فنون منوعة

العاصمة عمان.. "الحيطان بتحكي" (صور)

يشتكي الرسامون من الملاحقة القانونية عندما يكون الرسم خارجا عن القانون وعشوائي - عربي21
يشتكي الرسامون من الملاحقة القانونية عندما يكون الرسم خارجا عن القانون وعشوائي - عربي21
في مدينة صنفت بالمرتبة الثالثة ضمن المدن الأبشع على مستوى العالم يسعى رسامون يجيدون "فن الشارع" لكسر جمود الجدران في العاصمة عمان من خلال رسومات "الجرافيتي" التي تحمل في الغالب رسائل اجتماعية.
 
جدران و أدراج بألوان جذابة  للحد من التلوث البصري الذي سببه عشوائية البناء، حيث يعتبر موقع "ucityguides" العالمي والمتخصص في السياحة العاصمة عمان "من أبشع المدن رغم وجودها في وسط تاريخي وحضاري ، إلا أنها تمتلك طرق سيئة وأن شكل العمارة الحديثة فيها غير جذاب".
 
وكسرت رسومات "الجرافيتي" صمت الجدران في قاع المدينة من خلال الرسم على أبواب المحلات التجارية، وبعض الواجهات الأسمنيتة في محاولة لـ "أنسنة المدينة" كما وصفها أمين عمان عقل بلتاجي.

وانتشرت على بعض جدران العاصمة عمان عبارات تدعو إلى الحرية، وأخرى  تحث على الابتسام ومنها ما يؤيد التدخين، وخارج النص انتشرت رسومات بشكل عشوائي تؤيد المقاومة في فلسطين، وعبارات جرافيتي ما زالت منذ العدوان الأخير على غزة.
 
كما انتشرت سابقا إبان فترة الاحتجاجات في الأردن عبارات ورسومات مناهضة للحكومة ورفع الأسعار، سرعان ما طمستها الأجهزة الأمنية بالدهان الأبيض، ومازالت آثارها واضحة.



 
جرافيتي بالتعاون مع أمانة عمان

ويطلق مسرح البلد في العاصمة عمان مشروع للسنة الثالثة على التوالي للرسم على الجدران العامة في شوارع عمان، وبعض المحافظات الأردنية لتعزيز مفهوم "ملكية الشارع و الحي" لدى المواطن الأردني" ويختار المسرح في كل سنة مفهوم واسع يترجمه الرسامون إلى لوحات تعبر عن معتقداتهم بالنسبة لهذا المفهوم.

"نرسم المقاومة"

و اختار المسرح هذا العام 15  فنان أردنيا، بالإضافة إلى ستة فنانين عرب محترفين من فلسطين، سوريا، لبنان، مصر، تونس واليمن لترجمة مفهوم "المقاومة" على الجدران من خلال رسومات تحمل مضمون تنطلق من هذا المفهوم الواسع.

مديرة المشاريع في مسرح البلد لبنى الجقة، ترى أن مشروع "بلدك" للرسم على الجدران يهدف بالدرجة الأولى لتعزيز حس الملكية والمواطنة لدى أحياء معينة من خلال فنون الشارع، ويؤمن القائمون على المشروع أن "المواطنة مرتبطة ارتباط وثيق بشعور الملكية تجاه المدينة".

وعن بداية مشروع الرسم على الجدران تقول الجقة  لصحيفة "عربي21" إن "المرحلة التجريبية كانت السنة الماضية في شارع مسرح البلد بوسط العاصمة ليوم واحد، وكانت تجربة ناجحة جدا، كما تم إنجاز مشروع فنون شارع في مصر اسمه ستي الحيطة سنة 2013 يركز على تمكين المرأة من خلال فنون الشارع لتنقل الفكرة إلى العاصمة عمان، ومحافظات أردنية كالمفرق".

وبالإضافة لتعزيز الشعور بالمواطنة والملكية العامة للشارع،تؤكد الجقة وجود ناحية جمالية "للرسومات"، حيث  يحاول مسرح البلد  الموازنة بين الجمال والقيمة الفنية والمحتوى والرسالة، إذ يرسم الفنانون رسومات تعبر عن قيم معينة يهدفون من خلالها  رفع وعي معين تجاه هذه المفاهيم العامة".



"بنخلي الجدران تحكي" 


و لا يقتصر فن الشارع "الجرافيتي" على الشبان فقط، واستطعن فتيات دخول هذا المجال ورسمن لوحات جعلت الجدارن " تحكي" كما تقول الفنانة ليلى العجاوي التي حولت بريشتها جدارن "بشعة" إلى تحف فنية.

تقول عجاوي لصحيفة "عربي 21"، إنها شاركت بالرسم على جدران في العاصمة عمان، وتفضل اختيار الجدران غير الجميلة التي تحتوي على نتوءات، كون فيها تحد لتحويلها إلى لوحات فنية".
 
وتوجه العجاوي نقدا ذاتيا لفن "الجرافيتي" في الأردن، وترى أنه "من النادر أن تجد رسالة في الرسومات كونه فن جديد حيث يلجأ العديد، وخصوصا المبتدئين من الرسامين إلى استخدام الكلمات، وأحيانا يكون توقيع الرسام اكبر من حجم اللوحة".



ويوجه رسامي الجرافيتي مجموعة من العوائق، من أبرزها  تدمير لوحات الرسامين من قبل فنانين آخرين، وأيضا الملاحقة القانونية للرسم الجدران عندما يكون الرسم خارج عن القانون وعشوائي، فأصل الجرافيتي بدأ على يد فنانين ملثمين يرسمون على الجدران لإطلاق رسائل  معينة".
 
ومن العوائق أيضا "خلو الرسومات من رسالة هادفة بل إن بعضها عبارة شتائم، بالإضافة للخطورة أحيانا عند استخدام رافعة في الأماكن المرتفعة".
 
"فلترة الرسومات"
 
وتؤكد أمانة عمان الكبرى التي تقدم الخدمات للعاصمة عمان، أنها  تقوم "بفلترة" الرسومات الخارجة عن "الأخلاق والعادات الأردنية"، كما تقول مدير مديرية هوية عمان المهندسة نعمة قطناني.

وقال القطناني، إن "رسومات الجرافيتي على جدران عمان كانت بالشراكة مع الأمانة، حيث قامت بعد مشاريع لتجميل المدينة بالتعاون مع فنانين ومنها مشروع تجميل صحن المدينة بالإضافة لنشر رسائل توعوية ومجتمعية وإرشادية للناس، على الواجهات بالمواقع المميزة التي تلفت النظر حيث يتم دراسة الموقع وتشكل لجان لهذه الغاية".



وتقول القطناني، إن "هذا الفن تحكمه أسس وأطر ويجب أن يفلتر، فلا يجوز أن يرسل رسائل سياسية أو أخلاقية تتجاوز أخلاقنا وعاداتنا، كما لا يجوز الرسم على الجدران الخاصة".

وارتبط ظهور فن "الجرافيتي" غالبا بالتعبير عن مواقف سياسية واجتماعية، حيث نشأ في الستينات من القرن الماضي مع ظهور موسيقى "الهيب هوب"، واستخدم الرسامون الطلاء و"البخاخ" للرسم على الجدران العامة أو الخاصة  بشكل غير قانوني دون الحصول على إذن من مالك البناء، ليتطور فيما بعد ويصبح من أشكال الفن الحديث.
 
و يحظر قانون العقوبات الأردني "تخريب الممتلكات العامة والخاصة"، ويفرض عقوبة السجن وغرامة مالية تصل إلى 400 دينار أردني، حيث قامت السلطات الأردنية قبل ثلاثة أعوام بإيقاف نشطاء في الحراك الشبابي المطالب بالإصلاح بعد كتابتهم لعبارات على الجدران، تطالب بخفض الأسعار، وإجراء إصلاحات سياسية.
التعليقات (1)
anthony
الثلاثاء، 26-05-2015 12:54 ص
The capital of the country with one of the world's most fascinating historical sites
الأكثر قراءة اليوم