كتاب عربي 21

رسالة إلى لجنة الخمسين

عبد الرحمن يوسف
1300x600
1300x600
يا أعضاء لجنة الخمسين ... وعدتمونا بالمَنِّ والسَّلْوى، وقلتم لنا إن دستوركم المزعوم هو دستور الحريات الذي ليس له مثيل في الأولين والآخرين. هجوتم دستور 2012، دستور (الإخوان)، وقلتم إنه دستور العبيد الذي سيحول مصر إلى دولة عنصرية طائفية، انسحب بعضكم – غيرة على الحريات – من لجنته التأسيسية، لكي لا يكتب في تاريخه أنه اشترك في هذه الجريمة.

إليكم بعض الأخبار، وأتمنى أن يرد أحدكم على رسالتي، أو أن يبدي لنا رأيا في كل هذه الجرائم التي تحدث في مصر.

1 – المصور الصحفي عمر عبدالمقصود يعمل في موقع إخباري مصري (مصر العربية)، اعتقل يوم الإثنين الماضي من منزله، وهو متهم الآن بالانتماء لخلية تحرق سيارات الضباط، متهم بالاشترك في حرق سيارة ضابط على المعاش، في نفس الوقت الذي شهد زملاؤه بالجريدة أنه كان معهم يمارس عمله في موقع آخر ... !!!

حين زاره أهله، وجدوا أظافر يديه ورجليه مخلوعة، وجسده ممتلئا بكل أشكال الكهربة والضرب، سبابة يده اليمنى مكسورة، كدمات في جسمه، يكاد يموت، ورغم ذلك لم يسمح السادة في قسم شرطة "ميت غمر" بإدخال أي أدوية أو أغذية له. استغاث أهله بكل المنظمات، والهيئات، ولم يتحرك أحد.

يا أعضاء لجنة الخمسين ... أهذا ما وعدتم به الناس لكي يصوتوا بنعم على هذا الدستور؟ أهذه مصر بعد دستور الحريات؟

2 – الصحفي عبدالله الشامي ... يعمل في قناة الجزيرة مباشر مصر، وهو معتقل منذ ثمانية أشهر (منذ منتصف أغسطس 2013)، ومضرب عن الطعام منذ حوالي تسعين يوما، وأسوأ ما في الأمر أنه لم يوجه له حتى الآن أي تهمة يحتجز بناء عليها، إنه رجل محتجز دون تهمة، ملقى في السجن، في ظروف سيئة، على وشك أن يهلك، ولم يقابل محققا أو قاضيا حتى اليوم.

هل العمل في قناة الجزيرة أصبح تهمة كافية لإسقاط كافة حقوق المواطن المصري التي يحفظها دستور لجنة الخمسين. يا أعضاء لجنة الخمسين ... أهذا ما وعدتم به الناس لكي يصوتوا بنعم على هذا الدستور؟

أهذه مصر بعد دستور الحريات؟

3 –المواطن حمادة  خليل، بدأتقصته بجدعنة وشهامة ولاد البلد، فقد ذهب يوم الأحد 13 ابريل 2014 ليدفع كفالة لشخص ما في قسم شرطة إمبابة، ولكن ذلك لم يعجب أمين الشرطة محمد الطيب، وبدأ شجار، وأدخل حمادة الحجز دون جُرْمٍ، وحاول الأمين أن يقتله، ولكن الضباط منعوه، وبعد عدة دقائق سمع الجميع صوت الرصاص، لقد أطلق المجرم رصاصتين على ظهره، وقبل أن يقتله بالطلقة الثالثة قال له شامتا :"مش قولتلك انى هقتلك".. كل ذلك حسب شهادة الشهود الذين كانوا معه في الزنزانة، والحكومة الآن تحاول التستر على القاتل.

يا أعضاء لجنة الخمسين ... أهذا ما وعدتم به الناس لكي يصوتوا بنعم على هذا الدستور؟ أهذه مصر بعد دستور الحريات؟

4 –الشاب عمر الشويخ "19 عاما"، هذا الشاب الذي اعتقل وهو في طريقه لكليته بجامعة الأزهر، وقدّم إفادة مكتوبة عبر محاميه بأنه تعرض للاعتداء الجنسي من ضباط يرتدون ملابس مدنية داخل قسم شرطة مدينة نصر ثان، في 24 مارس الماضي، وذلك بعد القبض عليه مباشرة.  

تعرض عمر الشويخ إلى ضرب مبرح، وتعذيب بالصدمات الكهربائية في عضوه التناسلي، وإبطيه، وأصابعه، وحالته ساءت إلى حد يعرض حياته للخطر، وهو الآن في سجن طرة.

5 – الشاب فادي سمير، اعتقل وهو يسير مع أصدقائه في الشارع، لم يعارض حاكما، لم يسر في تظاهرة، بل إنه مؤيد للانقلاب، واتهموه بالتهمة الخالدة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وحين قال لوكيل النيابة "أنا مسيحي"، قال له "تبقى 6 إبريل" ...! تعرض فادي للتعذيب، والاعتداء الجنسي، يقول فادي لجريدة الأوبزرفر البريطانية : "تعرضت للضرب عدة مرات على ظهري وعنقي، وتم استجوابي عن معتقداتي السياسية، وحين لم تعجب إجاباتي الضابط، أمر شرطيا بوضع إصبعه الوسطى في مؤخرتي، وقد فعل ذلك مرتين".

هذا الفيديو لوالده ووالدته يشكوان مما جرى، ويرويان قصة اعتقال وتعذيب ابنهما على اليوتيوب، في مؤتمر في نقابة الصحفيين، ويتهمان الانقلاب بأنه يصنع الإرهاب والإرهابيين.

 https://www.youtube.com/watch?v=t08mLcSd2j8

يا أعضاء لجنة الخمسين ... هذه خمس قصص من آلاف القصص، أدعوكم للرد عليها، وإذا لم تردوا فإني أقول لكم بضمير مرتاح : "لستم أكثر من أدوات استخدمتها دولة الطغيان لكي تعود للبطش، ولو كان فيكم وطنية أو مروءة لقلتم كلمة الحق، ولتحركتم لرفع الظلم، ولكنكم تدركون أن هذه الدولة ليست دولة قانون، وأن هذا الدستور ليس أكثر من ورقة من أجل الرأي العام العالمي لكي يتمكن الانقلاب من تثبيت دعائم دولته، أما المواطن المصري فقد قبلتم أن يكون مداسا بفضل الدستور الذي زعتم أنه دستور الحريات.

 يا أعضاء لجنة الخمسين ... عار عليكم السكوت ... عار عليكم السكوت ...! عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...

موقع إلكتروني :  www.arahman.net

بريد إلكتروني :   [email protected]
التعليقات (1)
نور الهدى
الأحد، 20-04-2014 11:59 م
قصص بشعه وهى نقطة فى بحر وما خفى كان اعظم ,استاذ عبدالرحمن حضرتك تنادى أُناس ماتت ضمائرهم ,هم كتبوا دستور يتيح لهم عمل ما يشاءون ,فحسبنا الله ونعم الوكيل "سلمت لمصر "قلما شريفا يعبر عن صاحبه