بورتريه

بورتريه.. مرشح رئاسي بمرتبة خاسر كبير

بورتريه صباحي
بورتريه صباحي

الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان اعتبرته "الكومبارس الانتخابي" وأنه في النهاية "سينتخب السيسي"، رغم أنه مرشح للرئاسة.

القيادي في "الدعوة السلفية" سامح عبدالحميد حمودة المتحالف مع العسكر، يقول: "إن ماضيه مع إيران مُريب"، وأضاف "سبق وتحالف مع الإخوان في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وربما سيتحالف معهم في انتخابات الرئاسة القادمة".

حمدين صباحي يرد على منتقديه بأنه "لا يقبل أن يكون ديكورا في تمثيلية"، لافتا إلى أنه "لم يخضع لأي ضغوط من مؤسسات كبيرة للترشح كما أشيع".

وأضاف في حديث لقناة "الحياة"، أن "فصيلا كبيرا من الشباب رأى ضرورة ترشحي ممثلاً عنهم، وعن الثورة واعتبروني مؤهلاً لهذا الدور". وأكد أنه "يدخل الانتخابات الرئاسية بنية النصر، لافتا إلى أنه "يتوقع الفوز بنسبة تزيد على الـ 51%".

هو زعيم التيار الشعبي المصري الذي أسسه عام 2012 وقيادي في "جبهة الإنقاذ" ومرشح رئاسي خاسر في الانتخابات الرئاسية الأولى التي جرت عقب ثورة 25 يناير عام 2011.

لُقب بالحصان الأسود في الانتخابات بعد حلوله في المركز الثالث خلف الرئيس الأسير محمد مرسي وأحمد شفيق الذي تقدم عليه بفارق سبعمائة ألف صوت فقط. 

عرف صباحي بمعارضته لنظامي الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، وسجن 17 مرة، وكان أيضا من منتقدي المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد مبارك حيث قال في أحد تصريحاته إن المجلس أساء للجيش المصري بإدارته السيئة للبلاد في المرحلة الانتقالية، وهو يحمل عبدالفتاح السيسي مسؤولية أخطاء المرحلة الانتقالية.

عاصر صباحي، المولود عام 1954، المرحلة الناصرية، وكان عمره عندما توفي الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970 نحو ستة عشر عاما فقرر أن يخلد ذكراه من خلال تأسيس رابطة الطلاب الناصريين في مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقي. 

ومع دخوله كلية الإعلام بجامعة القاهرة ازداد وعيه السياسي والوطني، وشارك في المظاهرات الطلابية المطالبة ببدء الحرب ضد الاحتلال الصهيوني لسيناء، وفي أعقاب حرب أكتوبر عام 1973 بدأ مع رفاقه في تأسيس نادي الفكر الناصري في جامعة القاهرة والذي انتشر في جامعات مصر، وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري المعارض للرئيس أنور السادات.

برز اسمه في انتخابات اتحاد طلاب كلية الإعلام بين عامي 1975 و 1976 ثم نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر بين عامي 1975 و1977.

وفي عام 1977 عقب الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار وإلغاء الدعم، حاول السادات امتصاص غضب الشعب بعقد مجموعة من اللقاءات مع قوى شعبية من بينها لقاؤه مع اتحاد طلاب مصر الذي ضم الصباحي، وانتقد صباحي سياسات السادات الاقتصادية والفساد الحكومي بالإضافة إلى موقف السادات من قضية العلاقات مع العدو الصهيوني.

واعتقل الصباحي على ضوء نقده المباشر للسادات واعتبر في تلك الفترة أصغر مُـعتقل سياسي في مصر.

تخرج من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1976، وواجه صعوبات في العثور على فرصة للعمل في الصحافة أو التليفزيون أو الجامعة، بعد التعليمات الواضحة بتضييق الحصار عليه ومنعه من العمل بالمصالح الحكومية ردا على مواجهته للسادات.

والتحق بصحيفتي "صوت العرب" و"الموقف العربي" صوت التيار الناصري في مصر آنذاك، وساهم مع طلاب اتحاد أندية الفكر الناصري، عام 1979 في صياغة أحد أهم الوثائق الناصرية، وهى "وثيقة الزقازيق" التي بلورت رؤية جيل الشباب الناصري وموقفهم من سياسات السادات.

وفي عام 1981 جاءت موجة اعتقالات ضد قيادات ورموز الحركة الوطنية المعارضة للسادات، وكان صباحي بين قائمة المعتقلين، حيث كان أيضا أصغر المعتقلين سنا.

كان من القلائل الذين زاروا مبعدي مرج الزهور ( 416 ناشطاً فلسطينياً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي) و الذين تم إبعادهم من قبل قوات الاحتلال إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان في كانون الأول/ ديسمبر عام 1992، وقام هؤلاء المبعدين بالمرابطة في مخيم العودة لإرغام سلطات الاحتلال على إرجاعهم و قد نجحوا في ذلك.

نجا صباحي من محاولة فاشلة لاغتياله في مطاردة بالسيارات في عام 1993 عقب إلقائه خطبة سياسية داخل جامعة القاهرة، وعلى إثرها لفقت له السلطة تهمة مقاومة السلطات والشروع في قتل ضابط وهى التهمة التي برأه منها القضاء.

وبعد رحيل السادات، تعرض في عهد محمد حسنى مبارك لسلسلة من الاعتقالات منها عند قيامه بقيادة مظاهرة عام 1997 مع الفلاحين ضد قانون المالك والمستأجر، وهو القانون الذي شرد ملايين الفلاحين الفقراء من أرضهم.

انتخب في عامي 2000 و2005 في دورتين متتاليتين نائبا مستقلا في مجلس الشعب قبل أن يتم إسقاطه في انتخابات 2010 لصالح مرشح من الحزب الوطني المنحل.

تكرر اعتقاله وهو نائب في مجلس الشعب، وبدون رفع حصانته عام 2003، في انتفاضة الشعب المصري ضد نظام مبارك المؤيد لغزو القوات الأميركية العراق، وقد قاد صباحي تلك المظاهرات في ميدان التحرير. وكان من الداعين لمقاومة شعبية ضد أمريكا في حالة عدوانها على العراق ومحاصرة السفارة الأمريكية في القاهرة، في حالة عدم فتح باب التطوع للانضمام للمقاومة الشعبية في العراق.

شارك في نِضال قانوني طويل من أجل تأسيس صحيفة الكرامة، التي صدرت في نهايات عام 2005، وتولى موقع رئيس تحريرها.

شارك في تنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين الذي قام مع مجموعة من رفاقه بعمليات اغتيال لعناصر صهيونية، وجرى اعتقال صباحي على إثرها واتهامه بأنه أحد قيادات الجناح السياسي لتنظيم "ثورة مصر المسلحة".

نجح صباحي في إثارة قضية تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني أثناء مداولات مجلس الشعب المصري عام 2008، وفي نفس العام كان أول نائب مصري يكسِـر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والتقى بعض قيادات حماس من بينهم إسماعيل هنية وأحمد بحر.

اشترك في المظاهرات التي قامت ضد توريث الحكم في مصر من قبل الرئيس المخلوع مبارك وأبنائه. 

كان له موقف خاص من الثورة السورية، فأيدها ضد حكم بشار الأسد، مما تسبب في غضب الفنانة رغدة منه، حيث أعلنت أنها ستغادر مصر في حالة فوزه، إلا أنه رفض في الوقت ذاته تسليح الجيش السوري الحر، مما أدى إلى غضب مؤيدي الثورة السورية.

فاز بانتخابات عام 2011 بدعم من الإخوان المسلمين الذين يحملهم صباحي مسؤولية العنف في مصر.

صباحي يهاجم السيسي منافسه في الانتخابات الرئاسية، دون أن يذكره بالاسم قائلا: "إن الشعب المصري لن يقبل بأي حال من الأحوال إعادة إنتاج فرعون جديد أو حتى العادل المستبد، لأنهما عفا عليهما الزمن، ولم يعودا موائمين لروح العصر".

ورغم أنه يعترض على " المغالاة في الدعاية" لمنافسه السيسي على حد قوله لصحيفة "الوطن" الكويتية، واعتراضه على قرار تحصين قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الذي وصفه بأنه غير دستوري، ألا أن رهانه على مؤيديه من الليبراليين والجماعات اليسارية الشبابية التي ترفض حكم الجيش أو الإسلاميين قد لا يكفي لهزيمة السيسي الذي تضعه الماكينة الإعلامية في مصر في موقع يوازي الأنبياء والصالحين.

هل صباحي مرشح ضروري لإظهار أن السيسي جاء رئيسا بتنافس حقيقي قائم على التعددية؟! أم يقلب الطاولة على الجميع، المؤشرات تقول إنه مرشح رئاسي خاسر حتى قبل بدء الانتخابات بنحو شهر.
التعليقات (0)