مقابلات

"عربي21" تحاور معارضا إيرانيا عن وضع الداخل وسياسة الخارج

الدكتور بيهروز بيهدودي: الايرانيون يكافحون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان - عربي21
الدكتور بيهروز بيهدودي: الايرانيون يكافحون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان - عربي21
يمثل الدكتور بيهروز بيهدودي أحد أبرز النشطاء الايرانيين في الخارج، حيث يعمل على مدار الساعة من أجل دعم التحول الديمقراطي في بلاده، ويكره أن يوصف بأنه "معارض" إيراني، حيث أنه أكاديمي وباحث وناشط ومؤسس ومدير "مركز الديمقراطية لايران" الذي يتخذ من مدينة تورنتو في كندا مقرا له.

يعتبر مركز "الديمقراطية لإيران" واحد من المؤسسات غير الربحية الناشطة في مجال الدعوة لنظام ديمقراطي في إيران، أسسه ويديره الأكاديمي الدكتور بيهدودي الذي ولد في إيران وترعرع فيها قبل أن يغادرها لتلقي تعليمه في أستراليا والولايات المتحدة وكندا ويبدأ من هناك الكفاح من أجل التحول الى الديمقراطية في بلاده.

يعتقد بيهدودي –بحسب ما قال لــ"عربي21" أن حركة الإصلاح في إيران فشلت حتى الآن، وأن المعارضة الحقيقية هي مجموعة المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للشعب الإيراني، مشيراً إلى أن "هذه المطالب هي أكثر ما يخيف النظام في إيران وليس القوى المنظمة".

كما يؤكد بيهدودي لــ"عربي21" أن إيران أخطأت في التدخل بشؤون الآخرين من الدول الجارة، ابتداء من لبنان فسوريا والعراق، وأخيرا في اليمن، كما يبدي اعتقاده أيضا بأن النظام الإيراني أخطأ بسياسة العداء للغرب، وهي السياسة التي تسببت بمعاناة كبيرة للشعب  الإيراني.

وفيما يلي النص الكامل لحوار "عربي21" مع الأستاذ الجامعي والأكاديمي الإيراني الدكتور بيهروز بيهدودي: 


• كيف تنظرون إلى الاتفاق الأخير بين إيران والقوى الغربية، والاتفاق الوشيك الذي يجري التفاوض بشأنه لرفع العقوبات عن طهران.. هل تعتقد أننا أمام تحالف جديد؟

بشكل عام سيأخذ الأمر بعض الوقت، قبل أن تعيد إيران والقوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية ذات معنى، لأننا نتحدث عن 36 عاماً من العداوات غير الضرورية والمبالغ بها، والتي كانت بشكل خاص بسبب النظام الإيراني وعدائه للولايات المتحدة. 

لا نستطيع أن نتوقع بأن يبدأ حكام إيران غدا كيل المديح للأمريكيين بعد عقود من وصفهم بأنهم "الشيطان الأكبر"، ولذلك فإنه من أدنى مستويات اللياقة أن يشرحوا للإيرانيين الذين يعانون، لماذا أخذوا البلاد إلى حافة الإفلاس بسبب الأيديولوجيا القائمة على عداء الأمريكيين. 

أعتقد أن الخلاف النووي بين إيران والغرب يجب أن ينتهي قبل أن يزحف الشعب الإيراني نحو الديمقراطية، لأن استمرارية هذا الصراع يمثل لعبة في أيدي النظام لتوجيه اللوم إلى كل طرف في العالم بأنه هو الذي يتحمل مسؤولية الأزمة، دون أن يتركوا فرصة للشعب الذي يعاني من العقوبات بأن يكون لديه الوقت ليفكر في مزايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.


• بحسب رأيك.. ما هو المشروع الايراني في المنطقة؟ ولماذا تحارب إيران في العديد من الجبهات (سوريا، اليمن، العراق.. وأماكن أخرى)؟

النظام الإيراني يسمح لنفسه على الدوام التدخل في شؤون الدول الأخرى، بما يشكل ضرراً للشعب الإيراني ولشعوب الدول التي يتم التدخل في شؤونها. الصراعات الحالية المتورط بها الحرس الثوري الإيراني، من سوريا إلى العراق إلى لبنان، وحالياً في الأزمة اليمنية، إذا كانت بالفعل تمثل مشكلة لإيران فمن المفترض أن يتم حل هذه المشاكل عبر الوسائل الدولية وبجهود إحلال السلام وليس بطريقة التدخل العسكري المباشر. 

أعتقد أنه يتوجب على النظام الإيراني من خلال الانخراط في المنطقة أن يتحمل مسؤوليته في إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط، ويجب إجباره على وقف التدخل في شؤون الدول الأخرى، والقضايا الداخلية للآخرين، والالتزام بهذه المعايير إذا كان يريد أن يتم التعامل معه بشكل جدي من قبل جيرانه ومن قبل المجتمع الدولي.


• القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.. لماذا؟

علينا أن نكون واقعيين هنا، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية تقوم بإدانة الانتهاكات المتزايدة لحقوق الانسان في إيران وغيرها بين الحين والاخر، إلا أن سياساتهم الخارجية يتم تحديدها دوماً بحسب اهتماماتهم الوطنية، وفي نفس الوقت ففي إيران نحن نتعامل مع نظام يعرف الحدود اللازمة للقمع ضد شعبه من أجل أن يظل ممسكاً بالسلطة.

ومنطقة الشرق الأوسط عانت كثيراً من الديكتاتوريات التي حكمتها، وآن الأوان لأن تصبح فكرة الديمقراطية وحقوق الإنسان أولوية لشعوب هذه المنطقة، وهذا يتم من خلال التعليم، والمجتمعات المنفتحة، وإنشاء مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك عبر التواصل مع المجتمعات الصناعية المتقدمة، كما يجب على الحكومات في منطقة الشرق الأوسط أن تدعم بصدق المؤسسات المدنية التي تزداد بصورة مضطردة. وبالمناسبة فهذه المبادئ والأهداف هي التي نؤمن بها وندعمها في مركزنا الذي يحمل اسم (Centre for a Democratic Iran). 


• كيف تنظر الى قوى المعارضة في إيران؟

- المعارضة في إيران يجب أن لا يتم النظر إليها بالطريقة التقليدية كمجموعات منظمة، حيث أن حركات المعارضة موجودة في ظل نظام يمارس قمع لا يتزعزع.

إلى ذلك، لدينا العديد من الطبقات الاجتماعية التي تشكل معارضة قوية لنظام الملالي الموجود حالياً في إيران، واحدة من هذه الطبقات موجودة ضمن المؤسسة الدينية ذاتها، وهي تعارض الأفكار التي تعود إلى القرون الوسطى والتي تقوم على الديكتاتورية المطلقة لحكم آية الله الخميني.

أيضا لدينا حركة الإصلاح والتي تطالب بإصلاح النظام الحالي بقدر الإمكان لكنها فشلت فشلا ذريعا حتى الآن.

وإضافة إلى ذلك يوجد لدينا في إيران ما أسميه أنا باسم "المعارضة الحقيقية"، وهي التي تمثل مجموعة من المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تطالب بها الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني، وهذه المطالب لا يمكن تجاوزها كونها تشكل حياة أمتنا.

وهذه القوى المعارضة غير المرئية هي أكثر ما يخيف النظام في إيران لأنه غير قادر على إلحاق الهزيمة بها. وحركتنا الديمقراطية هي الوحيدة المعارضة القابلة للحياة وهي الوحيدة القادرة على التغيير في إيران.


• ما هو النظام السياسي الذي تأملون أن تشاهدوه في إيران؟ وأي نوع من الدول تطمحون؟

نحن في "مركز الديمقراطية لإيران"، أو ما يسمى بالانجليزية (Centre for a Democratic Iran) نعمل من أجل إقامة نظام علماني ديمقراطي في إيران، وهو النظام الذي يعطي لمواطينا –بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو الخلفية السياسية- صوتا متساويا في البلاد وفي الحكم وفي تحديد مصير الأمة، كما أننا نريد نظاما يعيش بسلام مع جيرانه والعالم.


• كيف تنظر إلى الاصلاحات السياسية في إيران، وهل يمكن أن تنجح في ظل النظام الحالي؟

الشعب الإيراني له تاريخ مشرف في الكفاح من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ونعتقد بأن الشعب الإيراني سيقدم مزيدا من الدعم للحركة الديمقراطية، أما الفصائل المتطرفة في النظام فسوف تواجه مزيدا من العزل.
التعليقات (0)