حول العالم

الطلاق العاطفي خطر جديد يهدد الأسرة العربية

تعبيرية
تعبيرية
لم يعد الطلاق الخطر الأكبر الذي يتهدد الأسرة والزوجين، بل أصبح استمرار الزوجين في الحياة تحت سقف واحد ولكل منهما حياته الخاصة خطراً أكبر بحسب مختصين.

الطلاق العاطفي معول يهدم كل أسس الأسرة القائمة على المودة والرحمة، ليتحول المنزل إلى مؤسسة يقوم كل فرد فيها "بوظيفة" محددة، بعيداً عن المشاعر، حسب آراء المختصين.

المستشار الأسري والتربوي والخبير في العلاقات الزوجيّة الدكتور مازن الفريح يعرف الطلاق العاطفي بأنه مرحلة متأخرة من عدم الانسجام بين الزوجين ومجموعة من المشكلات المستعصية التي تصل بكل طرف لأن يستقل عن الآخر بعواطفه، مع تعذر الانفصال الشرعي.

ويتعذر الانفصال بحسب الفريح بسبب الأطفال أو طول سنوات الزواج والإحراج الذي قد يتسبب به الطلاق أمام المجتمع، فيما تبقى التأثيرات النفسية الحاضر الأكبر في ظل الطلاق العاطفي، حيث أن الإنسان اجتماعي بطبعه ويحب المشاركة، ويحذر الفريح من أن يضطر أحد الأزواج أو كليهما إلى الانحراف بحثاً عن الإشباع العاطفي بغض النظر عن العمر فالحب بحسب خبير العلاقات الزوجية لا يشيخ.

ويضيف في حديثه لـ"عربي21" أن الزوجين في هذا الأمر على كفتي ميزان وعلى كل منهما أن يبادر فالحديث الشريف ساوى بينهما " (...)..الرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". 

وفي إشارة إلى مخاطر غياب الحوار وتعزيزه للانفصال العاطفي لفتت دراسة ألمانية أجراها الخبير والباحث رالف غولدشميت، إلى أن الوقت الذي يجري فيه الأزواج أحاديث جوهرية يتقلص إلى أربع دقائق في اليوم بعد مرور أربع سنوات على الزواج.

ويقترح غولدشميت في دراسته أن يجلس الزوجان سوياً لمدة 30 دقيقة في الأسبوع؛ حيث تخصص لكل طرف 15 دقيقة يتحدث خلالها عن كل ما يؤرقه.

ويزيد غياب الحوار من أزمة العاطفة بين الزوجين كما أن غياب المنهج الإسلامي في التعامل مع المشكلة يزيدها تعقيداً فالإسلام وضع منهجاً متدرجاً في حل المشاكل الزوجية، بل جعل في صيانة الزوج لبيته والزوجة لزوجها نوعاً من العبادة التي يتقرب فيها إلى الله بحسب الفريح.

كما يرى الفريح أنه إذا أصبحت مصلحة الفراق أكبر من مصلحة البقاء معاً فعندها يصبح الطلاق الشرعي أفضل من الاستمرار في ظل الخلافات التي تترك الكثير من الآثار النفسية على الزوجين والأطفال إن وجدوا.

يذكر أن نسب الطلاق في الوطن العربي تزايدت بشكل كبير مؤخراً، فكشفت دراسة سعودية أن حالات الطلاق في المملكة ارتفعت إلى أكثر من 30 ألف حالة خلال عام 2012، لتبلغ 82 حالة في اليوم، بمعدل 3.4 حالة طلاق في الساعة الواحدة، بحسب دراسة قامت بها وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية" السعودية.

كما كشفت دراسة لقسم البحوث والدراسات بمراكز التنمية الأسرية بإمارة بأنه ومن بين 500 واقعة طلاق في إمارة الشارقة كانت أهم النتائج الملموسة أن 90% من واقعات الطلاق جاءت بسبب قلة وعي وإدراك الزوجين بمتطلبات الزواج الناجح. 

التعليقات (0)