سياسة عربية

بعد تأجيل العلاج بجهاز "الكفتة".. الشواية تترنح

أثار الجهاز المزعوم جدلا في الأوساط الطبية - أرشيفية
أثار الجهاز المزعوم جدلا في الأوساط الطبية - أرشيفية
كما توقع الكثيرون، أعلن الجيش المصري تأجيل بدء علاج مرضى فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" و"الإيدز" بجهاز جديد لعلاج علاج الفيروسات أطلق عليه اسم CCD لمدة ستة أشهر أخرى.

وعقدت القوات المسلحة مؤتمرا صحفيا السبت – منعت الصحفيين الأجانب من حضوره – للإعلان عن آخر مستجدات بهذا الشأن قبل يومين فقط من الموعد الذي حددته لبدء العلاج بالجهاز.

وكانت القوات المسلحة قد أعلنت منذ أربعة أشهر توصلها لجهاز جديد يقضي على الفيروسات ويمكن استخدامه في علاج مرضى فيروس "سي" و"الإيدز"، وتعهدت بالبدء في استقبال الراغبين في العلاج به بدءا من يوم 30 يونيو الجاري الذي يوافق ذكرى المظاهرات التي مهدت للانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

وأثار هذا الجهاز لغطا كبيرا في مصر حيث شكك المتخصصون في قدرته على القضاء على الأمراض التي عجزت البشرية عن التوصل لعلاج لها منذ عقود بعيدة.

وقال اللواء جمال الصيرفي، مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، إن "الأمانة العلمية تقتضي تأجيل بدء علاج المواطنين لحين انتهاء الفترة التجريبية الانتهاء من متابعة المرضى الذين يخضعون للعلاج بالفعل بالجهاز، وحتى يتم التأكد تماما من أمان الجهاز وقدرته على القضاء على المرض بدون آثار جانبية".

وأكد الصيرفي - في مؤتمر صحفي عقده الفريق الطبي بمجمع كوبري القبة الطبي العسكري السبت - أنه "بعد استعراض الإجراءات التي تمت حتى الآن، فإن مصداقية القوات المسلحة في إخراج هذا الاكتشاف في أحسن صورة تستدعي إجراء مزيد من التجارب البحثية".

وتم خلال المؤتمر، عرض فيلم تسجيلي شمل مراحل ابتكار الجهاز وتطويره والتجارب التي تمت عليه للتأكد من صحته وعدم وجود أي آثار جانبية على المرضى.

وقال العقيد تيسير عبدالعال، أحد أعضاء الفريق الطبي لاختراع الجهاز، إنه لن يتم استقبال المرضى في الموعد الذي أعلنته القوات المسلحة سابقا، وإنما سيتم استقبال عينة محدودة فقط لاستكمال البحوث والتجارب.

وأكد "عبد العال" - خلال المؤتمر الصحفي - أن اللجنة الطبية المشرفة على الجهاز أوصت بضرورة توسيع العينة التي يشملها البحث، وإجراء مزيد من التجارب عليها لمدة 6 أشهر أخرى.

الشواية تترنح

وكما استقبل كثير من المصريين – خاصة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي – الإعلان عن الجهاز قبل عدة شهور بالسخرية وعدم التصديق، واصل هؤلاء تهكمهم وبضراوة أكبر عقب الإعلان تأجيل العلاج بالجهاز الذي اشتهر بينهم باسم "جهاز الكفتة"، مؤكدين أن قادة الانقلاب كانوا يتلاعبون بآلام البسطاء.

ومن بين التعليقات الساخرة حول هذا الأمر، قال أحدهم مستلهما كلمات السيسي "أنا مش قادر أشوي، هاتكلوا مصر يعني؟"
وقال آخر "واضح أن الكفتة لسه مستوتش، لازم نستنى لغاية ما يقدر الجيش يعالجنا".

في حين تهكم أحدهم بقوله: "إيه قلة الذوق دي.. طب كانوا نزلوا بالسلطات يصبروا بيها الناس لغاية مالكفتة تستوي".
وسخر آخر قائلا: "وماله، كل ما اللحمة تقعد أكتر في التتبيلة كل ما تبقى احلى".

بينما علق أحد النشطاء بقوله "الشواية تترنح".

بيع الوهم

وفي تصريح صحفي عقب المؤتمر، قال اللواء إبراهيم عبد العاطي رئيس اللجنة التي ابتكرت الجهاز إن تحديد موعد بدء العلاج في المستشفيات ليس من اختصاصه، وإنه لا يعلم متى ستبدأ القوات المسلحة في استقبال المرضى في مستشفياتها.

وعاد عبد العاطي وأكد أن نسبة نجاح العلاج بالجهاز مضمونة بنسبة 100% من خلال برنامج علاجي يستغرق 6 أشهر يتناول المريض يعدها علاج مكمل باستخدام الكبسولات للقضاء على الفيروس تماما.

وفي سياق ذي صلة، هاجم سياسيون ونشطاء القوات المسلحة واتهموها بالمتاجرة بآلام المرضى، للترويج لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إبان حملته الانتخابية.

وطالبت حركة شباب "6 إبريل" القوات المسلحة يـ "تقديم اعتذار رسمي للشعب المصري وملايين المرضي الذين تم خداعهم طيلة هذه المدة على أمل العلاج، وأعلنت أنها ستقدم بلاغا للنائب العام ضد القوات المسلحة بسبب خداعها للمصريين باختراع وهمي والمتاجرة بمشاعر ملايين المرضى. 

وعلق محمد كمال عضو المكتب السياسي لـ "6 إبريل" - عبر تويتر - ساخرا: "الكفتة حمضت وانكشفت القوات المسلحة على حقيقتها".
كما قال المحامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "القاهرة اليوم"، إنه سينتظر ستة أشهر حتي يرى نتائج علاج فيروس سي وسيتبرع بتكلفة رحلة عمرة لأفراد فريق العمل الذي ابتكره إذا حقق النجاح المنتظر.

وهدد "أبو بكر - المؤيد للانقلاب - عبر حسابه على "تويتر" بتقديم بلاغ للنيابة ضد فريق العمل حال ثبوت فشل الجهاز".

من جانبه قال عز الدين شكري فوشير أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عبر تويتر إن "تأجيل بدء علاج مرضى الكبد والإيدز 6 أشهر كاملة خبر حزين لعشرات الآلاف من المرضى ولعائلاتهم، مشيرا إلى أن بعضهم لن يكون على قيد الحياة حتى ذلك التاريخ.

بينما سخر مصطفى النجار البرلماني السابق من تأجيل العلاج بجهاز فيروس "سي" ، وقال عبر صفحته على "فيس بوك": "المطبلاتية هيختفوا دلوقتى وهيعملوا صايمين"، في إشارة للمدافعين عن الجهاز الجديد.

ودشن نشطاء حملة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "عالجونا ياللى وعدتونا"، مطالبين الجيش بتنفيذ وعدها بعلاج المرضى بدءا من يوم 30 يونيو كما وعدوا من قبل.

ودعا طلاب "حركة مقاومة" في الحملة مرضى فيروس سي والإيدز بالتوجه إلى أقرب مستشفى عسكري لتلقي العلاج.
التعليقات (0)

خبر عاجل