سياسة عربية

ديلي تلغراف: لماذا يجب على نتنياهو تجنب دخول غزة؟

دبابات إسرائيلية على حدود غزة -  اسوشيتد برس
دبابات إسرائيلية على حدود غزة - اسوشيتد برس

علقت صحيفة "ديلي تلغراف" في افتتاحيتها الرئيسية على دعوة الحكومة الإسرائيلية لجنود الاحتياط، حيث تم استدعاء 40 ألف جندي تمهيدا لغزو بري محتمل لغزة. ورأت الصحيفة في الدعوة آخر وجه من وجوه التصعيد في المواجهة الخطيرة في الشرق الأوسط.

وزعمت الصحيفة اليمينية أن حكومة بنيامين نتنياهو "أظهرت ضبط نفس تستحق الثناء عليه بالرد في عملية جراحية ضد  قواعد حماس والناشطين المعروفين، ومع ذلك قتل عشرات من المدنيين في غزة يضع على حماس ضغوطا شعبية للرد، مما يعني استمرار دائرة العنف".

وأضافت: "هذا ما حصل، ففي ليلة أمس ارتفعت أصوات صفارات الإنذار في تل أبيب حيث أطلقت حماس صواريخ طويلة المدى، مما يضع مطالب شعبية على الجيش الإسرائيلي للدخول لغزة كما فعل عام 2008".

وقالت إن على نتنياهو التوقف فلدى إسرائيل حماية من "القبة الحديدية" ضد الصواريخ وأثبتت فعالية فوق تل أبيب أثناء سيل مشابه من الصواريخ قبل عامين، مضيفة: "صحيح أن الاستفزازات هائلة، فأكثر من 100 صاروخ أطلقت من غزة على إسرائيل، ومن الصعب أن تتوقع من دول أن تمارس سياسة ضبط النفس في مثل هذه الظروف". 

وتدعو الصحيفة  القارئ إلى تخيل الرد البريطاني "لو تعرضت دوفر للصواريخ الفرنسية".

لكن الصحيفة ترى أن انفجار المعركة مع حماس لم يعد مرتبطا فقط بالصراع العربي- الإسرائيلي "المثير للكآبة"، بل مرتبط أيضا بما يجري في أماكن أخرى في المنطقة؛ مثل سوريا والعراق وشبه جزيرة سيناء وبشكل محتمل الأردن ولبنان، مما يعطي ما يجري الآن بعدا جغرافيا- سياسيا خطيرا.

وأشارت إلى أن "الإسلاميين في خلافتهم الجديدة التي أعلنوا عنها قرب الحدود مع الأردن يريدون من العدو المشترك أن يجر للنزاع".

وفي الوقت نفسه  أصبحت سيطرة حماس على غزة مهتزة نوعا ما -بحسب الصحيفة-، ومن هناك هندست اتفاقا مع فتح في الضفة الغربية. وأحد الأسباب التي تجعل من إسرائيل مترددة بشن عملية برية هو بروز جماعات جهادية متطرفة حال انهار حكم حماس في القطاع.

ومن هنا تأمل إسرائيل من خلال تصعيد القصف الجوي وحشد القوات على حدود غزة بإجبار حماس الضعيفة على وقف الهجمات الصاروخية.

وفي حالة فشل هذه الخطة، فسيجبر الجيش الإسرائيلي على دخول غزة، وعندها من الصعب السيطرة على الأوضاع. ففعل هذا قد يشعل مشاكل في الضفة الغربية، حيث التوتر في أعلى مستوياته بعد مقتل الفتى الفلسطيني في عملية انتقامية على مقتل ثلاثة إسرائيليين.

وتكرر الصحيفة المقولة المعروفة عن واحة الديمقراطية "فتبدو إسرائيل المحاطة بالاضطرابات مثل واحة ديمقراطية تعيش هدوءا نسبيا، وبالطبع فأولوية حكومتها يجب ان تكون حماية شعبها، وإذا تم تحقيق هذا بدون إثارة تطرف جهادي جديد، فهو من مصلحة إسرائيل على المدى البعيد".
التعليقات (0)