سياسة عربية

الأقليات الدينية بالعراق بين الانتماء للوطن والتهجير

عراقيات من الأقليات الطائفية - (وكالات محلية)
عراقيات من الأقليات الطائفية - (وكالات محلية)
تمكن أكثر من عشرين ألف أيزيدياً عراقياً من الفرار من جبل سنجار بمساعدة البشمركة عبر سوريا ومن ثم الذهاب إلى إقليم كردستان الشمالي، وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق جديدة شمال العراق.

وتأتي عملية النزوح في الوقت الذي تصعد فيها الطائرات العسكرية الأميركية من عملياتها الجوية.

وبحسب ما أعلن الجيش الأميركي فإن طائرات عسكرية أمريكية أسقطت لليلة الثالثة على التوالي مساعدات غذائية من أجل عشرات الآلاف من العراقيين الفارين من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في جبل سنجار بشمال العراق.

هذا الالتصاق بالأرض العراقية أكده هنانيا مايا رئيس البيت الآرامي العراقي لـ"عربي 21"، مضيفا أنه "بعد غزو واحتلال العراق تعرض رجال الدين والمواطنين المسيحيين للقتل وتخريب كنائسهم؛ ما أدى إلى هجرتهم للقرى المسيحية في سهل نينوى وإلى الدول المجاورة، وإلى بعض الدول الأجنبية. ورغم استقرار الأوضاع في هذه الدول، إلا أن الحنين للوطن يلازمهم واستبشروا خيراً بالثورة الشعبية؛ ولكنهم تفاجأوا بما جرى للقرى المسيحية في سهل نينوى من استباحة لها من قبل منظمة داعش ومن يقف خلفها من الدول الكبرى والإقليمية وعملائهم في المنطقة والعراق".

وفي إطار الأحداث المتسارعة في شمال العراق، أعلن رئيس الجبهة التركمانية النائب ارشد الصالحي، في بيان حصل "عربي 21" على نسخة منه، أن "البرلمان صوت على قرار يخصص ملاذات آمنة للأقليات المتضررة من الجماعات المسلحة واعتبار ما تعرضت له جرائم ضد الإنسانية".

وعلى صعيد آخر، استنكر بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو، عن قيام تنظيم "داعش" بالهجوم على معظم قرى سهل نينوى وقصفها بقذائف الهاون، والاستيلاء على بعضها وفرض سلطتهم عليها، ما أرعب سكانها ودفعهم إلى مغادرتها.

وقال ساكو في بيان حصل "عربي 21" على نسخة منه، إن "هنالك نحو مائة ألف مسيحي نزح معظمهم سيرا على الأقدام للوصول إلى الإقليم، وإن هذا النزوح الجماعي، ضم أشخاصا كبار السن ومرضى وأطفالاً وحوامل، ومعظمهم حالياً في العراء ويواجهون الموت إذا لم يتوفر لهم المأوى والماء والغذاء في هذا الحر اللاهب".

وفي السياق نفسه، نفذت طائرات تابعة لسلاح الجو الأميركي غارات على مواقع يتمركز فيها عناصر من تنظيم الدولة المسلحة "داعش"، شمال العراق، واستهدفت الغارات الجوية مواقع لمدفعية تخص التنظيم. 

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه أجاز للقوات الأميركية شن غارات جوية ضد عناصر "داعش" في العراق إذا تطلب الأمر ذلك للحيلولة دون ارتكاب هؤلاء مجازر بحق المدنيين. 

الغارات الجوية الأمريكية جاءت بعد دعوة مجلس الأمن الدولي الخميس المجتمع الدولي، في بيان رئاسي صدر بالإجماع، إلى "دعم الحكومة العراقية في مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية"، الذين سيطروا على مناطق في شمال العراق تقطنها أقليات دينية، ولاسيما المسيحية و الأيزيدية، ما دفع بعشرات الآلاف منهم إلى الفرار.

 وكان الرئيس الحالي للعراق فؤاد معصوم قد حذر من "سقوط منطقة ربيعة بيد داعش"، مطالباً "الولايات المتحدة بالتدخل السريع لحماية سكان المناطق التي يحتلها عناصر التنظيم حالياً". 

وطالب في بيان نشر على موقع رئاسة الجمهورية، الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل السريع لحماية سكان تلك المناطق وأغلبهم من أبناء الديانة الأيزيدية والمسيحية، كما دعا إلى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية العاجلة بما يخفف من معاناتهم ويسدّ رمقهم"، في حين أن استمرار الرعب منذ عام 2003، وحتى الآن؛ هو الذي دفع ملايين العراقيين للهجرة في داخل البلاد وخارجها.
التعليقات (0)

خبر عاجل