سياسة عربية

وفاة 4 متسلقين بمصر يفجر الغضب ضد الحكومة والجيش

جثتا شاب وفتاة من المتسلقين المفقودين في جبل باب دنيا بسيناء - فيس بوك
جثتا شاب وفتاة من المتسلقين المفقودين في جبل باب دنيا بسيناء - فيس بوك
فجرت حادثة مصرع أربعة مصريين فوق جبال سانت كاترين موجة من الانتقادات الشديدة للحكومة المصرية والجيش وسط اتهامات لتلك الجهات بالتقاعس عن إنقاذهم والإستهانة بأرواح المصريين.

وكان ثمانية من الشباب بدأوا الخميس الماضي رحلة تسلق لأحد جبال سانت كاترين، وتعرضوا لعاصفة ثلجية وضلوا طريقهم، ما أسفر عن مصرع أربعة منهم وإنقاذ أربعة آخرين.

رفضت إنقاذ مصريين 

واتهم تامر عبد العزيز، صديق أعضاء الرحلة التائهة السلطات بتجاهل أرواح أصدقائه لأنهم مصريون وليس معهم أي أجانب، مؤكدا أنهم أرسلوا إستغاثة للجيش والشرطة بالمنطقة لإنقاذ أصدقائهم دون استجابة.

وقال على صفحته على فيس بوك إن أحد المسئولين الذين طلب مساعدته سأله إذا كان هناك من بين التائهين أحد يحمل جنسية أخرى غير المصرية حتى يتمكن من إقناع السلطات بالإسراع لإنقاذهم. 

وكشف عبدالعزيز عن محاولاتهم للجوء إلى شركات طيران خاصة في محاولة لإنقاذ أصدقائهم بعد تلكؤ وإهمال السلطات إلا أنهم فشلوا في ذلك أيضا.

وقالت هاجر إسماعيل صديقة المخرج محمد رمضان أحد ضحايا سانت كاترين، إن "طريقة تعامل الدولة مع الأزمة تمثل جريمة إهمال متكاملة الأركان، وكان من الممكن إنقاذ الشباب لو تحركت الدولة بسرعة"، على حد قولها.

وأضافت، في مداخلة هاتفية على قناة "التحرير"، مساء الأربعاء، أن الدليل الذي صاحب الشباب في رحلتهم أبلغ المسئولين في محافظة جنوب سيناء بفقدانهم، إلا أن المحافظة لم تبلغ الجيش إلا بعدها بيوم ونصف من الحادث".

وأكدت أن الدولة لم تتحرك لإنقاذ الشباب إلا بعد الضغط الإعلامي، وأن الجيش لم يرسل سوى طائرة واحدة فقط استطاع من خلالها إنقاذ ثلاثة شباب، ورفض إرسال طائرات لإحضار الجثامين".

وقالت نيرفانا عاطف - أحد شهود العيان - إن البدو هم من أنقذوا الأحياء وحملوهم على أكتافهم وليس الجيش، موضحة أن الطائرة الوحيدة التي تحركت للبحث عنهم أقلعت بعد الحادث بيومين وذلك بعد تلقيها أوامر رسمية من القيادة بالقاهرة.

المصري رخيص 

وخيمت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى ساحة للاحتجاج والتعبير عن الغضب بعد هذا الحادث، حيث أكد نشطاء ان وفاة الشباب الأربعة سببه "الإهمال الحكومي".

وقال المخرج والناشط السياسي عمرو سلامة عبر صفحته على "فيس بوك" مساء الأربعاء، أن "حياة هؤلاء الشباب في رقبة دولة فاشلة تلكأت في إنقاذهم".

واتهمت الكاتبة فاطمة ناعوت الحكومة بالمسؤولية عن مقتل الشباب، قائلة عبر صفحتها على ''فيس بوك'': "لو كان شبابنا المغدور أجانب لتحركت هليوكوبتر لإنقاذهم، لكن المصري رخيص في بلده ورخيص خارجها".

وقالت الناشطة السياسية أسماء محفوظ إن ''اللي بينزل مظاهرات بيموت، واللي بيسافر بيموت، واللي بيركب أتوبيس المدرسة بيموت، واللي بيشجع في ماتش كورة بيموت،  وحتى اللي بيكبر دماغه وبيروح يتفسح طلع بيموت''. 

وقال المطرب أمير عياد: ''احنا لو في بلد نص متحضره كان في حد يتحاسب علي موت الشباب في جبل كاترين، احنا لحد النهارده مش عارفين مين اللي طفي النور في ستاد بورسعيد''.

وعن تأخر طائرات القوات المسلحة في إنقاذ الضحايا قال «عمرو فهيم» عبر "تويتر": "واضح إن طيارات الجيش وظيفتها ترسم قلوب في السماء، وتضرب في المصريين بالرصاص، إنما تنقذهم لا".

قضاء وقدر

من جانبه ورفض اللواء عادل كساب، مدير مركز العمليات وإدارة الأزمات بمحافظة جنوب سيناء، الاتهامات التي وجهتها وسائل الإعلام لأجهزة الدولة، بالتقصير في إنقاذ الشباب الذين كانوا عالقين بمنطقة «وادي الجبال» بسانت كاترين، مضيفا أن قوات حرس الحدود تحركت فور إبلاغها بفقدان هؤلاء الشباب.

واستنكر كساب، في مداخلة هاتفية لفضائية «أون تي في»، اليوم الأربعاء، مقارنة الإعلام بين طريقة تعامل الدولة مع كل من المصريين والأجانب، قائلا: "اللي ماتوا دول أولادنا، وخايفين عليهم أكتر من أي حد»، ومضيفا أيضا «تعبنا نفسيا من اتهامات وسائل الإعلام"، مشيرا إلى أن ما حدث هو قضاء وقدر.

بينما ألقى مصدر أمني مسئول باللائمة على الضحايا حيث قال إن الشباب قاموا برحلة السفاري فى تلك المناطق الوعرة بدون علم او استشارة مكاتب السفاري الموجودة بسانت كاترين.

وطالب حزب الوطن السلفى بمحاسبة المسئولين الذين كانوا سببا فى القصور المهني والأمني الشديد وتجاهل أرواح المصريين، مؤكدا - فى بيان له الأربعاء -  أن هناك تجاهلا حدث أيضا من جانب إحدى شركات الطيران الخاصة وتقاعست عن إنقاذ الضحايا.

وشنت حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر هجوماً ضارياً على النظام بعد الحادث وعدم تحرك أجهزة الدولة لإنقاذهم بعد علمها أنهم مصريين، وقالت عبر صفحة على فيس بوك:" كل تفاصيل دولة المخلوع بترجع تاني، بإنحطاطها وفشلها وآلامها وإنهزامها، وكان أقبح ما فيها أن قيمة الإنسان ولا تسوى".
التعليقات (0)