سياسة دولية

"القره داغي": مقصرون بحق إخوتنا في أفريقيا الوسطى

لاجئون مسلمون في طابور بمطار بانغي من أجل الحصول على الطعام - أ ف ب
لاجئون مسلمون في طابور بمطار بانغي من أجل الحصول على الطعام - أ ف ب
لا تكاد الأمة الإسلامية تصحو من مأساة حتى تباغتها أخرى، إحدى المآسي الجديدة هي ما يتعرض له المسلمون في أفريقيا الوسطى من مجازر، وقد مارست "بالاكا" أي "عصابة السواطير" عمليات قتل وحشية ضد المدنيين المسلمين هناك، ولم تتوقف جرائم هذه المليشيات بحق المسلمين عند حرق الجثث وبتر الأعضاء؛ بل تعدتها لتدمير المساجد وتهجير أعداد كبيرة من السكان المسلمين. 

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي عبّر عن شعور الاتحاد بالتقصير أمام دماء المسلمين التي تراق بأفريقيا الوسطى، ويحاول قدر الاستطاعة أن يوقف النزيف المستمر  هناك منذ أشهر. 

وقال لـ "عربي 21": "إنّ قلوبنا ومشاعرنا بل ومشاعر الإنسانية جمعاء اهتزت لما يحدث للمسلمين في أفريقيا الوسطى".

وأضاف القره داغي: "أننا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصدرنا عدة بيانات منددة بما تقوم به الميليشيات المسلحة من قتل وسحل للمسلمين في الشوارع".

وذكر أن الاتحاد قام بإرسال عدة رسائل إلى الجهات الدولية المختصة بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك الاتحاد الإفريقي، والعديد من رؤساء الدول، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند باعتباره أحد المسؤولين في أفريقيا.

وأضاف أن هناك تحرك من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بهذا الصدد.

وأشار إلى أن الاتحاد قام بإرسال وفد إلى دولة أفريقيا الوسطى من أجل الاطلاع على أحوال المسلمين هناك.

وذكر أن الوفد قد أرسل مشاهدته وتحدث عن الجرائم التي يندى لها الجبين بحق المسلمين العزل، فقد ترك 90% من المسلمين البلد، وهربوا إلى الدول المجاورة خوفا من القمع والقتل على يد عصابات "الانتي بالكا" أي "المناهضة للسواطير".

وأضاف أن الغرب يكيل بمكيالين ويتعامل بازدواجية تجاه القضايا المتعلقة بالمسلمين.

وعقّب "لو أن القاتل كان من المسلمين لانهالوا عليه بمختلف صفات التطرف والإرهاب وأنه من القاعدة، أما إن كان القاتل من غير المسلمين فلا أحد يلومه، ولا يوصف بالإرهاب كما يحدث لقتلى المسلمين في أفريقيا الوسطى".

وطالب الدول الإسلامية بحماية الأقليات الإسلامية لأن في هذا قوة لها وحماية لمصالحها أمام العالم.

وفي سياق متصل قال السفير مهدي فتح الله المستشار السياسي للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لـ "عربي 21" إن المنظمة عقدت اجتماعا طارئا على مستوى الوزراء بشأن الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى في جدة يوم 20 شباط/ فبراير 2014 لمناقشة استمرار تصاعد العنف والتطهير العرقي ضد المسلمين وهدم المساجد والنزوح الجماعي للمسلمين خارج جمهورية أفريقيا الوسطى التي تتمتع بعضوية المراقب في المنظمة. 

وأضاف فتح الله أن "المنظمة تجدد التأكيد على الالتزام التام باحترام وحدة جمهورية أفريقيا الوسطى وسيادتها وسلامة أراضيها". 

وذكر أن المنظمة تجدد الموقف المبدئي الداعي إلى تسوية سلمية للأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويحث الحكومة على السعي لإجراء حوار شامل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة وحدة البلاد. 

وشدد على أن المنظمة تدين بشدة العنف المتواصل والمتصاعد منذ أحداث 5 ديسمبر 2013 المأساوية ضد المسلمين في بانغي وفي باقي مناطق البلاد، مما أدى إلى التقتيل الجماعي لآلاف المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، ونزوح مئات الآلاف والهجرة الجماعية لعشرات الآلاف إلى خارج البلاد، وتدمير المساجد ونهب الممتلكات. 

وأضاف أن المنظمة تعبر عن قلقها من الاستجابة غير الكافية لحماية المدنيين المسلمين، وإزاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والأعمال والإبادة الجماعية التي ترتكبها في حقهم ميليشيا أنتي- بالاكا بهدف محو كل أثر للإسلام والمسلمين في مجتمع أفريقيا الوسطى. 

وطالب السلطات الجديدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، بقيادة الرئيسة المؤقتة، السيدة كاثرين سامبا-بانزا، ومجلس الأمن الدولي والقوة الفرنسية وبعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعمل في البلاد بالاضطلاع بمسؤولياتهم الكاملة في حماية حياة جميع المدنيين وأسباب عيشهم، ووقف النزوح الجماعي القسري المتواصل للمدنيين الأبرياء ووضع حد للمجازر بحق المسلمين. 
التعليقات (0)