ملفات وتقارير

اتهامات لتنظيم الدولة بزراعة ألغام في كوباني تهدد المدنيين

الدمار في كوباني بعد طرد الدولة منها - 02- الدمار في كوباني بعد طرد الدولة منها - الاناضول
الدمار في كوباني بعد طرد الدولة منها - 02- الدمار في كوباني بعد طرد الدولة منها - الاناضول

فرضت مشكلة الألغام الأرضية نفسها عائقا كبيرا أمام عودة المدنيين إلى منازلهم في القرى التي سيطرت عليها القوات الكردية والجيش السوري الحر مؤخرا في ريف عين العرب (كوباني) شمال شرق حلب، بعد معارك مع تنظيم الدولة.

وتسببت الألغام التي زرعها تنظيم الدولة بشكل عشوائي في المناطق التي انسحب منها في ريف المدينة، بحسب إحصائية للمشافي الميدانية في المدينة، بمقتل 12 شخصا خلال الشهر الماضي، بالإضافة لوقوع إصابات بين المدنيين، تسببت بعاهات دائمة للبعض منهم.

وتشكل الألغام، ومخلفات الحرب من المواد التي لم تنفجر، خطرا كبير على حياة المدنيين العائدين لقراهم بعد انتهاء المعارك في المنطقة، حيث أكد أحد المدنيين أنه عاد بمفرده، دون أن يصطحب عائلته معه، وأنه قرر المخاطرة بنفسه، للقيام أولاً بإزلة الأنقاض داخل بيته، قبل أن يطلب من أولاده وزوجته الالتحاق به.

لكن صعوبات كبيرة تواجه هذه المهمة التي يتشارك فيها الكثير من السكان الذين فروا من ريف المدينة ذات الغالبية الكردية، بسبب عدم معرفة أماكن زرع الألغام.

ويؤكد رجل آخر أنه شاهد امرأة تعرضت لإصابات بليغة قبل أيام، نتيجة انفجار لغم أرضي مزروع داخل منزلها، وقد نقلت على إثرها إلى أحد المشافي التركية، في ظل غياب الجهات المسؤولة عن مساعدة الأهالي.

ويؤكد فرهاد محمد، في حديث مع "عربي21"، وهو أحد عناصر فريق كتيبة الهندسة المتخصصة بإزالة الألغام، التابعة لقوات الحماية الكردية، عدم توفر الأجهزة الأساسية المطلوبة لإزالة الألغام، مشيرا إلى معاناة الفريق بالكشف عن أماكن الألغام، حيث اعتمد تنظيم الدولة على زراعتها في أماكن عشوائية، وبأحجام صغيرة وأشكال مختلفة، ما يعرقل عمل الكتيبة، ويتسبب بمزيد من الضحايا، حسب قوله.

وأضاف: "يساهم في تفاقم هذه المشكلة عدم وجود عدد كاف من الخبراء في إزالة الألغام، ما سيؤدي لتعرض الكثير من المدنيين إلى خطر كبير، خاصة مع تدفق المدنيين وعودتهم إلى منازلهم، وأنا أخشى وقوع مزيد من الضحايا المدنيين".

لا يبدو أن سكان قرى وبلدات ريف عين العرب (كوباني) ستقتصر معاناتهم لدى عودتهم إلى قراهم على الدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم، وعلى ممتلكاتهم، نتيجة المعارك العنيفة التي دارت هناك، بل سيكون عليهم وهم يلملمون آثار الحرب من بين الممرات، أن يعيشوا حالة الخوف، تحسبا لانفجار أي لغم أو قذيفة لم تنفجر، وهو أمر ينتظر فيه الأهالي أن يجدوا من يساعدهم على تجاوزه.
التعليقات (0)