجعت ذلك إلى توقعاتها بأن تحدث الصدمات المالية المزدوجة تدهورا في الوضع المالي للمملكة.

وكانت بورصة دبي الأكبر خسارة بين الأسواق بعدما هوى مؤشرها الرئيسي بنسبة 6.96%، وهي أكبر وتيرة خسائر يومية في ثمانية أشهر، ليغلق عند 3451.48 نقطة وهو أدنى مستوي له منذ أواخر آذار/ مارس الماضي.

وهوت معظم الأسهم المتداولة وتصدرها "الاتحاد العقارية" و"أملاك" للتمويل و"دبي للاستثمار" و"داماك" العقارية و"أرابتك" القابضة و"سوق دبي المالي" و"إعمار" العقارية بنسب بين 8.3% و10%.

وتراجعت بورصة العاصمة أبوظبي بنسبة 5.01%، وهي أكبر خسائر في يوم واحد منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ليغلق مؤشرها عند 4286.49 نقطة وصولا إلى أدنى مستوياته منذ منتصف آذار/ مارس الماضي.

وأغلقت جميع الأسهم المتداولة على تراجعات حادة بنسب وصلت إلى 10%، وجاء من بينها "دانة غاز" و"منازل" العقارية و"سوداتل" للاتصالات و"إشراق" العقارية و"الدار" العقارية و"اتصالات".

وهبطت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، وسط عمليات بيوع واسعة على غالبية أسهمها ونزل مؤشرها الرئيسي لأدنى مستوياتها منذ منتصف كانون الأول /ديسمبر الماضي، بعد تراجعه بنسبة 6.86% مسجلا أكبر وتيرة خسائر يومية في أكثر من ثمانية أشهر.

وانحدرت البورصة المصرية لأدنى مستوياتها منذ مطلع كانون الثاني/ يناير 2014، وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 15.46 مليار جنيه (1.97 مليار دولار)، فيما هبط المؤشر الرئيسي بنحو 5.42% وهي أكبر وتيرة خسائر يومية منذ 33 شهرا، مواصلا بذلك تراجعه للجلسة الثامنة على التوالي بخسائر جاوزت 16%.

وكانت المؤسسات الأجنبية المشتري الوحيد في السوق المصرية بعدما حققت صافي شرائي بأكثر من 23.5 مليون جنيه (3 ملايين دولار) في محاولة لاقتناص الفرص بعد هبوط معظم الأسهم إلى مستويات هي الأدنى منذ عدة سنوات.

وهبطت أسهم "جلوبال تيليكوم" و"بايونيرز القابضة" و"بالم هيلز" للتعمير و"عامر القابضة" و"سوديك" العقارية و"المصرية للاتصالات" و"هيرميس" و"أوراسكوم للاتصالات" بنسب بين 6.7% و8.4%.

وأغلقت بورصة قطر على الانخفاض السادس على التوالي، ونزل مؤشرها الرئيسي اليوم بنسبة 5.25%، محققا أكبر خسائر في يوم واحد منذ أكثر من ثمانية أشهر، ليغلق عند أدنى مستوياته في أكثر من عام ونصف بفعل هبوط الأسهم الكبرى، وفي مقدمتها "الخليج الدولية" بنسبة 10% و"ودام" الغذائية بنسبة 10% و"مجموعة المستثمرين" بنسبة 8%.

وتراجعت بورصة مسقط بنسبة 2.94%، وهي أكبر خسائر يومية في ثمانية أشهر لتهبط صوب أدنى مستوياتها منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وهبطت بورصة الكويت لأدنى مستوياتها في عامين ونصف، ونزل مؤشرها السعري بنسبة 2.36%، وهي أكبر وتيرة تراجع يومية في خمسة أشهر، مدفوعا بهبوط معظم الأسهم الصغيرة والمتوسطة، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 600 مليون دينار (1.98 مليار دولار).

وأغلقت بورصة الأردن على انخفاض بنسبة 1.11% لتوقف اتجاه صعودي دام لنحو ثمانية جلسات متتالية تجاهلت خلالهم الموجة الهبوطية التي اجتاحت معظم أسواق المال حول العالم.

وكانت بورصة البحرين الأقل خسارة بعد هبوط مؤشرها بنسبة 0.37% مدفوعا بتراجع أسهم البنوك التجارية بصدارة "مصرف السلام" و"المصرف الخليجي التجاري" و"بنك البحرين الوطني" بنحو 8.7% و4.7% و 0.68% على التوالي.
التعليقات (0)