صحافة دولية

نيويورك تايمز: هزيمة داعش قد تعزز موقف المعارضة

احد مقرات داعش في سوريا - فيس بوك
احد مقرات داعش في سوريا - فيس بوك
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن التطورات الأخيرة في شمال سورية تصب في صالح المعارضة السورية السياسية، حيث سيكون بإمكانها اقناع الغرب بأنها القادرة وليس النظام على مواجهة القاعدة وحرمان الجهاديين من إقامة جيب آمن لهم في سورية، خاصة أن تهديد القاعدة أدى ببعض الأصوات الأمريكية إلى التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره "أٌقل سوءا" من القاعدة. 

وستعزز الإنجازات ضد الجهاديين من موقع المعارضة السياسية قبل مؤتمر السلام في جنيف، حالة إظهارها وحدة وتضامنا فيما بينها.

ولم تستبعد الصحيفة حصول المقاتلين في الميدان على دعم من المعارضة في المنفى للتحرك ضد الدولة الإسلامية في العراق وسورية (داعش) التي تتهم بخطف الثورة وتشويه سمعة المقاتلين. ولا تستبعد أيضا حصولها على دعم من الدول الغربية، ولهذا رحبت الصحيفة بتفكير الإدارة الأمريكية بدعم المعارضة من جديد بالأجهزة غير الفتاكة (شاحنات وأجهزة اتصال..) بعد تعليقها في شهر كانون الأول/ ديسمبر نتيجة سيطرة الجبهة الإسلامية على مخازن للجيش الحر في بلدة أطمة قرب الحدود السورية مع تركيا.

وتحدثت الصحيفة عن الشرارة التي أشعلت فتيل المواجهة  بين داعش من جهة وفصائل الجبهة الإسلامية والجيش الحر من جهة أخرى. وقالت إن مجموعة من مقاتلي داعش رفضوا استهداف طائرة كانت تحلق فوق مدينة الرقة مع أن لديهم مدفعية مضادة للطائرات، وعندما سئلوا عن السبب أجابوا إنهم في الرقة "لإقامة الدولة الإسلامية، وليس لمواجهة النظام" مما فاجأ كثيرا من الناشطين والمقاتلين. وأدت تصريحات كهذه إلى مواجهات منذ أكثر من أسبوعين أودت بحياة 500 شخص. 

ويرى محللون نقلت عنهم الصحيفة أن هذا النزاع ترك أثره على العلاقات بين الجهاديين والبراغماتيين خارج حدود سورية، وأدى إلى انقسام آخر داخل الحركة الجهادية المصرية. كما أدى إلى مواجهات بين الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة نفسها.

فقد وضع الخلاف تنظيمي القاعدة وجها لوجه، أي جبهة النصرة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام. واتهم قادة النصرة (داعش) بارتكاب أخطاء فادحة، والتركيز على الخلافة قبل الإطاحة بالنظام. وبهذه الطريقة همّشت داعش الكثير من الحلفاء المهمين في الحرب، سواءّ كانوا مقاتلين أم مدنيين. 

وينظر محللون للاقتتال بين فصائل المعارضة باعتباره "لعبة مصارعة" حول هوية ومستقبل البلاد. وتنقل عن الباحث في وقفية كارنيجي آرون لوند قوله إن ما يحدث هو "معركة على قلب وروح الحركة الجهادية"؛ واصفا إياها بحرب العصابات. ولن تعرف نتيجة هذا النزاع نظرا لتعدد توجهات وأهداف الجماعات المقاتلة، فهي تختلف من ناحية الموقف من داعش وهل الهدف إخراجها من الساحة تماما أم التعاون معها كفصيل من فصائل الثورة؟

وتقول الصحيفة إن مواجهة الجبهة الإسلامية والفصائل المتعاونة معها لداعش أظهرت كما يقول الداعمون للمعارضة أنهم لا يمثلون خطرا كذلك الذي تمثله داعش. لكن المشكلة هي أن الجبهة لا تعترف إلا إسميا بمعارضة المنفى. يضاف إلى ذلك أنها تتعاون مع جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.

وترى الصحيفة أن جبهة النصرة هي المستفيد الأول والأخير  من المواجهات بين داعش والفصائل الأخرى. فقد أدى موقفها الحيادي وسعيها لأن تكون وسيط السلام إلى استيعاب أعداد من المقاتلين؛ سوريين وآخرين أجانب هربوا من داعش. لكن المشكلة تظل باقية وهي أن الجبهة مصنفة كمنظمة إرهابية لدى الولايات المتحدة بسبب سجلها في معاملة بقية الفصائل والأقليات.

وتعترف الصحيفة والحالة هذه أن طبيعة التحالفات على الأرض وتغير الولاءات من فصيل إلى آخر تعقد من طبيعة التعامل مع الجماعات المقاتلة.  وفي السابق تعاونت داعش مع منظمات أخرى لمواجهة الجماعات الكردية في شرق شمال – شرق سورية. 
التعليقات (0)