اقتصاد عربي

ارتفاع سعر الدولار يفسد فرحة المصريين بحلوى المولد

يقبل المصريون بصفة خاصة على الملبن المحشو بالمكسرات - أرشيفية
يقبل المصريون بصفة خاصة على الملبن المحشو بالمكسرات - أرشيفية
تسبب ارتفاع سعر الدولار في مصر، ليصل إلى نحو 7.80 جنيه، في ارتفاع أسعار "حلوى المولد" التي ارتبط بها احتفال المصريين بذكرى المولد النبوي، وتتشكل في غالبيتها من حلوى مستوردة من الخارج، وحتى المحلي منها يدخل في إنتاجه مواد خام مستوردة.
 
ويعود احتفال المصريين بذكرى المولد بالحلوى إلى فترة الحكم الفاطمي، حيث عدّوا الحلوى وقتها إحدى طرق الاحتفال بالمناسبة، سواء عن طريق شرائها للأطفال مثل الحصان، والعروسة المصنوعين من الحلوى، أو غيرها من أصناف الحلوى التي يتفنن المصريون في إنتاجها، واستهلاكها.
 
وفي جولة لـ"عربي21" في الشوادر (محلات متراصة بسوق واحدة)، لوحظ أنها تعرض ألوانا وأنواعا عدة من الحلوى، منها: "السمسمية والحمصية والجوزية والفستقية واللوزية، والبندقية، والفولية والبسيمة وجوز الهند والملبن السادة والمحشو بالمكسرات، وحلوى المكسرات المستوردة، كالبندق والكاجو، واللوز، وعين الجمل، والفخفخينة (ملبن محشو بالنوجة والسمسمية)".
 
وتبدأ أسعار الحلوى من 20 جنيها للكيلوغرام في المناطق الشعبية، وتصل إلى نحو 150 جنيها في المناطق الراقية، بينما تتراوح أسعار علب الهدايا في المحلات الشهيرة ما بين 50 و250 جنيها.
 
ويقبل المصريون بصفة خاصة على الملبن المحشو بالمكسرات، والنوجة السورية، ويبلغ سعر قرص السمسم واللوز تسعة جنيهات هذا العام، مقابل سبعة في العام الماضي، فيما شهدت الأسواق حلوى جديدة هي "الملبن بالشكولاتة".
 
وتحتوى العلبة المتوسطة، وسعرها بين 25 و70 جنيها، على أقراص السمسمية والحمصية والفولية والدومية والبسيمة والملبن، والنوجة.
 
وشكا مصريون لـ"عربي21" من ارتفاع أسعار الحلوى هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، مؤكدين أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن شرائها من أجل إدخال البهجة على أسرهم وأطفالهم، في هذه "المناسبة الإسلامية العزيزة"، وفي الوقت ذاته يجدون أنفسهم مضطرين إلى شراء كميات، وأنواع أقل، مراعاة لدخولهم ورواتبهم المحدودة.
 
ومن جهته، أكد رئيس شعبة الحلويات وعضو مجلس إدارة غرفة القاهرة، صلاح العبد، ارتفاع أسعار الحلوى بنسبة 20 في المئة مقارنة بأسعار العام الماضي، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، والارتفاع الجنوني لأسعار الدولار، التي أثرت على تكاليف الاستيراد، حسبما قال.
 
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن أسعار بعض أنواع المكسرات صعدت بشكل كبير مثل السمسم الذى بلغ 23 جنيها، مقابل 14 جنيها في العام الماضي، والحمص 22 جنيها مقابل 13 جنيها، والفستق 180 جنيها، بسبب الحرب في سوريا، وارتفاع فاتورة الاستيراد من تركيا، وارتفاع أسعار الكرتون ومواد التغليف وأنابيب البوتاجاز، ما يؤثر على المنتج النهائي، ويقع تأثيره على المستهلك، على حد قوله.
 
يُذكر أن دار الإفتاء المصرية أعلنت أن الثلاثاء هو أول أيام شهر ربيع الأول، وبالتالي يصبح يوم السبت 3 كانون الثاني/ يناير المقبل، هو الموافق ليوم 12 ربيع الأول، ذكرى المولد النبوى، وفق العادة المصرية.
 
وفي سياق متصل، أصدرت دار الإفتاء فتوى تجيز الاحتفال بذكرى المولد النبوي، مشيرة إلى أن ما اعتاده الناس من شراء الحلوى، والتهادي بها في المولد أمر جائز في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت، لا سيما إذا انضم إلى ذلك مقصد صالح كإدخال السرور على أهل البيت أو صلة الأرحام، فإنه يكون حينئذ أمرا مستحبا، ومطلوبا، يثيب الشرع على مثله، وفق الفتوى.
التعليقات (0)