شركة "مارفل" للكوميكس تقدم بطلتها الجديدة .. مسلمة وخارقة

لأول مرة في تاريخ شركة "مارفيل كوميكس" الأمريكية  لكتب الأطفال المصورة تقدم شخصية مسلمة خارقة، وهي فتاة إسمها كامالا خان. وهذا  تطور مهم خاصة أن اسم الشركة قد ارتبط بشخصيات بيض من أصحاب الشعور الشقر والعيون العسلية أو الزرق. وفتاة مارفل التي عرفها الملايين من متابعي مسلسلات الشركة القصصية "كوميك بوكس" كان اسمها بكارول دانفرز، التي كانت تعمل رائدا في سلاح الجو الأمريكي. وقد قررت الشركة  التخلي عنها العام الماضي واستبدالها بشخصية أكثر جذبا وتعبر عن رؤية متقدمة من الشركة. 
وهذه الفتاة الجديدة  او الشخصية التي  وقع اختيار الشركة عليها لتكون بطلة مسلسلاتها القصصية هي فتاة أمريكية من أصل باكستاني، اسمها كامالا خان (16 عاما)، هاجرت عائلتها الى جيرسي في نيوجرسي. وستظهر شخصية كامالا في سلاسل الشركة بداية العام المقبل مما يجعل كامالا واحدة من الشخصيات المسلمة في كتب الاطفال المصورة علاوة على كونها بطلة. ويأتي اختيار كامالا كتعبير عن اهتمام الشركة بالمكونات الثقافية الأمريكية غير البيضاء مع أن قائمة أبطالها يظلون في معظهم بيض، من "سبايدرمان" (الرجل العنكبوت) ، "باتمان" (الرجل الوطواط"،  "أيرون مان" (الرجل الحديدي" و "كابتن أمريكا". 
ويقول صناع شخصية كامالا أن الفتاة المراهقة لن تجبر فقط على التعامل مع تطورها كفتاة خارقة والحياة اليومية التي تواجه أي فتاة مراهقة، بل ستواجه  الشروط والقيود التي تضعها عائلتها عليها. ونقلت  صحيفة "نيويورك تايمز" عن مديرة التحرير في مارفل  سانا أمانت وصفها للشخصية وعائلتها "شقيقها محافظ جدا، ووالدتها تعيش خوفا يوميا من إقامتها علاقة مع شاب وتحمل بطريقة غير شرعية من هذه  العلاقة، فيما يرغب والدها منها التركيز على الدراسة كي تحقق حلمه بأن تصبح طبيبة".  والشكل الذي ستأخذه البطلة الجديدة سيجعلها قادرة على تغيير اطرافها والتشكل بأشكال أخرى. وتعتبر دانفر البطلة السابقة نموذجا لها حيث تحبها  وترتبط بها، والصورة التي يرغب صناع كامالا تقديمها على أنها فتاة أمريكية، جميلة وقوية ولا تعتبر أصلها الباكستاني عائقا لتقدمها، حسب جي ويلو ويلسون التي اقترحت الإسم. وجاءت فكرة تقديم شخصية مسلمة عندما قامت أمانت باستعادة ذكريات كطفلة أمريكية- مسلمة وحديثها مع الزملاء المحررين في "مارفل". 
 وتؤكد السيدة ويلسون التي اعتنقت الإسلام، وكتبت رواية مصورة عام 2007  باسم "القاهرة" حظيت بنجاح كبير، أن فتاة مارفل الجديدة والمسلمة لا يقصد منها الدعوة للدين مع أنه "كان من المهم بالنسبة لي تصوير كامالا على أنها فتاة تعيش معركة داخلية فيما يتعلق بإيمانها". وأكد مدير التحرير لمارفل اليكس ألونسو أن ديانة  كامالا لا تشكل إلا عاملا واحدا من شخصيتها، فشخصيتها ذات علاقة مع أبطال مارفل المعروفين، مثل بيتر باركر بطل "سبايدرمان". ونقلت وكالة "أسوسيتدبرس" عنه قوله أن كامالا "هي فتاة عمرها 16 عاما، تعيش في الأحياء وتحاول التعرف على هويتها وذاتها، حيث تكتشف قدراتها الخارقة ومعها تتعرف على الواجبات التي تأتي معها". ويبدو أن شركة "مارفل" واثقة من نجاح الشخصية. وكانت شركة "دي سي كوميكس" المنافس الأكبر لمارفل قد  اعادت تشكيل  سلسلتها "الفانوس الأخضر" حيث تم اتهام بطلها سايمون باز، المسلم والعربي - الأمريكي بالتورط بالإرهاب، وهو ما حوله إلى بطل شعبي خارق. ولا تستبعد أمانت من حدوث ردود فعل سلبية ليس من المعادين للمسلمين بل ومن مسلمين يرغبون بتقديم كامالا عبر منظور مختلف. وكانت شركتي "مارفل" و "دي سي كوميكس" قد تعرضتا في السابق للإنتقاد ليس لندرة الشخصيات التي تعبر عن التنوع الإثني الأمريكي بل لقلة الشخصيات الأنثوية الخارقة.