سياسة عربية

حماس تتوعد السلطة بـ"الحساب" إذا استمرت الاعتقالات

ندوة حركة حماس ضد الاعتقال السياسي بالضفة ـ الأناضول
ندوة حركة حماس ضد الاعتقال السياسي بالضفة ـ الأناضول
حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مؤتمر صحفي لها اليوم، المسؤولية الكاملة لما يجري في الضفة الغربية من حملة اعتقالات "سياسية مسعورة" لقيادات وعناصر حماس، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال الناطق باسم "حماس" عبد الرحمن شديد، خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم في غزة، وتابعه "عربي21": " إن السلطة تهدف إلى استئصال الحركة، وتصفية مشروع المقاومة خدمة لأمن الاحتلال وتجسيدا للتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال".

وحذر شديد من خطورة تداعيات التصعيد ضد حركته وقياداتها، مؤكدا أن "الشعب لن يصبر أمام هذه الاعتداءات الخطيرة".

وأكد أن استمرار الاعتقالات هو بمثابة "نسف لجهود المصالحة، وإزهاق لمشروع الوحدة"، داعيا الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية إلى "التراجع عن سياستها في خدمة الاحتلال والالتفاف حول المشروع الوطني الفلسطيني".

وشدد على أن الادعاءات التي تسوقها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بوجود خلايا، هو ادعاء "سخيف وكاذب يهدف إلى تبرير حملة الاعتقالات"، مشيرا إلى تصريحات محافظ نابلس أكرم الرجوب، أمس الإثنين بأن :" كل حمساوي سيكون هدفا للأجهزة الأمنية"، والتي تؤكد على أن الحركة أمام "مشروع استئصال منظم ومبرمج وليس اعتقالات عفوية".

ودعا شديد، إلى ضرورة الضغط على السلطة والاحتلال لوقف حملة الاعتقالات قبل خروج الأمور عن السيطرة، وضرورة اتخاذ الفصائل الفلسطينية موقف جاد وقطع الطريق أمام المزيد من الاعتقالات بحق أبناء الحركة.

وأهاب بالمؤسسات الحقوقية أن تعمل على "تسليط الضوء على معاناة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة وفضح ممارساتها في تعذيبهم نفسيا وجسديا".

لفت انتباه

من جهته اعتبر الباحث والمحلل الفلسطيني، رائد أبودير، أن "بيان حماس جاء ردا على الحملة الأمنية التي تقوم بها أجهزة السلطة الفلسطينية، والتي تستهدف قيادات وأعضاء حركة حماس في الضفة الغربية".

وقال رائد أبودير، في تصريح لـ"عربي21"، البيان "محاولة من سلطة الضفة للفت الانتباه إليها، خاصة وأن هناك عدة مؤشرات تقول بأن الشركاء الدوليين لمحمود عباس يتجاهلونه في الفترات الأخيرة مقابل التقارب مع حماس".

وأوضح أبو دير، أن محمود عباس يعيش عزلة دولية غير مسبوقة، خاصة بعد الحديث المتزايد عن التفاهم بين حماس والسلطات المصرية، مما انعكس إيجابا على فتح المعبر في ظل ترقب لتوسع العلاقة وتجاوز الخلافات السابقة".

وأضاف أن المؤشر الثاني يتمثل في التقارب بين حماس وبين دول العالم، من خلال اللقاءات التي تجريها القيادة السياسة للحركة مع مؤسسات وشخصيات دولية.

وزاد الباحث، إلى "أن الاحتلال بدوره يبحث (إعادة إعمار غزة) في علاقة مباشرة مع حماس، بعيدا عن وساطة سلطة محمود عباس أبو مازن".

وشدد رائد على أن "حماس لم تغلق ببيانها باب الحوار مع السلطة وباقي الفصائل الفلسطينية، فرغم محاولات محمود عباس إغلاق باب الحوار فإن ما تمثله حماس من ثقل لدى الفصائل الفلسطينية يجعلها تراعي هذا الجانب في علاقتها مع السلطة".

ورفض الباحث القول "بأن حماس من خلال بيانها الناري، تهدد بالتصعيد في الضفة"، معتبرا أن "الحركة هي من يحرص على وحدة الموقف الفلسطيني، وبالتالي فهي لن تنجر إلى التصعيد الأمني مع السلطة".  

فتح ترد

من جانبه، أكد أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، في تصريح خاص لـ"عربي21" عقب انتهاء مؤتمر حركة "حماس"، أن حركته لديها "موقف واضح تجاه الاعتقال السياسي ونحن نقف ضد أي اعتقال من هذا النوع".

وأوضح أن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية والتي تشن حملة الاعتقالات تقول: أن هذه الاعتقالات أمنية وليست سياسية"، موضحا أن حركته "تصدق" ما تقوله الأجهزة الأمنية في الضفة.
وأفاد بأن حركته "تتابع تتطور الأحداث لمعرفة أسبابه وأبعاده"، مؤكدا أن قيادة حركة "فتح"، ستعمل على "حل هذه المشكلة" كي لا تتسبب بتردي الأوضاع الفلسطينية أكثر من ذلك.

بيان حماس

وهددت حركة حماس السلطة الفلسطينية، في بيان لها وصل "عربي21"، بما وصفته بـ"حساب الشعب"، وقالت "لا تتمادوا، فلن ينفعكم سادتكم حين يحين حساب الشعب، كأنكم لا تعرفون حدود صبر شعبكم، ولا تعرفون قيمه وعاداته ورجولته، وكأنكم غركم هذا الصبر".

وحملت "حركة حماس محمود عباس المسؤولية الكاملة عن حملة الاعتقالات المسعورة ضد أبنائها وعن مشروع الاستئصال الذي يمارس ضد الحركة لصالح أمن الاحتلال وعن كل التداعيات المترتبة على هذا التصعيد الخطير".
 
وكشفت حماس، أن حملة الاعتقالات "الواسعة والمستمرة"، شملت كل الفئات الاجتماعية، وبلغ عدد المعتقلين منذ 2 تموز/ يوليو الجاري حتى وقت إعداد هذا التقرير، ما يزيد عن 200 معتقل يتوزعون على مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة.

وبينت أن من بين المعتقلين، 37 طالبا جامعيا و98 أسيرا محررا، مؤكدة أن معظم المعتقلين "يتعرضون لعمليات تعذيب قاسية، وهو ما أدى إلى دخول 11 معتقلا منهم في إضراب مفتوح عن الطعام".
التعليقات (0)