صحافة إسرائيلية

تزايد الدعوات لتقارب سعودي إسرائيلي

السعودية اسرائيل
السعودية اسرائيل
تكاثرت دعوات الكتاب في الصحف الإسرائيلية إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة وكبيرة في التقارب مع السعودية في ظل الاتفاق الدولي مع ايران لتحقيق مصلحة الطرفين السعودي والاسرائيلي.

وبرزت في المقالات اليومية للصحف الاسرائيلية كتابات  تتحدث عن القواسم المشتركة التي يكمن ان تجمع الطرفين وتفتح الابواب امامها من أجل علاقات تقوم على المصلحة والعدو المشترك وهو إيران .

الكاتب الاسرائيلي دوري غولد كتب مقالته على صحيفة "اسرائيل اليوم" أن السعودية وإسرائيل في ذات الجانب من المتراس، حين تضطر كلتاهما الى مواجهة دول ذات تطلعات للهيمنة في الشرق الاوسط" ويقصد بها ايران تحديدا.

واستشهد غولد في مقالته بما ذكره بروس رايدل، أحد الخبراء الأوائل في ماضي وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في شؤون الشرق الاوسط، حين قال "كيف وجدت اسرائيل والسعودية نفسيهما في ذات الجانب في مواجهة سياسة التوسع لمصر الناصرية".

التقارب كان له جذور

وتحدث غولد عن التقارب السعودي الاسرائيلي في مطلع الستينات حين أيد جمال عبد الناصر الانقلاب على حكومة الامام في اليمن والمدعومة سعوديا.

ولفت الى حديث رايدل اشار في مقالة كتبها عن تلك الفترة أن السعودية توجهت لتلقي مساعدة من اسرائيل لتقديم المعونة لقوات الامام في اليمن. 

وقال إن الحملة أديرت تحت اشراف رئيس المخابرات السعودي كمال أدهم، وفي اطارها نقلت طائرات اسرائيلية مساعدة الى قوات الامام بين أعوام 1964 – 1966.    
      
وأشار غولد الى كتاب ألفه اسحاق رايتر من معهد القدس للبحوث الاسرائيلية قبل سنتين عن الطريقة التي واجه بها علماء السعودية دعوات التقارب مع اسرائيل.

واقتبس رايتر فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز، المفتي الرئيس في السعودية الذي دعا المسلمين في 1989 الى تقديم المساعدة "للجهاديين" الفلسطينيين، ولكن في فتوى لاحقة في 1994 سمح باتخاذ سياسة مصالحة مع اسرائيل بما في ذلك تبادل السفراء، اذا كان الامر يخدم المصلحة القومية للزعيم المسلم. ومع أن بن باز كتب عن هدنة مع الدولة اليهودية يمكن الغاؤها مع تغيير موازين القوى الاقليمية، إلا أن الفتوى كانت خطوة اولى في تفكير جديد في المملكة.           

وكان موقف بن باز يتعارض مع موقف الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للاخوان المسلمين، ومنح زعماء السعودية المستقبلين حرية مناورة لتشجيع مبادرات دبلوماسية مع اسرائيل، اذا ما وعندما تقرر القيادة السعودية مثل هذه الخطوة. 

ومن الصعب أن نقرر ما هو مدى تأثير فتوى الشيخ بن باز على الملك عبد الله حين نشر مبادرة السلام السعودية في 2002.  
ويضيف غولد اليوم ايران هي الدولة التي تتطلع الى الهيمنة الاقليمية وتهدد الاستقرار في الشرق الاوسط. 

وتسعى ايران الى محاصرة السعودية من خلال دعمها لتمرد الشيعة الزيديين في اليمن، انتفاضة الشيعة في البحرين، الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي الشيعي والتدخل المباشر في الحرب الأهلية في سوريا بواسطة قوات الحرس الثوري الايراني ومقاتلي حزب الله.           
حذار من تفويت الفرصة

من جانبه قال الكاتب دايفيد شاين في مقالته بعنوان عدو عدوي صديقي أن السعوديون كان يسعدهم لو أن اسرائيل اقتربت نحو المبادرة السعودية لحل النزاع الاسرائيلي – العربي.

وقال شاين كان هذا سيسهل عليهم جدا تعزيز العلاقات مع اسرائيل في الجانب الدبلوماسي وفي الجانب العسكري. ولكن السعوديين ايضا يفهمون بان الارض غير ناضجة للتقدم السياسي في المسألة الفلسطينية.

وأشار الى أنه مع تلك العقبات لا يجب استبعاد هذه الامكانية وفضلا عن ذلك فان على اسرائيل أن تتطلع الى التقارب مع السعوديين أكثر من أي وقت مضى. 

ولفت الى ان التهديد الايراني يقلق السعوديين اكثر بكثير من المسألة الفلسطينية وبالضبط مثلما وقع الرئيس المصري أنور السادات على اتفاق سلام مع اسرائيل انطلاقا من الفهم بان التحالف مع اسرائيل افضل له من استمرار النزاع، هكذا يمكن التوقيع على اتفاق مشابه مع السعودية.

وختم شاين في مقاله بالقول يمكن الوصول الى اتفاق مشابه مع السعودية. هذا سيكون حلف مصالح للطرفين يوازن التهديد الايراني. بمعنى أن الشرق الاوسط يوجد في مفترق طرق، وحلف كهذا يمكنه أن يرسم خريطة الطريق من جديد.محذرا اسرائيل من أن تفوت الفرصة.
التعليقات (0)