حول العالم

عاصفة "أليكسا" نتاج التغيرات المناخية العالمية

"أليكسا" يمر بالقدس الشريف
"أليكسا" يمر بالقدس الشريف

وصلت العاصفة الثلجية "ألكسا" إلى دول الشرق الأوسط، فانخفضت درجات الحرارة في بلاد الشام إلى مستويات غير مسبوقة، وترافق ذلك مع هطول متواصل للثلوج والأمطار على مختلف المناطق السورية واللبنانية والأردنية والفلسطينية، ما يزيد من معاناة الناس. 

ويتصادف وصول المنخفض مع وجود أوضاع قياسية من غلاء الأسعار – وبخاصة أسعار الوقود وقلته في بعض المناطق- وعدم استعداد الحكومات لمثل هذه الظروف، إلى جانب الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، والإهمال المتعمد في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين في كل مناطق الشتات.

وكانت العاصفة الثلجية "أليكسا" القادمة من سيبيريا عبر أجواء أوروبا الشرقية، مسبوقة بانخفاض حاد في درجة الحرارة العظمى والصغرى، وهبوب رياح شديدة على كافة المناطق.

وأوضح خبراء المناخ في العالم العربي أن "أليكسا"، عبارة عن منخفض قطبي علوي عميق، تتدنى مستويات التجمد فيه إلى ارتفاعات قريبة من سطح الأرض. 

وتكون سماكة الغلاف الجوي في هذه الحالة الجوية "منضغطة" فوق منطقة الشرق الأوسط، أي أن كثافة الغلاف الجوي عالية؛ الأمر الذي يجعل الطبقات العلوية شديدة البرودة. ومع توفر الرطوبة الجوية العلوية في تلك الطبقات، وانخفاض درجة الحرارة على تلك الارتفاعات إلى نحو 30 تحت الصفر؛ فإنها تتهيأ الثلوج في تلك المستويات المتجمدة والرطبة، ثم تهوي إلى الأرض.

وبعبارات أخرى، فإن الأجواء العلوية التي تعيشها بلاد الشام حالياً شبيهة بالأجواء التي تكون عادة فوق روسيا شتاءً، وستبقى جاثمة فوق بلاد الشام وشمال المملكة العربية السعودية لبضعة أيام.

آخر تقرير مناخي عالمي 

وفي سياق متصل، توقع تقرير للأمم المتحدة صدر صباح الجمعة 27 أيلول/ سبتمبر، في ستوكهولم، أن يرتفع منسوب مياه البحار في العالم بوتيرة أسرع  مما كان متوقعا، بحسب  ما نقلت وكالات عالمية.

وعلى الرغم من أهمية التقرير كأساس علمي للمعاهدة المرتقبة، فإنه لم يلق اهتماماً إعلامياً كبيراً، ما أثار تساؤلات لدى العديد من الأوساط، إذ عزا البعض الأمر إلى أنّ التقرير لم يأت بجديد عما جاء في التقرير السابق، بينما عزا البعض الآخر عدم الاهتمام، إلى الأسلوب العلمي الجاف الذي سبغ التقرير ما جعله مادة مملة لدى المتابعين.

وأكد التقرير أن تأثير الإنسان في نظام المناخ واضح، وبرهان ذلك هو الارتفاع الجاري في معدل تركيز الغازات الدفيئة في الجو، والتأثير الإشعاعي الموجب، وارتفاع الحرارة، ما يزيد الفهم والمعرفة بالنظام المناخي.

أما في ما يخص التغير في أنماط هطول الأمطار ومعدلاتها فوق اليابسة، وهذا يهم أبناء منطقتنا العربية في شكل خاص، فقد لاحظ التقرير حدوث تغير في حوادث المناخ الشديدة، مثل العواصف العنيفة والأمطار الغزيرة المسببة للفيضانات منذ 1951.

ولاحظ أن من المحتمل جداً أن يكون عدد الأيام الباردة انخفض على صعيد العالم، بينما يُحتمل أن يكون تواتر الموجات الحرارية ارتفع وازداد حدوث الأمطار الغزيرة والعواصف الممطرة.

وأكد التقرير أن درجات حرارة الجزء الأعلى من مياه المحيطات شهدت ارتفاعاً نتيجة امتصاص المحيطات نحو 90 في المئة من الطاقة الحرارية المتراكمة خلال العقود الأربعة الماضية. ورجح أن نسب الملوحة ازدادت في المناطق المائية ذات الملوحة العالية أصلا، بسبب التبخر، وهذا قد ينطبق على كل من مياه الخليج والبحر الأحمر، بينما ارتفعت عذوبة مياه المناطق التي تتكاثر فيها الأمطار.

وقال دين قاهي الرئيس المشترك لمجموعة عمل اللجنة التي أعدت التقرير، إنه "نظرا لأن المحيطات تشهد دفئا، وأنهار الجليد وألواح الثلوج تقل، فسيستمر متوسط ارتفاع مستوى البحار عالميا في الزيادة، ولكن بوتيرة أسرع مما شهدناها خلال الأربعين عاما الماضية".

وقال مندوبون إن التقرير أثار احتمال مسؤولية الأنشطة البشرية عن 95 في المائة من ارتفاع درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين، بدلا من 90 في المائة في تقديرات تقرير اللجنة عام 2007، و66 في المائة في تقرير 2001.

وجاء في الجزء الأول من التقرير، أن الارتفاع في متوسط درجات الحرارة سوف يتراوح بين  0.3 و4.8 درجات مئوية بحلول العام 2100 .

ورفعت هيئة الخبراء توقعاتها لارتفاع مستوى مياه البحر الذي سيكون بين 26  و82 سنتمترا بحلول العام 2100، في التقييم الجديد (الخامس) لظاهرة التغير المناخي.

 وعد الباحثون تقرير التقييم الخامس أكثر شمولية من كل التقارير المتعلقة بتغيرات المناخ العالمية الصادرة منذ عام 2007 (العام الذي مُنحت فيه الـ "آي بي سي سي" بالتشارك مع نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور، جائزة نوبل للسلام عن أبحاث في تغيرات المناخ الكونية).


وكان أفاد تقرير سابق  صادر عن "آي بي سي سي" يمثل الاتجاهات في العام 2012، أن 50 مليون شخص في العالم العربي تأثروا خلال العقود الثلاثة الماضية جراء الكوارث الطبيعية التي جاء العديد منها على شكل ظواهر مناخية متطرفة.

وأضاف التقرير أن توجّهات تغير المناخ على المدى الطويل تنذر بالكوارث؛ إذ من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بحلول نهاية هذا القرن بين ثلاث وأربع درجات مئوية في العالم العربي، وهي زيادة تفوق المتوسط العالمي بمرة ونصف المرة، ما يعني أن سكان المنطقة سيعيشون بانتظام في درجات حرارة تتراوح بين 54 و55 درجة مئوية.

وذكر التقرير أن ضحايا الجفاف والفيضانات يشكلون 98 بالمائة من مجموع الأشخاص المتضررين من الكوارث الناتجة عن المناخ في المنطقة.

 يشار إلى أن المنطقة العربية تضم أكبر مصدرين لانبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وهما قطر والمملكة العربية السعودية.   

التعليقات (0)