سياسة عربية

مجلة "تايم" تفضح حشد التصويت للسيسي

"التايم": السيسي حصل على 440 ألف صوت فقط جلّها من مصر
"التايم": السيسي حصل على 440 ألف صوت فقط جلّها من مصر
حماس بعض المصريين للفريق عبد الفتاح السيسي لم يتركز فقط على الحملات الإعلامية، بل انتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي حشدت للتصويت له على ما يطلق عليه "رجل العام"  في مجلة "تايم" الأميركية.

وتداولت مواقع إلكترونية، وصفحات تواصل اجتماعي مقربة من الفريق السيسي فوزه باللقب الذي نافسه عليه كثيرون أبرزهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. إلا أنّ المجلة قالت إن النتائج ستنشر الأربعاء المقبل.

السيسي حسب "التايم" حصل على 440 ألف صوت فقط جلّها من مصر.

"التايم" قالت في تقرير لها من القاهرة: "إن حملة التصويت للسيسي جاءت بدعم وتحشيد للرأي العام عبر صحف ومواقع الكترونية محلية".

وكشف تقرير "التايم" أن نسبة المصوتين هذا العام من مصر هي الأعلى، وتفوقت على المشاركين من دول ذات كثافة سكانية مثل الهند ذات المليار نسمة والولايات المتحدة، التي يتجاوز عدد سكانها 300 مليون نسمة.

وتعترف المجلة بأن التصويت من مصر على السيسي يصور الشعبية الواسعة التي يتمتع بها الفريق الذي يعتبر الآن أقوى رجل في مصر، رغم أنّ عدد الأصوات لا يشير إلى ذلك بالضرورة في بلد سكانه 90 مليونا. 

ويظهر التقرير حجم الحملة التي شُنّت من أجل حصول السيسي على لقب رجل العام الذي تختاره مجلة "تايم" وسيعلن عنه الأربعاء المقبل.

فيما أشارت المجلة إلى مواقع الوفد واليوم السابع والبلد، كمنابر حشدت باتجاه دعم السيسي، حيث قامت هذه المواقع بمتابعة حركة التصويت وأشكاله، وكلما شعر القائمون عليها بتقدم أردوغان على السيسي قاموا بحشد المزيد من التصويت  لصالح الأخير.

وقد يؤثر التصويت الشعبي على خيارات محرري مجلة "تايم" فالأمر يعود إليهم في النهاية لاختيار "رجل العام"، ولهذا تقول المجلة إن "جزءا من التصويت الشعبي لصالح السيسي كان مدفوعاً للتأثير على المحررين، ففي مقال نشرته صحيفة "البلد" المرتبطة بالموقع الذي حشد الدعم للفريق السيسي جاء فيه "هل سيستمع المصريون  للمصريين ويختاروا وزير دفاعهم كرجل العام 2013، حيث ستظهر صورته على غلاف أشهر مجلة في عددها السنوي؟".

 ولم تخف صحيفة "الوفد" فرحتها ودورها كمشجع يهلل للسيسي. فالموقع والصحيفة يعبران عن حزب الوفد، الذي يعتبر من المؤيدين للجيش، وكان الحزب قد دعم بشدة الإطاحة بمرسي، فيما أيد "السيد البدوي" زعيم الحزب الشائعات التي تحدثت عن ترشيح السيسي رئيسا. 

ونقل عن  مصطفى شفيق محرر صحيفة "الوفد" قوله: "لم تكن الحملة منظمة، ولكن التصويت جاء من مواقع إخبارية معينة، وهي مواقع تدعم توجه البلاد العلماني".

 وتقول المجلة إن جزءاً من الاندفاع للتصويت هي رغبة قطاع كبير من مؤيدي الإنقلاب تغيير "الصورة حول طريقة السيطرة على السلطة، حيث شعر الكثير منهم أنه لم يتم فهمهم بالطريقة الصحيحة خاصة من الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان ومراسلي الصحف الأجنبية".

ونقلت المجلة عن مسؤول في الجيش قوله إنَ التصويت على السيسي يظهر بشكلٍ كبير الدعم المستمر لحرمة الجيش ولقيادة السيسي بشكل عام. ويقول "كل يوم يظهر لنا معلومات جديدة لم نكن نعرفها من قبل (عن شعبية السيسي) ولكن الوقت قد آن لكي يرى العالم هذا بشكل واضح".

 ويختم تقرير "التايم" بالقول إن السيسي أصبح في أقل من عام شخصية شعبية وظهرت صورته على القمصان والشوكولاتة، ولكن الامتحان الحقيقي لهذه الشعبية لن يتم فحصه إلا في الانتخابات العامة، وأصبح الحديث والتكهن حول نزول الفريق للانتخابات هوساَ حقيقياً للإعلام.

 يذكر أنّ فكرة "رجل العام" على مجلة "تايم" لا علاقة لها بالشعبية وحب المصريين أو العالم للسيسي، ولكن المحررين يختارون الرجل الذي يؤثر على مسار العالم  بطريقة جيدة أو سيئة، فقد ظهر هتلر على غلافها مثلما ظهر قادة التحرر من كاسترو إلى عرفات وتشي غيفارا، وعتاة الرٍأسمالية والرؤساء الأمريكيين من كينيدي إلى أوباما، وحتى جورج بوش.
التعليقات (0)