حقوق وحريات

سكان اليرموك يطلبون "اللجوء الإنساني" هربا من الجوع

مخيم اليرموك.. لا شيء غير الدمار والموت والتهميش - ا ف ب
مخيم اليرموك.. لا شيء غير الدمار والموت والتهميش - ا ف ب
بعدما استنفد اللاجئون الفلسطينيون المحاصرون في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق كل وسائل الاستغاثة، وموت العشرات منهم من الجوع بسبب نقص المواد الغذائية والحياتية، لجأوا إلى تسجيل أسمائهم على لوائح حملت عنوان "طلب لجوء إنساني" مناشدين الضمير العالمي أن يؤمن لهم طريق خروج إلى أي دولة تحترم حقوق الإنسان.

وانكب العشرات منهم، أطفالا وشبابا وعجزة، يكتبون على لافتة كبيرة علّقت على حائط مدرسة الفالوجة في شارع المدارس في اليرموك بعض ما اختلج قلوبهم.

وحملت اللافتة بأحرف كبيرة مخططة مطالب ما تبقى من سكان المخيم: "أهالي مخيم اليرموك المجوعين يطالبون العالم باسم الإنسانية تحقيق مطلبنا بالعودة إلى وطننا فلسطين أو أي دولة تحترم حقوق الإنسان".

وعلى ورقة ذيّلت باسم "أبو شفيق" وعلّقت على اللافتة كتب أحد اللاجئين: "نناشد جمعية الرفق بالحيوان أن ترأف بالقطط التي حللوا أكلها".

وصبّ آخرون غضبهم على زعماء الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية بتعليقات فيها شيء من السباب.

وتجمّع عدد آخر منهم حول أحد الناشطين الذي أخذ يملأ "طلبات لجوء إنساني" حيث يذكر الراغب بالخروج من المخيم اسمه ووضعه العائلي وعدد الأشخاص الذين سيخرجون معه.

الجوع يلاحق الكبار والصغار في اليرموك، الذين باتوا يشتهون رغيف خبز فيما يعاني عدد كبير منهم من نقص حاد بالغذاء يوجب تلقيهم العلاج.

ويقول ناشطون ان 51 شخصا توفوا مؤخرا في المخيم نتيجة الجوع والحصار، فيما يتهدد 20 ألفا المتبقين المصير عينه.

وقد سمح النظام السوري يوم السبت الماضي، تحت ضغوط دولية متتالية، لهيئة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بإدخال كمية محددة من المساعدات إلى داخله، كما أتاح خروج عدد من الأشخاص ممن هم بحاجة ماسة للاستشفاء.

وتحاصر قوات النظام السوري وقوات موالية له مخيم اليرموك، منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، بذريعة وجود مسلحين، وتُمنَع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من دخوله لإدخال المؤن والمساعدات الغذائية والأدوية، وفق مصادر حقوقية.

ويعد مخيم اليرموك بدمشق أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية. ونزح عدد كبير منهم باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمنا، هرباً من قصف قوات النظام المستمر عليه منذ أشهر.

"أونروا" تدعو الأردن إلى فتح حدوده أمام اللاجئين الفلسطينيين من سوريا

وفي سياق متصل، وقع رئيس بعثة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأردن روجر ديفينز، أن يصل عدد اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى المملكة نحو 20 ألف لاجئ، داعيا إلى فتح الحدود الأردنية أمامهم .

وقال ديفينز خلال اجتماع نظمته "أونروا " لممثلي الدول المانحة في عمّان: "في الأردن يعيش حاليا 11 ألف لاجئ فلسطيني فارين من سوريا، ونتوقع أن يرتفع عددهم إلى 20 ألفا خلال العام الحالي".

وأوضح أن "ما يقلقنا حقيقة هو الوضع القانوني حول وجود هؤلاء اللاجئين في سوريا"، داعيا الحكومة الأردنية إلى "فتح حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا".

عريضة أوروبية تطالب المجتمع الدولي بإدخال المساعدات الإنسانية 
 
وفي السياق نفسه، طالب عشرات البرلمانيين والسياسيين الأوروبيين المجتمع الدولي والمجتمعين في مؤتمر "جنيف 2" حول الأزمة السورية، بضرورة العمل الفوري من أجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المحاصرة في سورية، وفي مقدمتها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذين توفي سبعة وخمسون منهم بسبب الجوع.

جاء ذلك في عريضة لمجلس العلاقات الفلسطينية الأوروبية، وقع عليها عشرات البرلمانيين والسياسيين الأوروبيين، وجّهت إلى الاتحاد الأوروبي وللمجتمعين في مؤتمر "جنيف 2" من أجل حثهم للقيام بدور أكبر من أجل إنهاء مأساة المحاصرين وضمان توفير الحماية للمدنيين وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية.

ولفتت العريضة الأوروبية الأنظار إلى أن نحو مائتين وسبعين ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى الحالة الخاصة للاجئين الفلسطينيين الذين لا يملكون أي وثائق تسمح لهم بالحركة خارج سورية، إضافة إلى عدم حصولهم على نفس حقوق اللاجئين السوريين في الدول التي يفرون إليها.

وتناولت العريضة، باهتمام الأوضاع المأساوية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، وقالت إن معظم سكان المخيم نزحوا إلى خارجه، فيما تبقى نحو ثلاثين ألف لاجئ محاصرين داخل المخيم للشهر السادس على التوالي، ما أدى إلى وفاة العشرات بسبب الجوع، ناهيك عن مقتل المئات بسبب القصف والقنص والتعذيب.

من جانبه؛ قال عرفات شكري، مدير مجلس العلاقات الفلسطينية الأوروبية، إن هذه خطوة التوقيع على العريضة "تأتي ضمن سلسلة من الجهود التي يبذلها المجلس لأجل الدفع بدور أكبر للاتحاد الأوروبي من أجل إنهاء مأساة المحاصرين في مخيمات اللاجئين في سورية وباقي السوريين المحاصرين في المناطق التي يدور فيها الصراع".

وأشار شكري، في تصريح صحفي الخميس، إلى أنه "من غير المقبول أن يستمر المشهد الحالي الذي يموت فيها الناس جوعًا دون أي تحرك عملي وجاد لانقاذهم".

ومن بين الشخصيات الموقعة على العريضة البارونة البريطانية ميرال إيك، وأعضاء من البرلمان البريطاني منهم ساندرا أوزبورن، و روجر روبرتس، ومارك داركان، وفيليب هولبون، وعضو البرلمان البلجيكي سابين فيرمولين، وأعضاء من البرلمان الأسكتلندي، والبرلمان الإيرلندي، وعدد كبير من أعضاء البرلمان الأوروبي.
التعليقات (0)